ظلمها عشقا
اخرى وقد تعال صوته بالشتائم وهو يحاول التحرر حتى يستطيع الفتك به ليتراجع انور الى الخلف بجزع حتى كاد ان يسقط ارضا بظهره خوفا وارتعابا منه لكن اتى صوت
الحاج منصور الرفاعى ليعلو فوق جميع الاصوات يجمده مكانه وقد ساد الصمت ارجاء المكان وهو يقول بقوة ونبرات حازمة
ومين قالك انه كلام فارغ ولا ضحك على العقول يا انور
صالح طلب منى اطلب له ايد فرح من كام يوم وانا كنت هكلم مليجى النهاردة بعد ما اهل خطيب ياسمين يمشوا بس مدام الحارة كلها واقفة وسامعة
يا مليجى انا يشرفنى اطلب ايد فرح بنت اختك لابنى صالح على سنة الله ورسوله قلت ايه
حانت من مليجى التفاتة متوجسة ناحية انور الشاحب بشدة قبل ان يزدرد لعابه بصعوبة وبصوت خرج منه خاڤت متلعثم اجاب
علت التهانى من رجال الحارة ومعها ارتفعت زعروطة فرحة سعيدة من سماح وهى تحتضن فرح المڼهارة باكية تبارك لها بكلمات تتراقص فرحا لكنها كانت كالاصم عنها وعينيها معلقة فوق صالح الواقف بجمود ووجهه كتمثال من حجر بلا مشاعر وهو يتلقى التهانى ممن حوله قبل ان تحن منه التفاتة نحوها تلتقى عينيه بعينها لترتعش ړعبا حين رأت بهم عڼف وشراسة اسد مأسور داخل محبسه شعرت بهذا كله موجها اليها فقط هى دون غيرها
سأل الحاج منصور زوجته بلهفة فور ان دلف الى داخل شقتهم لتجيبه بقلق وتوتر
طلع شقته اول ما وصل هو ايه اللى حصل يا حاج مع ظاظا و صالح ماله حاله مقلوب ومتغير ليه
تنهد منصور بحړقة وهو يتجه ناحية الباب قائلا
لما انزل ابقى احكيلك اللى حصل بس انا هطلع له دلوقت اتكلم معاه كلمتين
هزت رأسها بالموافقة وهى تتوجس خشية ان يكون قد اصاب ولدها شيئ يتأكلها القلق عليه وهى تتجه الى مطبخها بخطوات بطيئة هامدة لتقابلها كريمة تسألها بقلق
ربتت انصاف فوق كتفها بحنان قائلة
متخفيش محصلش حاجة الموضوع شكله اتلم والحاج لما ينزل هيطمننا
تنهدت كريمة براحة لم تستطيع انصاف مشاركتها اياها ففى داخلها وبقلبها كأم تدرك بحدوث خطب ما لولدها قلب من حاله وموازينه لتهتف فى داخلها مستعطفة وهى تناجى الله
اسئلة اخذت تنهش عقله بلا رحمة ولا هوادة لا يجد منها فرارا يدور فى ارجاء المكان
ليه يابا كده ليه !
لم ينتظر اجابة من والده لسؤاله بل اندفع الى الداخل بخطوات متعثرة ثقيلة كما لو كان فى حالة سكر يتبعه منصور بعد اغلق الباب خلفه بهدوء مقتربا منه ببطء يربت فوق كتفه بحنان قائلا بندم واسف
كنت عاوزنى اعمل ايه يابنى وسمعة البت الغلبانة دى هتبقى غنوة وحدوتة على لسان الحارة كلها بعد ما خالها أمن على كلام الكلب ده ادامهم كلهم مقلتش ادامى غير الحل ده اعمله
اغمض صالح عينيه زافرا بقوة قائلا بصوت خاڤت مټألم
طب و انا يابا مفكرتش فيا مفكرتش انى هعيد حكايتى مع امانى تانى لو الجوازة دى حصلت انى هكشف وجعى لاخر واحدة كنت عاوزة تعرف واعرى حرجى لها وانكسر ادمها
اتسعت عينى منصور بأدراك يهتف مذهولا
صالح وهو انت بتحب فر
قاطعه صارخا بحړقة يفرغ من داخله كل ما كان كاتما له داخل قلبه حتى انهكه احتفاظه به طوال هذه السنين كلها
ايوه بحبها من وهى بنت سبعتاشر وانا بحبها اتجوزت غيرها علشان بحبها طلقت واستحالة هرجع مراتى تانى لذمتى علشان لسه بحبها بحبها بعشقها قلبى عمره ما دق غير ليها هى بس مش هتجوزها وده برضه علشان بحبها فاهم يابا ولا لا
منصور بلهفة وعينيه تلتمع بالدموع حسرة على ولده وما يعانيه من كل هذه الالام
طيب ليه يابنى مدام بتحبها مش يمكن دى اللى تصونك وتقدرك وتبقى
قاطعه صالح وارتعاشة الخۏف تطال صوته رغم محاولته الظهور هادىء قوى
وياترى بقى هنعرفها الحقيقة ولا هنسيبها على عماها
توتر منصور عينيه تتهرب من تحدى نظراته له ليبتسم صالح ابتسامة ساخرة منكسرة قائلا بتهكم
كنت عارف انه لا لا انا ولا انت هنقدر نقول الحقيقة علشان كده بقولك لا يا حاج الجوازة دى لا يمكن تحصل ابدا
اغروقت عينيه بالدموع تتساقط رغما عنه لټغرق وجنتيه وهو يهمس بتحشرج وقلب يأن پألم
استحالة اعرى روحى ليها مش ممكن اعرفها انى عقيم مش بخلف وانى طلقت امانى بسبب كده
الفصل الخامس
مر يومين عليه وهو