السبت 23 نوفمبر 2024

ظلمها عشقا

انت في الصفحة 8 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

سماح
ممكن لو سمحت ترن جرس الباب
هز كتفه بلا مبالاة يشير برأسه ناحية الجرس العالى نسبيا عليها يحدثها بنبرة صوته العميقة الاجشة وقد تسللت داخلها تذيبها وتذيب قلبها عشقا رغم التهكم بها وهو يهز كتفه بلا مبالاة قائلا
رنيه انتى اظن انك كبرتى وتعرفى ترنيه لوحدك ولا ايه
اتبع حديثه بالتحرك للجانب لكنه لم يغير من وضعية وقوفه فتقدمت بخطوات مرتعشة تصعد الدرجات المتبقية تقف امامه وعينيها تدور بينه وبين الجرس القريب منه بتوجس وخشية ثم تنفس بعمق وهى تتقدم من مكان وقوفه ببطء تتطلع فى عيونه برهبة قابلها هو بأبتسامة ساخرة اصبحت ضحكة عالية صاخبة تردد صداها فى المكان حين انتفضت تلتف حول نفسها تهرول هاربة وهى تهتف بتلعثم و أضطراب
مش عاوزة انا هروح بيتنا ابقى قول لامك انى 
لم تكمل حديثها بل اسرعت تهبط درجات السلم تتعثر فى خطواتها يطاردها صوت ضحكته وقد تردد صداها ليس فى المكان فقط بل داخل قلبها ايضا فتتسارع ضرباته كأنها على وشك الاصاپة بنوبة قلبية ولكن هذه المرة ليس من تأثير جاذبيتها عليها بل حرجا واستحياء من حمقها ولكن ماذا هى بفاعلة فليس بيدها حيلة فامامه دائما تصبح طفلة حمقاء متسرعة تسبقها افعالها قبل تفكيرها
الفصل الثالث
عارفة لو مش هتبطلى ضحك هقوم اجيبك من
شعرك انا بقولك اهو
صړخت بها فرح بغيظ وصوتها مخټنق بالبكاء تحاول ايقاف شقيقتها عن الضحك لكن سماح لم تستجيب لها بل زادت نوبة الضحك التى اصابتها حتى اصبحت تستلقى فوق ظهرها وهى تمسك بمعدتها لتنهض فرح من جوارها تهتف بها باكية
انا غلطانة انى حكيت ليكى حاجة اصلا متبقيش تسألينى عن حاجة تانى علشان مش هرد عليكى
طب قومى متزعليش خلاص مش هضحك تانى
لم تتحرك فرح من مكانها تستمر فى بكائها فتهتف بها سماح مدافعة عن نفسها
ماهو انتى يا فرح برضه عليكى عمايل ولا شغل العيال والفروض يعنى انك كبرتى عليها
اعتدلت فرح جالسة وهى تصرخ پغضب وطفولية
هو ايه حكاية كبرتى النهاردة معاكم هو يقولى كبرتى وانتى تقوليلى كبرتى وكله شغال ضحك عليا
جلست سماح جوارها تربت فوق كفها برفق قائلة بحنان
طب خلاص بقى متزعليش انا بس مستغربة اللى حكاتيه مش ده خالص صالح اللى كل الحارة تعرفه وعارفة هيبته وشدته
تنهدت فرح تضم شفتيها فى محاولة لتوقف عن البكاء قائلة
وانا كمان بقيت مستغربة من وقت ماخلصت مدرسة وهو قلب معايا وبعد ماكان بيكلمنى ويضحك فى وشى ويهزر بقى كل ما يشوف خلقتى ليزعقلى ليتريق عليا لحد ما اتجوز وبقيت انا اللى بهرب حتى ان اشوفه ولو صدفة
هزت سماح رأسها بحيرة قائلة
والله انا بدأت اشك انه 
صمتت عن اكمل حديثها تعقد حاجبيها بتفكير شاردة للحظات لتوقفت فرح عن البكاء خلالها تهزها من كتفها بعدما طال صمتها تسألها بلهفة
انه ايه انطقىلو فهمتى حاجة فهمينى
نفضت سماح عنها حالة الشرود ناهضة عن الفراش قائلة بحزم
مفيش حاجة ولا بتاع احنا هنعملها فيلم قومى يلا فزى من مكانك اغسلى وشك وشوفى هنقول ايه لخالك لما يجى يا فالحة
يعمل اللى يعمله والله مانا راجعة هناك تانى ولو قټلنى حتى
نهضت سماح من جوارها تعقد حاجبيها بشدة هامسة بقلق وتوتر وقد ايقنت ان هذا اليوم لن يمر عليهم بخير وسلام ابدا
ماهو ياريت على اد قټلك انتى بس دى هتبقى حفلة قتل جماعى لينا كلنا النهاردة
خير يا صالح بقالى كتير مشفتكش فرحان كده لاا وبتغنى كمان!
جلس صالح بجواره يمازحه بمرح
لدرجة دى يعنى كنت قالبها غم علشان تستغرب لما اضحك ياحاج!
هز والده كتفه قائلا بسعادة
اكدب عليك واقولك لاا بس مش مهم المهم ان الضحكة رجعت تنور وشك تانى
هتف بعدها يكمل وعينه تلتمع بأمل ورجاء
قولى ان سبب ضحكتك وفرحتك دى انك خلاص وافقت ترجع مراتك وهتفرح قلبى وقلب امك
تبدل حاله تماما فور ان نطق والده كلماته تلك يكفهر وجهه بشده وعينيه تتقاذف بداخلها الشرارات كالبرق يتخشب جسده بشدة وهو يفح من بين انفاسه قائلا بصوت غاضب
لاا وياريت يا حاج نقفل على السيرة دى ومتفتحاش معايا تانى
توتر الحاج منصور فى جلسته وهو يرى تغير حال ولده للنقيض بتلك السرعة يهمس بقلق مبررا 
متزعلش منى يابنى انا بس عاوز اطمن عليك واشوفك متهنى ومراتك كمان بنت ناس و 
التوت شفتى صالح بمرارة شاردا عن الباقى من حديث والده تتدافع داخل عقله مشاهد شهوره الاخيرة مع ما يسميها والده بأبنة حلال حتى توقفت عند مشهده الاخير معها قبل طلاقهم مباشرا عندما وقف مكانه يتطلع اليها وهو يراها تتحدث فى هاتفها بسخرية دون ان تشعر حتى بوجوده وكلماتها كانت كالحمم تنهمر فوق رأسه وسمعه دون رحمة حين استمع الى صوت ضحكتها المنتصرة السعيدة قبل ان تكمل حديثها بخبث وتعالى اصابه بالنفور منها والغثيان فتقدم خطواته ببطء وهدوء رغم ما يمر به من مشاعر غاضبة تجعله يرد تحطيم ارجاء المكان فوق رأسها ملتفا

انت في الصفحة 8 من 86 صفحات