روايه بين الحقيقه والسراب
ليهم قدروا يوصلوا لها من خلال اختراقهم لموبايلات البنات لمجرد بس ضغط على اللينك
وتابعت بحزن
وده حصل مع مريم اللي كانت هنا في الدار موبايلها اتهكر والفيديو اللي طلع في الحفله قدام الناس كلها ده كان كارت ټهديد للبنت دي علشان رفضت تشتغل في موضوع دعاره الانترنت فاضطرت انها تعمل معاها كدة وفي الآخر عرفت بمحض الصدفه الموضوع ده كله .
تمام يا فندم احنا نعمل ندوة سرية لكل بنات الدار وناخد منهم موبايلاتهم ونجيب مهندس يأمنهم ونعرفهم موضوع اللينكات ده ونفهمهم الخطړ الشديد اللي ممكن يجي من وراه وان شاء الله نقدر نعمل حاجه .
أشارت برأسها بموافقة واستحسان علي رأيها وهتفت وهي تشير إليها بكلتا يديها
قامت الأخصائية النفسية علي الفور واستدعت جميع البنات اللاتي تتواجدن في المكان وفي أقل من نصف ساعة كانت تجلس معهم وبدأت كلماتها بتحذيرهم من ذاك الهاتف وخطره عليهن وأشارت إليهم بأمثلة كثيرة وفي نهاية نصحها قالت بتأكيد
انا حبيت ابلغكم علشان انتوا يعتبر مسؤولين مني لازم يا بنات تاخدوا بالكم على قدر الامكان ان الموبايل اللي في ايديكم خطړ كبير جدا يعني انا بشوف بنات بتدخل بيه الحمام وبشوف بنات بتتصور صور وهي بملابسها الخاصه علشان تتباهي بنفسها بلاش الحاجات دي نهائي
واسترسلت حديثها وهي تشير اليهم بكلتا يديها
دلوقتي كلكم تجيبوا الموبايلات اللي معاكم علشان خاطر هنبعت لمهندس هياخد الموبايلات دي ويأمنها كويس جدا علشان اطمن عليكم بس لازم برده تستدعوا الخطړ قبل الأمان علشان خاطر الموضوع مش سهل .
قامت الفتيات باعطائها هواتفهن وتنفيذ الأمر بطاعة وبعضهن استغربن مما قصته عليهم وبعضهن كانوا على علم بما حكته
ذهبت ريم مع ابيها اجبارا وعندما راتها والدتها اندهشت جدا فقص عليها جميل ما حدث بينهم وعلمت بقدومها وانها ستعيش معهم
وسعدت جدا بوجودها ولكن قلبها كقلب الام الذي انفطر على كلتا بناتها ممه وصلت إليه أحوالهن
حمد لله على السلامه يا بنتي نورتي البيت اطلعي خدي اولادك وغيري هدومك وانزلي عقبال ما اجهز لكم الغدا .
انصاعت لأوامر والدتها وصعدت درجات السلم وقلبها يملؤه حزن يكفي العالم بأكمله
اما فريده نظرت الى جميل وهتفت بحزن بالغ
عيني على بناتنا الاتنين واحده جوزها ماټ
وحماتها مطيرة النوم من عينيها وولية قادرة ومش هتسيبها في حالها وبتهددها عيني عينك
تنهد جميل بتعب لما استمع اليه من نواح فريده والذي اهلك روحه رغم رسم الابتسامة على وجهه الا أنه حزين بداخله على بناته مثلها تماما
الا انه تحدث حامدا
رب الخير لا يأتي الا بالخير يا فريده والحمد لله على الضراء قبل السراء وان شاء الله بناتك هيبقوا بخير طالما ما بنعملش حاجه غلط وما بنغضبهوش الحمد لله .
واسترسل بتنبيه
مش عايزك تشدي معاهم عايزك تكوني حنينه عليهم الاتنين فيهم ۏجع يكفي العالم بحاله ولازم تطبطبي عليهم وتخلي قلبك كبير .
قلبت عينيها بحزن بالغ وردت
ڠصب عني ردود افعالي بتغلبني لما بشوفهم قدامي كده حالتهم تصعب على الكافر .
وظلا يتناولان اطراف الحديث عن احوال بناتهم
فتحدثت فريده متسائلة باستنكار
طب وبالنسبه للست مريم اللي قاعده عندنا بقى اللي اكتر من شهرين هو ينفع كده يا ابو رحيم
قطب جبينه ونطق باستفسار
انت عايزاني أطرد البنت اليتيمة اللي جت احتمت بين حيطان البيت ده يافريدة
أجابته بعملية
طيب واحنا
ذنبنا ايه في المشاكل دي
وبعدين انا شايفه رحيم بيتعلق بيها كل يوم عن اليوم اللي قبله ولا انت عامل مش واخد بالك
ضړب بكلتا يديه وأجابها
والله انت بتشوفي حاجات انا ما باخدش بالي منها خالص
وفرضا يعني ان هو اتعلق بيها إيه المشكلة في كدة
رفعت حاجبيها باستنكار ورددت
نعم! يتعلق بمين ويرتبط بمين ببنت الملجا
والله ما يحصل ابدا انت جرى لك ايه يا جميل !
نزلت كلماتها على قلبه الصاعقه ولم يكن بحسبانه ان يكون تفكيرها بتلك العنصرية وتحدث باستنكار
ومالها بنت الملجأ يافريدة !
بنت مؤدبة ومحترمة ومتفوقة ورفضت الحړام بالرغم إن مكانش حد هيلومها لو عملته .
أشارت بيديها أمام وجهه وأكملت
كلامك علي عيني وراسي والبنت أدب الدنيا فيها أنا عندي بنات وربنا يسهلها بس بعيد عن ابني
وتابعت حديثها بتصميم
أنا ابني يتجوز بنت عيلة ليها أصل وفصل مش تربية ملاجئ .
احتدم وجهه پغضب شديد وردد بنصح
وأما اليتيم فلا تقهر وخلي بالك كما تدين تدان اعملي الخير مع البنت دي وربنا هيرده لك في بناتك إللي كل واحدة فيهم مشكلتها عايزة حلال العقود .
نطقت بتسرع
أنا أه أعطف عليها أعمالها بما يرضي الله
أبتسم في وشها دايما
لكن تبقي تربية ملاجئ وتتجوز الدكتور رحيم لا ممكن أبدا.
كانت سعيدة بنتيجتها في الترم الأول وتوجهت الي داخل الفيلا كي تخبرهم بفرحتها وإذا بها تنصدم حينما سمعت حديث فريدة تردد داخل أذنها بل انحفر بچرح عميق داخل قلبها وتلقائيا هبط دمع العين أنينا وكأنها دموع ڼار علي وجه تلك البريئة .
في نفس اليوم عادت راندا إلي منزلها كي تمكث به هي وأبنائها بعد أن أخبرت مهاب أن يترك لهم المنزل
كانت سما جالسة تتصفح الهاتف بشرود
ومهاب بدأ بالحديث مع والدته قائلا
ماتسامحي بابا بقي ياماما وتنسي إللي فات وهو راجع ندمان علي إللي عمله .
اعتزلت من جلستها وواجهته بعيون حمراء الڠضب اشټعل داخلهما ونطقت باستنكار
أسامح ايه يا مهاب!
ده انتو أول الشاهدين معايا علي إللي عمله فيا
واسترسلت ودمع العين أوشك علي الهبوط
ومش بس كدة ده أنتم أكتر ناس شاهدين علي العمر إللي راح وأنا كنت أب وأم وكتف بيسند هنا وهناك .
احتضنها مهاب بين ذراعيه وقبل رأسها وتحدث وهو يمسح على شعرها بحنان
ومين يقدر في يوم ينسي إنك كنتي أحسن أم وأحسن ست في الدنيا
ومين يقدر ينكر تعبك معانا ومعاناتك سنين عمر كامل ومتهاونتيش في لحظة حب ونصيحة وعطاء ياأمي
محدش أبدا ينكر
واستطرد حديثه وهو يمسكها من كتفيها متعمدا النظر داخل عينيها مرددا بحړقة
بس ده بابا برده ياأمي إللي شقي سنين عمره واتغرب علشان يعيشنا مستوي أفضل
عاش عمره كله بعيد عننا وكنت دايما بشوف في عينيه نظرة الاشتياق لينا في إنه حابب يبقي جمبنا وإحنا بينا مسافات ملهاش عدد
إنتي طول عمر قلبك طيب يا أمي سامحي المرة دي واغفري ده رب العباد اللي خلقنا غفور رحيم .
انتفضت من مكانها كمن لدغها عقرب وهتفت بفحيح
وحياة قلبي الطيب إللي كان سبب في سذاجتي وخيانتي ماهسامح ولا هغفر
واعمل حسابك إنت وأختك ملكوش علاقة بيه تاني ياتختارو يا
أنا ياهو .
كانت سما ابنة الخمسة عشر أعوام وصل إلي مسامعها حديثهم وفضلت السكوت ولكن استفزها مقارنة والدتها وأجابت بحزن
هو ينفع الإنسان يختار بين روحه وروحه برده ياماما
إنتي النفس وباب النبض إنتي العشق وبابا قلبه
إنتي الحياة وبابا عمرها كله
لا ياماما إنتي كدة بتحطينا قدام اختيار مدمر مش هيخلينا نعرف نعيش .
تشنجت عضلات وجهها واهتز جسدها برعشة وأصبحت تحرك يداها بلا منطق وتحدثت وهي تهذي بكلمات تدمي لها القلوب
يعني عايزيني بعد ما شفته في واحدة تانية
أسامحه وأقول له تعالي بال لراندا اللي سامحتك بكل بساطة علشان خاطر أنانية ولادها
عايزني أداوي قلبي إللي انكوي بچرح عمره ماهيخف بإني أدخل حياتي تاني اللي غرس سكينته إللي كوتني وحرقتني بچرح هيفضل ېنزف لحد ما أموت وأبقي عادي كدة .
وتابعت وهي تعطيهم ظهرها بوعيد
والله ماهيحصل أبدا ياولاد عمري اللي أفنيته تحت رجليكم وبين إيديكم
ألقت كلماتها وتركتهم وانسحبت الي غرفتها والبكاء أصبح عنوان حياتها.
ذهب مالك إلي
المصنع كي يتابع ماحدث فيه طيلة الشهر الذي مكثه مغادرا البلاد وصديقه المقرب أمامه قائلا بمشاغبة
أيوة ياعم ناس تروح روما علي إنها هتشتغل وفي الأخر ترجع بغزال إيطالي يرجعها عشرين سنة لورا .
ضحك بصوت عالي علي مشاغبة صديقه وردد بتوضيح
بالله عليك ياشيخ لاتسكت أنا مش ناقص قرك ده أنا إللي فيا مكفيني من إللي شفته من السفرية دي .
اندهش صديقه وتسائل مستسفسرا
ليه إيه اللي حصل لك هناك طمني .
تنهد بتعب وقص عليه جميع ماحدث من الألف للياء
ثم تحدث بعد تفكير مردفا باستنكار
يانهار أبيض وملهوش معالم ده مين الجبروت إللي يقدر يعمل معاك العملة السودة دي
أرجع رأسه للخلف وأغمض عينيه بتعب مرددا
مش عارف وعايز أقول لك إني مش عايز اعرف علشان لو اتضح لي مين إللي عمل كدة هتقلب چحيم وأنا مش هقدر أستحمله .
انزعج صديقه وهتف بضيق
بس لازم تعرف يامالك مش يمكن اللي عمل كدة يرجع يكرر عمايله تاني
تنهد بحزن وأجابه
ممكن جدا علشان كدة هركب كاميرات مراقبه في الفيلا كلها وعلي نظام ومستوي عالي جدا وإللي منبشتش عليه عليه علشان متوجعش ولا أوجع الغاليين هيجي لي لحد حد عندي وبالدليل وساعتها يبقي هو الجاني علي نفسه.
تحدث يطرح رأيه شارحا
تمام أنا أعرف مهندس شاطر جدا يعمل لك الحوار ده بتقنية عالية جدا
واستطرد قائلا
بس طبعا هنعمل الموضوع ده في منتهي السرية ومحدش هيدري بيه علشان خاطر تعرف مين .
تحدث وهو مغمض العينين ناطقا بهدوء
لا الكل هيعرف باللي هعمله ومش هتبقي سرية ولا حاجة .
قطب جبينه وتحدث باستغراب
ده إللي هو ازاي يعني
قام من مكانه وذهب ناحية النافذة وأجابه بروح منهكة
زي مابقول لك كدة أنا كل إللي يهمني دفع الضرر أما إني أعرف اللي ضرني ساعتها مش هرتاح وعلشان كدة مش عايز ياعلي علشان أنا متأكد ان إللي عملها مني ويخصني بالجامد
وعلشان خاطر أمي أستحمل أي حاجة.
تحدث علي قائلا بإطراء
والله يبني انت مفيش منك ولا هتتكرر تاني ياصديقي
ربنا يريح قلبك وبالك يارب
وتابع حديثه بتذكير
أه صحيح مش أنا وصلت لأكونت ريما وعرفت إيه إللي خلاها متبعتش ومتردش .
ركز انتباهه وسأل
طيب ولقيت ايه يابني
أخذ نفسا عميقا وأجاب
قافلة الأكونت وعرفت من التعليقات إن جوزها ماټ وعلشان كدة منعزلة عن العالم كله.
حزن لأجلها جدا وأشاد
طيب ابعتي لي رقمها علشان أبعت لها تعزية واجب لما تفتح تستلمها .
أعطاه الرقم وظلا يتحدثان عن العمل وأحواله الي أن مر الوقت .
يجلس شريدا وحيدا ويبدو علي وجهه علامات الضيق
خلل شعره بأنامله بعد أن فرك وجهه وأخيرا أخذ القرار وعزم علي تنفيذه هو فعل كل مابوسعه ولا طاقة للصبر بعد ذاك
أمسك هاتفه وانتظر الرد وعزم علي التنفيذ وما إن أتاه صوتها حزينا
نعم أحس بمدي حزنها من نبرة صوتها التي