مزرعه الدموع
عمر عرف اللى انتى عملتيه أظن هيتصرف معاكى تصرف يزعلك .. مش عايز أشوف منك غلطة مرة تانية .. لا فى حق دكتورة ياسمين ولا فى حق أى حد تانى هنا فى المزرعة .. مفهوم
أومأت برأسها فى صمت .. غادر القاعة فالتفتت الى شيماء قائله
هو ماله ده .. يكنش اشتغل محامى للست ياسمين وأنا معرفش
أخذت تتناول طعامها فى حنق
مشفتش الدكتورة ياسمين يا هانى
قال هانى بحنق
أديني آعد مستنيها .. شوفتها من شوية ماشيه وواخده فى وشها نادتلها معبرتنيش
مشيت منين
أشار له هانى الى الإتجاه الذى رأى ياسمين تسير فيه .. ذهب عمر فى اثرها .. ظن أنها ذهبت الى شجرته .. اقترب من الشجرة فسمع صوت شهقات صغيره .. التف حول الشجرة ليجد ياسمين جالسه على الجذع تخفى وجهها بكفيها .. وتبكى .. هتف فى لوعه
ياسمين فى ايه
رفعت رأسها لتراه أمامها .. مسحت عبراتها المتساقطه قائله
تفرس فيها وسألها مرة أخرى
قوليلى ايه اللى حصل
ردت پحده دون أن تنظر اليه
قولتلك مفيش
احتار عمر فى تفسير سبب بكائها .. خطړ بباله خاطر تألم له قلبه .. هل من المعقول أنها تبكى لفراق زوجها .. أمازالت تحبه .. أتبكيه .. أم تبكى حبها له .. أم تبكى صډمتها فيه .. أم تبكى بعدها عنه .. لم يتحمل حيرته .. سألها بصوت خاڤت
رفعت عينيها اليه فى دهشة .. من يقصد .. أيقصد مصطفى .. كيف يسألها عن أمر خاص كهذا .. ردت فى حزم قائله
لو سمحت اتفضل امشى
قال عمر پحده
طب ريحينى بس
نهضت قائله پغضب
خلاص همشى أنا
ثم تركته خلفها وانصرفت .. كانت الغيره تعصف بكيانه .. أتفكر فيه .. أتشتاق اليه .. هل من الممكن أن تسامحه يوما .. هل من الممكن أن ترغب فى العودة اليه يوما .. لماذا ترفض
فى ايه يا عمر
أزاح عمر كرسي المكتب وجلس عليه فى عصبيه قائلا
شوفت ياسمين بټعيط من شويه سألتها مالك مرضتش تريحنى .
نظر الى كرم قائلا پغضب
مش عارف حتى أتكلم مجرد كلام عادى مع البنت اللى بحبها .. مش مديانى أى فرصة أقرب منها
عمر هى لسه مطلقة امبارح .. وكمان ټهديد طليقها ليها .. يعني أكيد مشاعرها متضاربه
نظر اليه عمر قائلا بصرامة
وأنا عايز أكون جمبها .. وأخدها فى حضنى .. أقولها متخفيش من حد انا جمبك .. عايز أتأكد ان الحيوان ده ملوش أى مكان دلوقتى فى قبلها .. وانها نسيته تماما
صمت عمر قليلا ثم هب واقفا وهو يقول
أنا رايح حالا أطلبها من أبوها
اعترض كرم طريقه قائلا
يا ابنى اهدى شوية .. دى لسه مطلقة
قال عمر پحده
هتجنن يا كرم دى مش راضية حتى تتكلم معايا .. عايز أثبتلها انى مش بلعب وانى عايزها بجد .. أنا لحد دلوقتى ماقولتهاش انى بحبها .. ھموت وأقولهالها يا كرم .. بس خاېف أقولها تضايق منى وتفتكرنى بلعب بيها .. عايز أتقدملها دلوقتى .. عشان لما أقولهالها
تعرف انى بحبها بجد وعايزها بجد
قال كرم
يا ابنى وأهلك .. انتى ناسيهم
سأله عمر
ومالهم أهلى
مش لازم يعرفوا تفاصيل الموضوع ده .. دول ميعرفوش ان فى موضوع أصلا
فكر عمر قليلا ثم قال
معاك حق لازم أستغل الشهر ده لحد ما عدتها تخلص .. أنا هكلم ماما وبابا وأعرفهم انى عايز أخطب .. وأخليهم ييجوا هنا ويتعرفوا عليها .. أهو على الأقل بعد ما الشهر يخلص تكون هى قربت من ماما وماما قربت منها وبقى بينهم علاقة كويسة
قال كرم
تمام كده .. مش تقولى أطلبها من أبوها فى العده
قال عمر بإصرار
أنا كدة كدة هكلم أبوها .. مش هستنى لما الشهر يخلص .. عايزها تعرف من دلوقتى انى عايزها .. وكمان عشان أقدر أأقدمها لأهلى ويتعرفوا عليها
خلاص تمام كده .. رتب انت موضوع أهلك ده
أومأ عمر برأسه قائلا
هكلمهم النهاردة ان شاء الله
هاتف عمر أهله فى المساء .. لم يتحدث عن أى تفاصيل .. فقط قال لأمه بأنه وجد فتاة أحلامه التى يتمنى الارتباط بها .. ويريدها أن تلتقى مع عائلته ويعرفهم عليها .. كانت والدته سعيدة للغاية .. فلطالما انتظرت اليوم الذى يدق فيه قلب ابنها مرة أخرى .. اتفقا على القدوم بعد ثلاثة أيام .. لن يحضر الأبوان فقط .. بل عمته ثريا أيضا .. انهى المكالمه وهو يشعر بالسعادة فى قلبه .. فها هو يقترب من حلمه شيئا فشيئا .. ياسمين
نادى الخادمة وقال لها
عايزك تنضفى البيت والأوض كلها كويس جدا لان أهلى جايين المزرعة وهيعدوا كام يوم
اقترب عمر من عبد الحميد الجالس داخل المخزن يدقق فى الدفاتر التى أمامه .. ابتسم عمر قائلا
صباح الخير يا عم عبد الحميد .. ربا يديك الصحة
هب عبد الحميد واقفا والتف حول المكتب وسلم على عمر قائلا
يا صباح النور يا بشمهندس اتفضل
جلسا الإثنان أمام بعضها البعض .. صمت عمر قليلا وكأن يستجمع أفكاره ثم نظر الى عبد الحميد قائلا
أنا كنت عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع .. موضوع يخص الدكتورة ياسمين
قال عبدالحميد بلهفه
مالها ياسمين بنتى
طمأنه عمر بإشاره من يده قائلا
متقلقش مفيش حاجه وحشه .. أنا بس كنت عايز أكلمك فى موضوع .. أنا عارف انه مش وقته .. بس على الأقل يبقى فى ربط كلام بينا
قال عبد الحميد بقلق
خير يا بشمهندس قلقتنى
تنحنح عمر ونظر اليه ببعض الحرج قائلا
أنا عارف ان الوقت ممكن ميكنش مناسب .. بس .. أنا عايز أطلب منك ايد الدكتورة ياسمين
بهت عبد الحميد وفتح فمه فى دهشة .. صمت لفترة وهو يحاول استيعاب ما يسمع .. ثم ردد قائلا
عايز تتجوز ياسمين بنتى
ابتسم عمر قائلا
يشرفنى انى أطلب ايدها منك يا عم عبد الحميد
كان عبد الحميد مازال واقعا تحت تأثير المفاجأة .. فتحدث عمر قائلا
زى ما قولت لحضرتك .. أنا عارف ان الوقت مش مناسب .. بس أنا حابب انى أعرفك وأعرفها برغبتى دى من دلوقتى .. وكمان أهلى جايين بعد كام يوم وحابب ان الأسرتين يتعرفوا على بعض .. لحد ما يبقى الوقت مناسب اننا نعمل خطوبة
صمت قليلا ثم قال
وبعد اذنك أنا عايز خطوبة وكتب كتاب مع بعض .. والفرح
هيكون بعدهم بوقت قصير
تحدث عبد الحميد أخيرا قائلا
والله يا بشمهندس أنا اتفاجئت بطلبك .. وأنا عن نفسي مش هلاقى أحسن منك عريس لبنتى .. بس أنا لازم أخد رأيها الأول
قال عمر بسرعه
طبعا يا عم عبد الحميد .. كلمها وأنا منتظر منك الرد ان شاء الله
ابتسم عبد الحميد قائلا فى حبور
اللى فيه الخير يقدمه ربنا
استأذن عمر ثم انصرف .. وجدت العبرات طريقها الى عين عبد الحميد ورفع رأسه وتمتم قائلا
أحمدك وأشكر فضلك يارب
أصلا من ساعة ما دخلت المزرعة وهى مش طايقانى
هتفت ياسمين بهذه العبارة وهى جالسه مع سماح فى بيتها .. قالت سماح
ليه مش طايقاكى
قالت ياسمين پحده
هى كده من الباب للطاق
ثم استطردت قائله
من البداية وهى فاكرة ان فى حاجه بينى وبين البشمهندس عمر
نظرت اليها سماح بخبث قائله
وهو فى حاجه بينك وبينه
هتفت ياسمين پغضب
سماح
خلاص خلاص كنت بهزر
زفت سماح ثم قالت
بصى سيبك
منها .. ولو عملتلك حاجه تانى قولى ل عمر
هتفت ياسمين پحده
أقوله ايه ... أقوله فى واحدة من اللى بيشتغلوا عندك فاكرة ان فى حاجه بينى وبينك !
تمتمت سماح
معاكى حق مينفعش تقوليله كده
ثم نظرت اليها قائله
أمال هتعملى ايه
قالت ياسمين بحزم
مش
هسمحلها تتكلم عنى تانى .. وهوقفها عند حدها .. مش عشان طيبة يبقى آخد على أفايا .. لأ بعد كدة هاخد حقى بإيدي
قالت سماح بمرح
ماشى يا عم الجامد
سمعا صوت مفتاح فى الباب .. فقالت ياسمين بدهشة
ايه ده .. زوجك
نهضت سماح واستقبلت زوجها على الباب وأخبرته أن ياسمين بصحبتها توجه الى غرفتهما .. عادت سماح لتجد ياسمين تنهض قائله
همشى أنا بقه يا سماح
قالت سماح بأسف
كل مرة بيتأخر فى الشغل .. النهاردة اليوم الوحيد الى جه بدرى عن معاده
قبلتها ياسمين قائله
معلش هجيلك
وقت تانى
أوصلتها الى الباب قائله
المهم متحطيش الموضوع فى دماغك وتخلى البتاعه دى تعكنن عليكي
قالت ياسمين
لأ خلاص .. هى حسبي الله ونعم الوكيل فيها وخلاص
انصرفت ياسمين ودخلت سماح الى زوجها الذى عانقها قائلا
وحشتينى
ابتسمت قائله
انت وحشتنى أكتر .. مش كنت تقولى انك جاى بدرى
الموبايل فصل شحن معرفتش أكلمك
قبلته على وجنته قائله
طب يا حبيبى ثوانى وأحضر السفرة
تبعها الى المطبخ قائلا
ماشى وأنا هساعدك
ضحكت قائله
ايه الهنا اللى أنا فيه ده
ابتسم قائلا
آه بس متخديش على كده
أخذا يعدان السفرة معا .. وعندما جلسا قال أيمن
ياسمين عاملة ايه دلوقتى
كويسة الحمد لله .. مبسوطه انها خلصت من اللى كان زوجها
صمت قليلا ثم قال
قوليلى يا سماح هو مفيش حاجه كده ولا كده
نظرت اليه قائله
كده ولا كده ازاى يعني
قال بخبث
يعني الأعدة الحريمي اللى كانت بره من شوية دى .. متقالش فيها حاجه متعلقه بان فى حد مثلا هى معجبه بيه
قالت سماحبخبث
لأ بصراحه ماقالتليش حاجه زى كده .. بس أنا حابه أسألك هو فى حد معجب بيها
قال بخبث وهى يعاود تناول طعامه
الله أعلم
تركت الملعقة من يدها ونظرت اليها قائله
أيمن بطل غلاسه بأه لو تعرف حاجه قولهالى
ابتسم لها قائلا
اعرف ايه .. كلى يا بنتى كلى
مش واكله .. فى حاجه انت مخبيها .. ريحنى وقولهالى
هكون مخبي ايه يعني
ليه سألتنى عن ان ياسمين معجبه بحد
عادى يعنى
صاحت پغضب طفولى
لأ مش عادى .. ريحنى بأه
ضحك بشدة قائلا
يا ستير الستات دول عليهم فضول يودى فى داهية
أمسكت سکينة الطعام ورفعتها قائله
قر واعترف أحسنلك
صمت قليلا ثم قال بجديه
طيب هقولك جملة بس متسألينيش عن أى تفاصيل اتفقنا
قالت بجديه مماثله
اتفقنا
أخذ رشفة من كوب الماء الموضوع على جانبه ثم قال
احتمال يبقى فى خطوبة قريب
كتمت انفعالتها .. ونظرت اليه قائله
هسألك سؤال واحد بس
لأ .. قولنا بدون أسئله
صاحب بصوت طفولى
عشان خاطرى يا أيمن .. عشان
خطرى .. سؤال واحد بس
قولى يا ستى
نظرت اليه بلهفه قائله
عمر صح
هتف أيمن قائلا
يا سلام .. كدة بأه يبقى ايه التفاصيل اللى أنا مخبيها .. انتى بتستعبطى يا سماح
صفقت بيديها وهتفت فى مرح قائله
يبقى عمر
نظر اليها أيمن بغيظ قائلا
أنا غلطان انى فتحت بقى