السبت 30 نوفمبر 2024

انا لها

انت في الصفحة 57 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز

 

فكانت تجلس فوق الأريكة متكئة على ذراعها تجاورها بيسان المنشغلة بمشاهدة مسلسلها الكرتوني المفضلالسنافرإلتفت ماجد صوب الباب لينتبة باحترام لوقوفها لتلقي هي عليهم تحية الصباح قائلة ببشاشة وجه 

صباح الخير

على عجالة نطق ماجد باحترام 

صباح النور يا دكتورةإتفضلي

قالها وهو يشير لها بكفه باتجاه الداخلاعتدلت فريال وردت تحية والدتهاتطلعت عصمت على ماجد ونطقت تسأله باهتمام 

رايح الجامعة

أومى بإيجاب ليسألها مستفسرا بعدما لاحظ عدم ارتدائها لملابسها الرسمية التي ترتديها بالجامعة 

هو حضرتك مش رايحة الجامعة النهاردة ولا إيه 

أجابته باستفاضة

إتصلت بالجامعة وأخدت أجازة عارضة علشان مرات فؤاد ما تحسش إننا مش مهتمين بوجودها

لوت فريال فاهها بطريقة تهكمية ثم قلبت عينيها بضجرأما ماجد فوافقها التفكير ثم نطق وهو يرتدي

حلة بدلته 

أنا نازل 

اقترب على زوجته وضع قبلة فوق رأسها وأيضا صغيرته ثم مال ليلتقط حقيبته الجلدية من فوق طاولة صغيرة وانسحب للخارج ليترك لهما المجالتطلعت عليها لتسألها بتعجب عن الصغير 

هو فؤاد لسه نايم ولا إيه

بملامح وجه عابسة أجابتها بنعم لتتحرك والدتها وتجاورها الجلوس لتقول بنبرة هادئة

أول مرة تطلبي من سعاد تطلع لك فطارك هنا

تنهدت بعمق لتقول بملامح جامدة وهي تنظر لشاشة التلفاز متلاشية النظر لوالدتها 

محبتش أزعج فؤاد باشا بوجودي

واستطردت متهكمة بعدما لاحظت إهتمام والدتها بتلك الدخيلة على قصرهم 

واهي فرصة علشان تعرفوا ترحبوا كويس بالكونتيسة

أخرجت تنهيدة حارة مع هزات بسيطة من رأسها إستياءا لحديثها الناقم ليخرج صوتها مؤنبا لنجلتها قائلة 

ليه كل ده يا فريالعاملة كل ده ليه!

إنت عاوزة تجننيني يا ماما صح...نطقتها فريال بحدة بعدما إلتفت بجسدها لتصبح في مواجهة والدتها ثم استرسلت بنبرة لائمة 

أنا مش قادرة استوعب اللي حصل ولا قادرة أفهم موقفك إنت وبابابسهولة كده تقبلتوا الموضوع وسمحتوا لواحدة جاية من الشارع إنها تدخل بيتنا وتعيش وسطنا من غير أي قيود

تعمقت بعينيها ثم هزت رأسها پجنون لتسترسل باعتراض شديد لموقف والديها المخزي بالنسبة لها 

ده انتوا حتى مسألتوش عليها علشان تأمنوا لوجودها وسطنا!

اتسعت عيني عصمت ذهولا وهي تستمع لكلمات صغيرتها الغاضبة لتنطق باستنكار 

أنا اللي بجد مش مصدقة رد فعلك المبالغ فيه على الموضوعإنت شايفة نفسك بتتكلمي إزاي والطريقة اللي بتكلميني بيه!

تذمرت كالاطفال وهي تقول بنبرات صادقة 

يا ماما حاولي تفهميني انا خاېفة على أخويا وده من حقي

واسترسلت بقلب يعتصر ألما على ما مر به شقيقها بالماضي 

فؤاد مر بتجربة بشعة حولته لبني أدم تاني ولسة لحد الوقت متأثر بتوابعها

واسترسلت بكلمات مستنكرة يشوبها التوجس 

نعرفها منين البنت دي مش يمكن تكون أسوء من نجلا ولعبت عليه لحد ما اتجوزته علشان فلوسه ومنصبهويرجع يعيش نفس الۏجع تاني!

أمسكت بكفي إبنتها باحتواء لتجيبها بنظرات حنونة 

يا حبيبة قلبي خليكي واثقة في أخوك أكتر من كده فؤاد مش صغير ولا من النوع اللي بينساق ورا قلبه وبس هو أكد ل بابا إنه سأل عليها كويس جداده يعرفها من فترة كبيرةوأكيد مش هياخد خطوة زي دي غير لما يكون مطمن لها وواثق منها أكتر من ثقته في نفسه

تنهدت بعمق لتسترسل بقلب أم توجع لسنوات لاجل صغيرها 

يا بنتي إحنا ما صدقنا إن ربنا يفك عقدته ويتجوز وبعدين أخوك شكله بيحبها بجد

أيوا الأستاذة شكلها عرفت تملكه كويس قوي...نطقت كلماتها بحدة لتسترسل بغيرة ظهرت بينة بعينيها

أشاحت ببصرها عنها لتضحك الاخرى ثم وقفت وهي تقول 

هاتي بيسان ويلا علشان نلحق الفطار وياريت تبقي لطيفة مع البنت علشان متزعليش فؤاد منك أكتر من كده 

انسحبت لتلحق بها تلك المتمردة مصطحبة ابنتها معها

داخل فيلا أيمن الاباصيري

يلتف الجميع حول طاولة الإفطار يتناولون الطعام بهدوءنظرت لارا إلى شاشة هاتفها تتفحصه وهي تقول بسعادة

فون إيثار إتفتحهقوم أكلمها علشان أطمن عليها 

قالت كلمتها الاخيرة وهي تهب واقفة ليوقفها صوت أبيها قائلا

إصبري يا لارا إبقي كلميها متأخر

أجابته بحماس 

إيثار بتصحى بدري يا بابي

تحدث بنبرة جادة 

النهاردة أول يوم جواز ل إيثار ولازم تراعي ظروفها الجديدة

جحظت أعين الجميع ليسأله أحمد باستغراب 

مين دي اللي إتجوزت يا بابا إيثار! 

ابتسم ليقص لهم ما حدث لتجحظ عيني سالي وهي تسأل بذهول 

إيثار وفؤاد علام طب إزاي!

واستطردت تسأل بحيرة 

وأهله وافقوا كده عادي

أجابها ببساطة وهو يتناول طعامة 

آه طبعا وافقواسيادة المستشار بنفسه أكد لي وانا بكلمه بالليل اطمن على إيثار إنه بلغ أبوه وأبوه مرحب بالموضوع

هزت رأسها بذهول أيعقل أن تتزوج تلك البسيطة بذاك الوسيم الثري وتصبح سيدة مجتمع تنتمي للوسط الراقي بعد أن كانت تنتمي للطبقة الكادحة ابتسمت نيللي لتنطق وهي تقول بتأكيد لصحة نظرتها للأمور 

علشان تبقي تصدقيني لما أقول لك أي حاجة بعد كده

تنفست بضيق لتجيبها بملامح وجه مستاءة 

والله يا طنط الواحد ما بقى مصدق اللي بيحصل حوالينا من كتر غرابته

إيثار تستاهل كل حاجة حلوة...نطقتها لارا بنبرة سعيدة لترمقها سالي باستخفاف وعقلها الباطن يستنكر ما حدث بشدة

كان يقف بوسط غرفته مازال محتضنا ذاك الرداء يشتم به رائحتها التي سلبته لبه بعيني مغمضة وقلب ينتفض بقوة وكأنه عاد مراهقا من جديدتلك المشاعر التي يحياها معها لم تمر عليه من ذي قبللذة من نوع خاص يتذوقها لأول مرة معهافكل شيئ معها مميزا وغريبنظراتهماالإبتسامات المتبادلة

ثواني يا حبيبي

ابتلع باقي كلمته وهو يتطلع لتلك الواقفة امامه وابتسامتها البلهاء تملؤ وجهها وهي تبسط ذراعيها بالرداء لتقول

البيجامه بتاعتك يا باشا

لتسترسل وهي تشير للغرفة المجاورة

إيثار بتقول لك إنها جاهزة 

كظم غيظه بداخله وأشار لها بالإنصراف لتزيدها عليه تلك الثرثارة حيث سألته بابتسامة مستفزة 

تؤمرنيش بحاجة يا باشا

رمقها بحدة ليهتف من بين أسنانه بغيظ لو خرج لفتك بها

روحي من وشي يا عزة

وقبل أن تجيبه قام بصفع الباب بوجهها لتلوي فاهها وهي تقول باستياء

ماله ده كمان

بالداخلأمسك البيجامة وقام بتعليقها لتجاور الرداء وتحدث بصوت عالي وقلبه يغلي كالبركان

ماشي يا إيثار 

هدمت أحلامه وبكل لؤم بعثت له بتلك الثرثارةتحرك للخارج ودق بابها لتخرج عليه بهيأتها المهلكة وبعد أن كان غاضبا تحول لمذهول عاشق بقلب يدق من لوعة العشق والإشتياق تحمحم ليقول بصوت متأثرا بضربات قلبه القوية 

إنت أكيد ناوية على جناني

رفعت حاجبها باستفسار ليسترسل بما جعلها ټغرق بخجلها 

إعملي حسابك إني مش هقدر أتحمل كتير لو استمرينا بالشكل ده

فيه حاجة يا سيادة المستشار...نطقت بها عزة التى ظهرت من خلف إيثار لينتفض جسده متطلعا عليها بعيني متسعة 

فيه إيه يا ست إنت 

وضعت إيثار كف يدها تكظم به ضحكاتها على ذاك الذي كاد أن يصاب بذبحة صدرية على يد تلك الغريبةرمقها بنظرات متوعدة وهو يقول 

بتضحكيطيب يا إيثار

ثم حول بصره لتلك الحاملة للصغير وهتف بحدة وهو يشير لها بأن تتقدمه 

قدامي يا عزةخضتين زي دول وهقطع الخلف نهائي يا ماما

تعالت ضحكات حبيبته رغما عنها ليرمقها بغيظ مصطنع لتتحرك عزة تسبقهم على الدرج وضع ذراعه لتتأبطه في أول خطوة يعلن بها ملكيته أمام الجميع تحركت بجانبه بقلب سعيد وعقل لم يستوعب بعد ما أصبحت عليه فقد سارت بين ليلة وضحاها زوجة فؤاد علام زين الدين الرسمية ما كان حاله يختلف بكثيرا عنهامال عليها ليقول بصوت هامس معاتبا إياها 

بقي باعتة لي عزة الاوضة يا إيثار

ضحكت بخفوت ليسترسل بوعيد 

ماشيإبقي قابلي اللي هيجرا لك يا مدام فؤاد علاممن سوء حظك إن جوزك مبيسبش تاره يبات

حد قال لك عني إني هبلة...قالتها بتهكم لتسترسل بدهاء وهو يتمعن بملامحها منتظرا تفسير جملتها 

بقى عاوزني أدخل للأسد عرينه بإرادتي

أجابها بثقة عالية 

وغلاوتك عندي لتدخليه قريب وبكامل إرادتك.

هزت رأسها مستنكرة غروره ليكملا طريقهما إلى أن وصلا لغرفة الطعام وولجت عزة بالصغير لغرفة خاصة بإطعام أطفال المنزل عن طريق المشرفات على إطعامهم بعيدا عن الطاولة الرئيسية كي لا يحدثوا فوضىولجا للداخل ليلتفت الجميع إليهما لتفاجأ فريال الجالسة بمقعدها وهي تتطلع على تلك الانيقة وكأنها تبدلت لأخرىفهناك فرق شاسع بين فتاة الأمس الذابلة وثيابها الغير مهندمة بالمرة وبين تلك الانيقة بثوبها الكلاسيكي وحجابها الرقيق وحذائها لتظهر بجاذبية وأناقةعلى غير عادته تحدث بنبرة حماسية وملامح وجه

ضاحكة يملؤها الحبور 

صباح الخير 

تعجب الجميع وردوا تحيته لتلقي هي الاخرى تحية الصباح ليردوها بوجوه بشوشة عدا تلك الجالسة بمقعدها بملامح وجه صارمةفقد ردت بجموداقترب من المقعد الذي خصص لها وبرأس شامخ سحبه للخلف لتجلس هي ليتحرك ويجاورها الجلوس بمنتهى السعادة تحدثت عصمت برقي 

نورتي سفرتنا يا إيثار أهلا وسهلا بيك

شعرت بارتياح تجاه تلك الخلوقة لتبتسم بخفوت وهي تشكرها بلباقة 

السفرة والبيت كله منور بأهله يا دكتورة

أشار لها علام بابتسامة لتبدأ 

كلي يا بنتي 

هزت رأسها شاكرة ليتحدث لها فارسها المغوار 

أحط لك

مربى 

أوك...قالتها بهدوء ليبدأ الجميع بتناول طعامهمنظر للصحن المملؤ بأصناف عديدة من الفاكهة ليقترب عليها قائلا بصوت حنون 

كريز

إيه رأيكشوفتي رديت لك حركة عزة بسرعة إزايعلشان تبقي تبعتيها لي الجناح مكانك تاني

جحظت عينيها وباتت تتطلع عليه بعدم استيعابيا له من داهي شرس لا يترك تاره يبيتنظر لها وبكل براءة تحدث بصوت وصل للجميع 

مبتاكليش ليه يا حبيبيمش بتحبي الكريز

واستطرد مدعيا البراءة تحت ابتلاعها للعابها من شدة الحرج من المحيطين بها وهو يناديها بحبيبيأمامهم بتلك السهولة

طب تاخدي فراولة

نطقت بخفوت وخجل 

ميرسي يا فؤادلما احتاج حاجة هاخدها

كانت عصمت تتابعهما بعينيها وقلبها ينتفض فرحا وهي ترى تغير نجلها الواضح ومشاكسته لتلك الجميلةنطقت بعدما رأت خجلها 

سيبها تاكل براحتها يا فؤاد

كانت فريال أيضا تتابعهما بترقب شديد وعدم رضاوخصوصا بعدما علمت من والدتها وظيفة تلك الإيثار وتأكدت من أنها طامعة بثروة شقيقها ليس إلاتحدث ماجد كي يغطي على صمت زوجته وعبوس وجهها

مبروك يا مدام إيثار وإن شاءالله ترتاحي معانا هنا في البيت

متشكرة يا افندمميرسي لذوقك... كلمات شاكرة قالتها إيثار بهدوء وهي تنظر إليه لتتعجب لعبوس تلك المجاورة لهالتقت أعينهم لتبتسم لها بسماجة قبل أن يصدح رنين هاتف فؤاد لينظر بشاشته ليجده رئيسه فأخذ الهاتف وتحدث باعتذار 

تليفون ضروري ولازم أرد

امسك كفها وقام بوضع قبلة احترام فوقه ليتحدث بعجالة 

مش هتأخر عليك

أومأت له لينسحب للخارج لتشعر على الفور بالضياع في ابتعادهفقد أصبح يمثل لها الأمان بكل ما تحمله الكلمة من معنىانتبهت على سؤال فريال التي وجهته لها بطريقة حادة خالية من اللباقة 

إلا قولي لي يا مدام هو أنت هترجعي لشغل السكرتارية تاني

لتسترسل بذات مغزى 

ولا اكتفيتي بهذا القدر بعد جوازك من سيادة المستشار فؤاد علام 

واسترسلت وهي تركز وتضغط على لقب عائلتها المرتبط بسوق المال والأعمال 

زين الدين

لم يرق لها سؤال تلك اللئيمة لترد بنبرة واثقة ورأس شامخ 

أنا عمري ما فكرت أسيب شغلي ولا هفكر الشغل بالنسبة لي مش مجرد وسيلة للحصول على مستوى معيشي أفضل وبس شغلي بالنسبة لي هو كياني وقيمتي بين الناس

واستطردت للتوضيح 

على فكرة أنا مش سكرتيرة أنا مديرة مكتب أيمن الأباصيري شخصيا وده مش تقليل مني لوظيفة السكرتيرة لأنها لا تقل أهمية عن وظيفتي

لتستطرد بابتسامة هادئة 

بس حبيت أوضح لك

ابتسمت وهي ترفع حاجبها لأعلى بسخرية واستنكار لترمقها والدتها بحدة أما علام

 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 92 صفحات