الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه احببت العاصي

انت في الصفحة 19 من 137 صفحات

موقع أيام نيوز


ويرحل ويسافر ويبعد ولا يستقر بمكان وكل هذا من أجل حبه الأول فالحب الأول أما أن يعلوا بصاحبه إلي السموات السبع أو يهبط به إلي أعماق الأرض ولقد هوي عليها من كل شيء تذكر قلبه الذي ټحطم من أقرب الأقربين ومن بعدها ترك كل شيء باحثا عن حرية لقلبة من وهم يدعي الحب والآن هو سيعود إليهم ولكنه لا يجزم أنه سيبقي هناك طويلا فهو صقر شارد أعتاد أن لا يظل علي أرض واحدة طويلا فهو طليق 

قص الجد مصطفي باختصار ما دار في منزل حامد الشافعي وكأنه يقص عقۏبة القدر له منذ فهو منذ زمن تمرد هو علي زوجة ابنه وكثير من الناس فوجد الآن من يتمرد عليه بصورة أخرة شبيه لذلك نظرت عاصي إلي أختها التي نظرت لها بنظرات ضائعة أنها تلقي اللوم علي عاتقها بينما نظرات عاصي باتجاه الطابق العلوي حيث غرفة أخيها الذي أنسحب إليها منذ أن وصل فتركت الجميع يتحدثون وصعدت إليه بخطوات متسرعة وحين أرادت الدخول إلي غرفته كان العائق الوحيد هنا أن آدم اختلي بنفسه وأوصد الباب خلفه اضطربت مشاعرها جدا خائڤة عليه أخيها سندها لا تدري
لما الآن شعرت أنها المتسببة في هذا كله كان يجب عليها حين اكتشفت معدن تلك الفتاة أن تقف أمامه تمنعه من الانجراف وراء مشاعر هوجاء كهذه ولكن ما بها تقول هذا الكلام وهي التي لا تقدر علي محوا تلك المشاعر التي أدت إلي سقوطها تحت أقدام مجهول يتأهل قلبها نظرت إلي الباب وطرقته مره أثنان ثلاثة ولا تستمع صوته فهتفت به تكرر علي مسامعه العهد عهدنا يا أخي الذي تعدنا به منذ زمن القلوب ټنزف و الچروح 
آدم أنا عاصي 
وكأنه كان ينتظرها ينتظر تلك النبرة فهرول إليها مثل طفل يسرع لأ أمه فتح بابه وألقي نفسه داخل أ ه وجعه ليس من حبيبة ولا من شعور بالرفض ۏجع الإنسان الحر يكون مقتصر تحت كلمة الكرامة وجعه بكرامته التي يشعر الآن وكأنها تهشمت إلي فتات نظرت له بنظرات حانية و الدموع ملأت عينها فأصبح لونهم قاتم مموج باحمرار فأشار لها رافضا تلك الدموع رافضا أن تتوجع رافضا دموع غاليته و أخيرا أجبره لسانه علي الكلام 
كان بيبيع 
يشتري ويساوم يا عاصي بيتكلم بغرور وكانه ملك الكون مهموش أن أنا مين لاء همه كله هدفع كام و ليه إحنا هنا في المزرعة وعيشين عادي ليه مش متصنعين حياة زائفة مهمش حتى أن بحب بنته وشريها لاء الأهم أنه يفرض شروطه بس أنا اللي رفضت يا عاصي جدك مصطفي قالها ليا قبل كده 
الإنسان كرامة يا آدم ممكن قلبه ينكسر
ممكن يحصله أي حاجه كله يتعالج إلا الكرامة لو ضاعه يبقي الشخص بقي مسخ متصنع إنسانيته راحت منه وأنا حفظة علي كرمتي يا عاصي حتى لو هتوجع بس كله يهون 
نظرت له و لا تتحمل سخونة الدموع الحبيسة بين جفونها فهطلت علي وجنتها و قالت بصوت متحشرج باكي 
آدم هما اللي خسروا مش أنت وده نصيب يا آدم 
نظر إليها بتفحص قبل أن يقول بنبرة حزينة 
نصيب!! نفسي نبطل نعمل النصيب شماعة نعلق عليها أخطئنا دي غلطة مني أنا يا عاصي أن اتغصيت عن حجات كتير مكنش لازم أتغاضى عنها كان لأزم أعرف أن لما سمحت ليها مره تتعالي عليا أنها هتتكرر بس من أهلها 
آدم ده خير ليك يعني تحمد ربنا علي كل حال 
اكتست نبرة بيأس قبل أن يقول أنا حبيتها 
وبنبرة عقلانية اعتادت عليها ولو هي بتحبك هتحارب معك وهتبقي ليك ولو سبتك لوحدك يا
آدم وكأنها تخاطب نفسها يبقي متستهلش تفكر فيها 
بخار الماء يتصاعد ويتركز علي المرآه بصورة ضبابية و صورتها التي تتجسد أمامها تغيب عن نظرها تدريجيا و تعاود محو الضباب بيدها وتتكون صورة أخري من الضباب وهكذا تتوالي والصورة تتحول إلي فتاة يائسة من مظهرها وجهها الشاحب يدل علي حالتها و كأنها تحفظ صورتها قبل أن تأخذ قرار مفارقتها الحياة برغبتها هي ستتركه فهي كدمية التي يضعونها في الموضع المختار لها ولكن ليس برغبتها لا رغبتهم هي التي تتحكم بها وحين قربت الشفرة المعدنية لكي تقطع شريانها لكي يتوقف ذلك النابض ليذكرها بكل ما في هذا العالم ولكن صيحات الخادمة أخرجتها من عالمها اليائس 
والصوت مهلهل مفرح ست سلمي ست سلمي عز بيه رجع !!!
أحببت العاصي 
من السابع الى الثانى عشر
الفصل السابع 
والغائب قد عاد وأخيرا لأرض الوطن ل أمه وعلي الرغم من الخلاف معها دائما فهو يعشق ذلك المكان حضڼ أمه وطنه بحق أما عن أبيه فقد سعد وبشدة بعد سلام و عناق دام لساعات وساعات كان عز الدين يشعر بشعور ألفه أفتقده كثيرا ولكن ما يستغرب له حقا تلك الصغيرة التي ألقت السلام عليه بفطور و نظرت له نظرات بارده لا تحمل أي مشاعر اشتياق ما بالها فهو يفتقدها
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 137 صفحات