روايه انا لها
ماما هروح علشان خاطرك
انتفضت الاخرى من جلوسها لتتحدث بانتشاء وفرحة لم ترهما عيني إيثار من ذي قبل
طب قومي جهزي نفسك وابقي البسي الفستان اللي كنتي جيباه لخطوبة صاحبتك بتاعت مصر
تنفست باستسلام لتجيبها بكثيرا من العقل التي تتسم به شخصيتها الصلبة
لسة بدري يا ماما خيني أذاكر شوية وبعد ما اصلي المغرب هلبس
ليه ده كله دي حنة أمل مش حنتي أنا يا ماما!
زفرت بقوة لتهتف بحدة وسخط بعدما فقدت صبرها
هو أنا مش مكتوب لي اسمع كلمة حاضر منك خالص هتفضلي واجعالي قلبي لحد امتى
خلاص حقك عليا هعمل لك كل اللي إنت عوزاه
وقفت تتطلع عليها بملامح حادة غاضبة لتقول الأخرى بابتسامة هادئة عليها تستطيع إضحاك صاحبة الوجه القاسې ولو لمرة
خلاص بقى متزعليش.
تنفست بهدوء ولانت ملامحها لتقول
هروح أبعت للبت كريمة على ما تجهزي نفسك
أتى الليل ليخيم الظلام على الكون خرجت من حجرتها وهي ترتدي ذاك الثوب الرقيق والذي بدا وكأنه صنع خصيصا ليجعل منها أيقونة جمال وانوثة تتحركان فوق الارض كان مصنوعا من قماش الستان باللون الأزرق ليظهر بياض بشرتها
كانت أعين منيرة منبهرة بجمال ابنتها فأجابت وهي مسلطة عينيها فوق إيثار
اسبقيني انت ونوارة وانا وإيثار هنحصلكم
بالفعل تحركتا وبعد قليل ذهبت بصحبة ابنتها وصلا إلى الشارع المؤدي لمنزل والد العروس نظرت منيرة لتلك الفراشة المنصوبة للرجال الصوان وما تحتويه من طاولات مرصوص عليها جل ما لذ وطاب من حلوى وفاكهة ومسليات كان يقف بالمقدمة ليستقبل المهنئين بجانب أبناء عمومته من الشباب خرج ليتناول سېجارة ينفث بها عن حاله بعيدا عن أعين والده ليتسع بؤبؤ عينيه ذهولا بعدما رأها وهو يتفقد المكان نعم هي تلك التي سلبته لبه منذ أن رأها ظهر اليوم ومن حينها وللأن لم تغب عن تفكيرة ولو لحظة وقف لحظات حتى استوعب رؤيته لتلك الفاتنة ترك تفكيره وتلك الأسئلة التي اقټحمت مخيلته ليهرول إليها بعدما رأى من تجاورها وتأكد من شخصها اقبل عليهما ليهتف بترجاب عال وهو يقول
قطبت جبينها لتدقق النظر بملامح ذاك المهلل والتي صعب على ذاكرتها تحديد شخصه ليسترسل بلهفة
إنت مش فكراني يا خالتي أنا عمرو إبن الحاج نصر البنهاوي كنت زميل وجدي في الثانوية العامة وياما جيت عندكم علشان أذاكر معاه وهو كان بييجي عندي ناخد الدروس ونذاكر
تهلل وجهها لتجيبه بتذكر
له
حول بصره لإيثار التي تستمع بلامبالاة وكأن الأمر لا يعنيها ليتحدث وهو يرمقها منبهرا بجمالها الذي تضاعف عما رأها ظهر اليوم بفضل زينتها وثوبها المنمق
تشكري يا خالتي
زاغت عينيها لتلتمع ببريق الأمل وهي ترى تحملقه بابنتها لتقول بدلال عاتبة عليه
بس أنا زعلانة منك يا عمرو من ساعة ماخلصتوا الثانوية لا عدت بتسأل ولا كأنك كنت زملا أنت و وجدي طب حتى كنت إسأل على خالتك منيرة
واستطردت بفكاهة
يخونك محشي الكرنب اللي كنت بتاكله عندي لما تتأخر في المذاكرة مع وجدي
ضحك ومازالت عيناه معلقة بتلك الجميلة ليقول بملاطفة
حقك عليا يا خالتي بس إنت عارفة الدنيا تلاهي
أجابته بلمعة بعينيها
الله يكون في عونك يا ابني أرض الحاج نصر وأملاكه ياما ومحتاجة اللي يحميها ويراعيها
تبسم ثغرها وهي تراه مازال معلقا مقلتيه بإيثار ليتحدث مستفسرا بعدما فقد سيطرته جراء شغفه لمعرفة شخصها
أنا شفتك النهاردة في الموقف هو أنت تقربي لخالتي منيرة
قطبت جبينها متعجبة جرأته لتهتف منيرة بإيجاب لتشبع رغبته الملحة في المعرفة والتي ظهرت بينة بمقلتاه
هو انت مش عارفها يا عمرو دي إيثار بنتي
التمعت عينيه ذهولا ليقول
معقولة إنت إيثار!
ليسترسل منبهرا
شكلك إتغير قوي عن زمان
ماما إيه اللي بتقوليه ده!
ابتسم عمرو على خجلها الذي زاد من توهج وجنتيها ليزيد من اشتعال قلبه وحرارته لتهتف الأخرى بلامبالاة غير عابئة بمشاعر صغيرتها البريئة
مكسوفة من إيه ده عمرو زي أخوك وجدي بالظبط
اغتاظت من والدتها وتحدثت بحدة أظهرت كم حنقها
ممكن ندخل الفرح بدل وقفتنا في الشارع اللي ملهاش لازمة دي
برغم سعادتها باعجاب عمرو الظاهر عليه إلا أنها كانت تشتعل داخليا لتخشب تلك الحمقاء ونظراتها الحادة تغاضت عن ڠضبها لتتحدث وهي تشير بيدها نحو منزل العروس
يلا يا حبيبتي
أوقفها متلهفا ليقول باهتمام
الفرح معمول على السطوح فوق يا خالتي
واسترسل وهو يتقدمهم
اتفضلوا أوصلكم
تحركتا خلفه وصعد ثلاثتهم الدرج إلى أن وصلوا لمكان إقامة الحفل انسحب عمرو بهدوء ليترك منيرة تتلفت حولها بانبهار لتلك الطاولات المرصوصة والمزينة بمفارش بيضاء حملقت عينيها على الفاكهة والحلوى وزجاجات المياه الغازية