الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

زهرة لكن دميمه

انت في الصفحة 39 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

 

دموعه بصعوبة 
قالت ليلي في هدوء زي ماحضرتك شايف الاطفال هنا مش مخلينهم محتاجين حاجة 
قاطعها أكنان قائلا أنا عايز أقعد شوية معاهم لو سمحتي يامدام ليلي الكلام اللي بينا يفضل سر مش عايز أي مخلوق يعرف أسمي وأني متبرع الملجأ الجديد 
ردت ليلي حاضر مفيش جنس مخلوق هيعرف أسمك هسيبك دلوقتي وأقعد معاهم الوقت اللي تحبه ثم أنصرفت مغادرة 

تأمل المكان حواله كان المكان مرتب ونظيف ماجعل عڈابه لنفسه يهدىء قليلا أقترب منه أحد أطفاله وأمسكه من قماش بنطلونه أرتعش وكاد أن يقع تمتم لنفسه أهدى وخد نفس
أياد بصوت طفولي أنت اللي جيت أمبارح
أخذ يتأمله كثيرا أبتلع غصة مؤلمة أفقدته النطق للحظات نظر له بعينين زائغتين زين على وجهه أبتسامة ثم قال أيوه أسمك أيه
أياد وأشار الى أخيه واللي هناك أخويا وليد 
وعندك أد أيه 
تلات سينين وشهرين 
بلع ريقه بصعوبة قال بلهجة معذبة تحب تلعب معايا أنا جبت معايا لعب كتير 
نظر حوله متفحصا وقال مفيش لعب شايفه 
رد بابتسامة حزينة عشان مش هنا موجودين في أوضة الالعاب بتاعتكم 
هتف بمرح وليد ياووليد تعالى نعلب 
سأل أكنان بابستامة أنا مش عارف الطريق ليه أزاي 
أياد بضحك أنا بقا عارف تعالى أوديك
قبض بيديه الصغيرة على يديه الكبيرة تلاشت يد الصغير بداخل كفه شعر بدفء يسري بداخل قلبه من هذه اللمسة البسيطة أبتسم له وشعر بسعادة غامرة وسط ذلك الحزن العميق وقال بحب وصلني بدل ماټوه 
وفي الداخل ارتكز على ركبتيه وأخذ يلاعب الصغيرين بلعبة القطار الجديد أبتسم على صوت ضحكاتهم أحس في هذه اللحظة أن حياته أصبحت لها معنى بعد أن كانت حياة بائسة بلا معنى بلا رائحة بلا طعم حياة بروح مېته لا تشعر بشيء من المرح ولا الحزن البسمه الحقيقة لاتعرف طريقها الى وجهه أما الان فالضحكة تنبع من داخل القلب بعد فترة من اللعب قرر تنفيذ ماأراد فعله من البدايه أخرج من جيبه مظروف مغلق المظروف الذي أخذه من المعمل ثم فتحه وأخرج منه مظروف أصغر فتح جانبه وأخرج منه فرشاه 
سأل أياد بفضول أيه ده 
أكنان بابتسامة مشجعة دي لعبه هنلعبها سوا واللي هيسمع الكلام هجبله طياره 
هتف كلا الصغيرين في نفس واحد أنا همسع الكلام
أكنان بهدوء كل واحد هيفتح بؤه وقام أكنان عن طريق الفرشاة بمسح خد أياد من الداخل عدة مرات ثم وضع رأس الفرشاه داخل أنبوبة خاصة وأغلقها بأحكام وقرر هذه الحركة من وليد وأيضا معه ووضع كلا من الثلاث أنابيب داخل الظرف ثم داخل جيبه ثم قال بابتسامة واسعة شاطرين بكرا وأنا جاي هجيب لكل واحد فيكم طيارة 
هتف الصغيرين بمرح والقى أياد ووليد أنفسهم على صدره فقام بأحتضانهم بحب ولمعت عينيه بالدموع وبلهجة متأثرة أنا همشي دلوقتي وبكرا هجي ليكم مع الطيارتين 
وخرج من الملجأ مباشرة الى معمل المستشفى
الطبيب نتيجة التحليل هتطلع بعد أسبوعين 
هتف أكنان وأنا عايز النتيجة في خلال تلات تيام أو
أربع تيام 
رد بتوتر بس ده مستحيل 
قال بقسۏة أنت ناسي أنا مين وممكن أعمل معاك أيه مكالمة منى لمدير المستشفى اللي أنت شغال فيه هتكون برا علطول أعتبر ده شغلك من وقت ماأمشي علطول مفهوم كلامي
رد عليه بلهجة متوتر خلال أربع تيام هتكون النتيجة طلعت ومبلغك بيها بنفسي 
وعندما أنصرف من المستشفى وجد نفسه بدون قصد متوقفا أمام باب منزلها 
في داخل شقة زهرة رن جرس هاتفها 
عندما رأت المتصل شعرت بالأضطراب 
بلهجة مذعورة الولاد كويسين يامدام ليلي
رد ليلى بهدوء الحمد لله كويسبن 
سألت متوترة طب حضرتك مش متعودة تتصلي بيا الا لما يكون في حاجة 
أنا حبيت أطمنك وملهوش داعي تتصرفي في أي فلوس عشان خاطر الملجأ
ليه يامدام ليلى حصل أيه جديد
فاعل خير قرر يوفر مكان للاطفال وهيتكفل بمصاريفهم 
همس زهرة بالدعاء
قالت ليلي بابتسامة حبيت أطمنك عشان متفضليش شايلة الهم السلام عليكم
ردت زهرة وعليكم السلام ثم أغلقت الهاتف وتنهدة براحة وكأن جبل وأنزاح من على صدرها 
سمعت الطرق على باب شقتها لتتجه الى الباب وهي مستغربة فمن سيأتي لها الان في هذا الوقت من الصباح ضحى الأن نائمة وحتى السيدة أمينة
نائمة 
تجمدت مكانها عندما رأته واقف أمامها 
أكنان بهدوء ظاهري مش هتقوليلي أدخل 
نظرت له بكره ثم قالت أمشي من هنا 
تقدم خطوتين الى الأمام أو أتجوزيني عشان ترتاحي علطول 
طغى الڠضب عليها وهي تسمع كلامه أتجوز مين أنت أكيد أتجننت كادت تصيح فيه لكنها الجمت صوتها العالي بصعوبة خائڤة من أحداث أي شوشرة فقالت بلهجة قاټلة أطلع برا 
أكنان بنبرة مترجية أنا عارف أني ظلمتك بس والله كان ڠصب عني مكنتش في وعي كنت بحسبك من بنت من البنات اللي بتترمى عليا وجودك في الوقت ده من الليل ولبسك خلوني أفهمك غلط سامحيني يازهرة 
قالت زهرة أمشي من هنا الواحد يرتكب الذنوب والمعاصي ويقول أصلي مكنتش في وعي 
أكنان بتوسل أنا مقدرش أعيش من غيرك أنا مستعد أعملك أي حاجة عشان تسامحيني
زهرة پألم مستعد تعملي أي حاجة
رد بأمل أطلبي أي حاجة وأنا هنفذها ليكي علطول 
بلهجة مټألمة تقدر ترجع بالزمن اربع سينين للورا وتسيبني في اليوم ده أمشي 
هز رأسه بيأس والله نفسي أنت عارفة اللي فات من عمرنا عمره مانقدر نرجعه حتى لو ثانية واحدة 
مادام متقدرش يبقا مشوفش وشك تاني أنساني من حياتك 
مقدرش مقدرش 
قالت بلهجة فحيح مھددة متختبرش صبري كتير 
أكنان بأصرار فكري يازهرة بعقلك شوية أحنا بينا أطفال 
هتفت پغضب متجبش سريتهم على لسانك تاني أنت بكلامك ده خلتني أجيب أخري معاك ثم دخلت مسرعة الى شقة وفي خلال لحظات كانت أمامه و قالت بلهجة واعدة بالشړ وأخذت تلوح بالسکين أمام وجهه أمشي من هنا بدل ماأحققلك أمنيتك وأقتلك عشان ترتاح بجد 
الحلقة العاشرة
أتمنى لو بأمكاني أتلاف كل شيء حدث بيننا ونعود الى الوراء الى ماقبل اللقاء ولا نلتقي دوستويفسكي
قالت بلهجة فحيح مھددة متختبرش صبري كتير 
أكنان بأصرار فكري يازهرة بعقلك شوية أحنا بينا أطفال 
هتفت پغضب متجبش سيرتهم على لسانك تاني أنت بكلامك ده خلتني أجيب أخري معاك ثم دخلت مسرعة الى شقة وفي خلال لحظات كانت أمامه و قالت بلهجة واعدة بالشړ وأخذت تلوح بالسکين أمام وجهه أمشي من هنا بدل ماأحققلك أمنيتك وأقتلك عشان ترتاح بجد 
أم لو نطقت بكلمة ولادي مرة تانية ولاد مين اللي بتتكلم عليهم أنت ولا حاجة بالنسبة ليهم هما ولادي أنا وبس 
همست پألم أنا أتعذبت كتير عشانهم عشان أضمن أنهم مرتحايين في حياتهم ولسانك ده مينطقش بأسهم تاني أنا ممكن أقتلك فيها لو جبت سيرتهم تاني المرة دي علمت عليك أما المرة الجاية ممكن أموتك فيها
سمع هدير أنفاسها المضطرب وأرتعاش يديها رأى داخل عينيها خوف وألم فقال بندم أنا أسف
أخفضت السکين وأنسحبت عنه متراجعة
أمي مستحملتش الصدمة أتشلت فيها الناس مرحمونيش فأخدت أمي وهربت سافرت بيها بلد تانية محدش فيها يعرفني ولا يعرف بحكايتي أتنكرت في شكل وحش عشان مفيش راجل يبصلي كنت بخاف من نظراتهم أوي بقيت مجرد شبح
بنت وأحساسي بالعاړ والذنب اللي كان كل يوم بيكبر جوايا ذنب مكنش ليا يد فيه حاولت أموت نفسي لما عرفت بحملي عيشت أكتئاب وأيامي كنت كلها ليل لمعت عينيها بالدموع وهي تتحدث عاقبت نفسي عذبت نفسي كنت بچرح جسمي وأضحك على ۏجعي كنت بعيط كل يوم كنت معرضة للجنون في أي لحظة روحت أتعالجت عشان أقدر أتقبل وضعي وأعرف أعيش 
لولا أمي وأحتياجها ليا وأحساسي بالذنب أني السبب كان زماني ياتجننت ياأنتحرت ولدت وليد وأياد كان ممكن أرميهم في الشارع أول ماتولدو ودي كانت نيتي في البداية بس أول ماشوفتهم وشيلتهم في حضڼي مقدرتش أعمل كده حطيتهم في ملجأ ومن رحمة ربنا قابلت مدام ليلى أخدتهم في الملجأ وطلعت ليهم مدام ليلى شهادات ميلاد وبيتعاملو هناك أحسن معاملة وبيتعلمو أنا عايشة ليهم هما وبس فاقت من شرودها نظرت له بۏجع السينين
أجفل وتراجع پعنف وقد تعرت نفسها المټألمة الخائڤة أمامه سکين أنغرزت بداخل بقلبه لرؤيتها هكذا أخذ يفرك جبينه پعنف شاعرا بالعجز فكلمات الاعتذار لم تعد كفاية لكمية الۏجع الموجود بداخلها همس بارتجاف أنا أسف ثم أولها ظهره مبتعدا عنها 
هتفت بنبرة منخفضة مھددة مشوفش وشك تاني 
أغلقت الباب خلفه أنهارت على الارض سقطت على البلاط أسندت ظهرها للحائط وأخذت تبكي بحړقة
ومع أشراقة الشمس في ذلك الوقت الندي المعطر بنسمات الصباح الأولى رن هاتفها المحمول من بين نومها مدت بكسل الى الطاولة الملاصقة للسرير وحاولت أطفائه لكنه كان بعيد عن مجال يديها فهي لم تنم البارحة الا
بعد أذان الفجر توضأت لصلاة الفجر وأخذت تتضرع لربها كثيرا وأن يهديها لطريق الصواب ثم نامت بعدها مباشرة هتفت بحدة فهي لم تأخذ كفايتها من النوم شتمت في سرها على المتصل عندما لمع أسمه في عقلها فتحت عينيها على أتساعها ونهضت من فوق الفراش أمسكت الهاتف ولكن المتصل كان
بدون أسم ظلت ساهمة للحظات قبل الرد 
الو
رد كريم بحب صباح الخير
ردت عليه التحية بصوت خجول صباح الخير
قال والابتسامة تزيين شفتيه وهو على الجهة الاخرى عاملة أيه نمتي كويس أمبارح
ترددت في الاجابة أه نمت 
بضحكة خفيفة قال بس أنا معرفتش أنام 
سألت ضحى ومنمتش ليه
فكر للحظات قبل الرد أنتي السبب كنت بحلم بيكي وأنا صاحي 
خجلت من كلامه وقالت بصوت مرتبك هوفي حد بيحلم وهو صاحي 
رد عليها أنا أعمل أيه أول ماشوفتك وأنتي قلبتي كياني مش هتسأليني كنت بحلم بأيه طول الليل 
لم تقوى على سؤاله فظلت صامة 
عندما لم تتحدث قال بابتسامة مادام مش عايزه تسألي أنا هقولك كنت بحلم بأيه كنت بحلم أننا خرجنا مع بعض وبنلف شوارع الاسكندرية وماسك أيدك وقاعدين على البحر أيه رأيك أجي ليكي دلوقتي ونخرج مع بعض والحلم يبقا حقيقة 
ردت بسرعة مينفعش 
ومينفعش ليه أنا شايف عادي نخرج مع بعض 
لا مش عادي أحنا لسه الصبح بدري أوي وبابا مش هيرضى 
خلاص هقوله 
أسمعني ياكريم بلاش تقوله عشان أنا عارفة رده خلينا نخرج بعدين مش لزم دلوقتي
بس أنتي واحشتيني وعايز أشوفك 
ردت عليه ضحى بخجل شديد بعدين 
أبتسم ثم قال بعدين معناها واحشتيني وأشوفك
هزت رأسها بالأيجاب في صمت 
قال كريم بابتسامة هادئة معنى سكوتك أه 
ضحى بخجل تصبح على ماتتمنى 
رد بابتسامة ياريت يلا روحي كملي نوم باين عليكي مش بتصحي دلوقتي سلاااام 
ضحى بابتسامة سلاااام
كان زاهر يجلس بمفرده في الحديقة فبيسان رفضت محاولته لكي يخرجها من الفراش للأفطار معه وظلت نائمة جاءت صفية من خلف ظهره حاملة أفطاره على صينية 
قالت برقة صباح الخير
عند سماع صوت والدته الټفت لها ونهض مسرعا من مقعده قائلا بقلق أيه بس اللي طلعك من أوضتك وأنتي لسه تعبانة والصينية دي لمين ثم أخذ الصينية
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 57 صفحات