الأربعاء 27 نوفمبر 2024

زهرة لكن دميمه

انت في الصفحة 51 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


سبب لأستمراره في الغيبوبة وعندما أنتهى قال كل اللي عايزه فرصة 
أكنان أشار بأبهامه وقال بلهجة محذرة هديك فرصة ودي هتكون أخر فرصة مش عايز أخسرك 
هتف كريم أيه اللي بتقوله ده ياأكنان
أشار له بالتوقف كريم أهدى شوية وفكر بيسان بعد ماترجع لطبيعتها محتاجة زاهر معاها 
صمت للحظات وقال اللي تشوفه
سأل زاهر متلهفا أدخل أشوفها وبيسان هتكون في عينيا

أكنان قال بهدوء مش دلوقتي هي هتخرج النهاردة وهنجيب شيخ يريقها مش دلوقتي لما الشيخ يقول أنها بقيت كويسة 
قال زاهر پألم أن شاء الله تخف
تعالا شوفها بكرا أحسن
هز رأسه في صمت كئيب هجي بكرا
أنصرف كريم ودلف أكنان الى الداخل وأستعد الجميع للرحيل وقف زاهر أمام المستشفى في الركن وأنتظر خروجها لرؤيتها لكي يملي عينيه منها فقد كان مشتاقا لها أشتاق لسماع صوتها لكل شيء فيها تسارعت دقات قلبه عندما رأها من بعيد كنت تمشي بهدوء ورزانة ورغم مرضها وجهها مازال محتفظ بجماله الخاص لكن لمعت عينيها أنطفئت وصارت خواء أنتفض في مكانه مټألما لرؤيتها هكذا وبعيون لا ترمش ولا تحيد عنها ظل متتبع تحركه حتى ركبت السيارة وأختفت لتسقط دمعة وحيدة ووعد نفسه أنه سيصلح الأمور بينهم مهما تطلب منه من وقت
أياد بابتسامة طفولية يلا قومي بقالك كتير نايمة
حاولت الرد
لكن الكلمات ظلت حبيسة حلقها شعرت بالعجز دموعها أنسابت پألم أرتعشت شفتها أصابها دوار قاټل فسقطت نائمة مغمضة العينين حاول الصغيرين جعلها تفيق لكن كل محاولاتهم بائت بالفشل خرجو الى الخارج 
ماأن دلف أكنان الى داخل الفيلا حتى أستقبله الصغيرين 
أياد بلهجة طفولية كنت فين 
رد عليه بابتسامة كنت عند عمتكم وأول ماطمنت عليها جيت هنا علطول شرد لثواني في أحداث أخر ساعة عندما أتى الشيخ وقام برقيتها وقال أنها أصبحت أفضل والسحر المعمول لها أصبح ليس له وجود وبعد أنصراف الشيخ أستغرقت بيسان في النوم مباشرة
جذبه وليد من البنطلون پعنف وهتف فيه روحت فين 
أكنان بابتسامة موجود أهو قصادك
سأل وليد هو أنا عندي عمة
أيوه عندكم وعمة عسولة أوي كمان 
قال وليد وأياد في وقت واحد عايزين نشوفها 
رد عليهم بابتسامة حاضر هتروحو تشوفها هي فين ماما
قال أياد بضيق لسه نايمة ولما جيت أصحيها مش ردت تصحى
قاطعه وليد قائلا وأنا لما لمستها كانت سخنة أوي
أكنان بمجرد سماعه كلمات أبنه لم ينتظر التأكد منه وأخذ يركض على السلالم بسرعة وجد نفسه أمامها رأى جسدها يرتعش لمس جبهتها وجد حرارتها مرتفعة وبأضطراب أخرج هاتفه وأتصل بالطبيب
لم يعرف الطبيب سبب أصابتها بالحمى فطلب مجموعة من التحاليل ليتأكد من تمام صحتها لازمها أكنان وأخذ ينظر اليها في فراشها بعيون حزينة وقلب مټألم أستشعر بغصة لرؤيتها ضعيفة وتعاني جلس على حافة الفراش همس بأسمها بخفوت بللت دموع الندم وجنتيه أتى الليل ومازال الوضع كما هو الا من أتصال الطبيب الذي أخبره ان التحاليل سليمة ولا يوجد بيها شيء وكل مايجب فعله أن تأخذ مخفضات للحرارة وكمادات مياه باردة
في العتمة وسط هذيانها كان هو
الوحيد بجوارها أخذ يمسح
وجهها وشعرها بمنديل مبلل بالماء البارد فتحت عينيها بضعف تشابكت النظرات نظرة متلهفة تقابلها نظرة شاردة مغيبة 
همست بأعياء عطشانة 
بدأت أشعة الشمس تحيط بغرفة زهرة من الخارج والداخل بدأت تسمع أصوات ضاحكة بجوارها شعرت بالألم ففتحت عينيها ببطء شديد فشاهدت أطفالها بجوارها مبتسمين 
وليد بابتسامة صحي النوم ياماما كل ده نوم 
زهرة وهي تبتسم بصعوبة ده أنا لسه نايمة
أياد هز رأسه نافية لأ أنتي نمتي يومين بحالهم
وضعت يديها على رأسها المټألمة وسألت باستغراب هو أنا نمت بجد يومين ولا بتهزرو
رد وليد بلهجة طفوليه أه أحنا لما جينا هنا أمبارح كنتي نايمة وسخنة أوي
وأكمل أياد مقاطعا ولما قولنا لبابا أكنان جاب الدكتور وفضل جنبك طول الليل
قال وليد بعبوس وكان بيعمل ليكي كمادات ومرضاش أي حد فينا يقعد معاكي أنا أضايقت أوي منه
وشاركه أياد الكلام وأنا كمان 
زهرة تململت على الفراش بعدم راحة وهي تسمع حديثهم فقالت بابتسامة خاڤتة هو عايز مصلحتك ياحبيبي عشان مش تتعدو مني 
أياد بلهجة طفولية أصحي بقا عشان جعان
ردت زهرة رحو أنتو وأنا جاية وراكم نفطر كلنا سوا
بدأت زهرة بالتحرك حتى وصلت أمام الحوض غسلت وجهها لكي تزيل بقايا غشاوة التعب والنعاس من على وجهها أخذت تلقي دفعات من الماء على وجهها حتى أنتظمت أنفاسها وشعرت بالهدوء
على طاولة الأفطار رأت أكنان متصدر مقدمة الطاولة تناولت الطعام في صمت لكن أطفالها لم يكفو عن الكلام واللهو نظراتها لهم كانت شاردة سرحت في خيالات الليلة الماضية وبدون وعي لمست جانب فمها المرتعش 
لاحظ أكنان هذا الشرود الذي سيطر عليها لكنه لم يعلق وأستمر في تناول أفطاره
نظرت له بحيرة فبادلها بنظرات دافئة وقال بهدوء أنا ماشي وهجي بالليل ده كان أتفاقنا لما خرجنا من فيلا شهاب أني أفضل معاكي لسه عند أتفاقنا ولا هتقولي متجيش هنا تاني 
همست بخفوت أنا مش برجع في كلامي والأتفاق أتفاق 
أبتسم بهدوء وقال مع السلامة ياحبايبي ووزع نظراته على الكل وقبل كلا الصغيرين 
فتحت عينيها بوهن لم تستوعب لأول وهلة تواجدها في غرفتها حاولت النهوض لكنها توقفت عن الحركة والتفتت الى صوت الباب الذي يفتح ببطء ترقبت القادم بدت مصډومة من رؤيته 
بخطوات مترددة أقترب منها وجلس بجوارها على الفراش وظل يتأملها بحب ممزوج بندم خانتها دموعها فأنسابت في صمت أشاحت بوجهها
بسرعة لكي لا يرى دموعها التي لا تدري لها سبب محدد ندم أم خوف أم خذلان أم فرحة لرؤيته
شعرت بيد تلمس كتفها ثم أدار رأسها تجاهه مسح دموعها ونظر لها بحب سألها برقة تغللت داخل أحاسيسها بسرعة حسه بأيه 
ارتفع صوت بكائها وهي تسمع صوته المحب 
سأل بقلق هو في حاجة وجعاكي
أجابته وهي تمسح دموعها أنا كويسة بدت الحيرة في عينيها سألته بتشوش أنت عرفت أزاي وجيت هنا أزاي
أنت كنت في غيبوبة 
قال بابتسامة باهتة الغيبوبة فوقت منها عشان أفضل معاكي وجيت طبعا بالطيارة أول ماعرفت باللي حصل ليكي سألها بتردد عرفتي السبب اللي وصلك لحالتك دي هزت رأسها في صمت وقالت بخفوت أيوه أكنان قالي
حاولت النهوض لكنها لم تفلح لشعورها بدوار مفاجىء 
لتصدق أنها لا تحلم كادت ترفع يديها لكنها شعرت بالعجز رجعت بجسدها للخلف متفادية الأحتكاك به
لم يريد البعد عنها لكن لابد له من الأبتعاد مضطرا حتى لا يتفاقم الوضع بينهم هي لازالت ضعيفة ومشوشة تألم لرؤيتها هكذا ضعيفة ومنكسرة 
قال زاهر بهدوء مصطنع وجودك في حياتي حسسني أني عايش مش مجرد ظل كنتي النكهة الحلوة في حياتي وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم كنا في مع بعض كنت في منتهى السعادة كان بيمر عليا وقت والخۏف يسيطر عليا أنك تبعدي كنت مستكتر وجودك في حياتي لحد ماالخوف ده أتحول
ليقين همس پألم عندما أستعاد ذكريات هذا اليوم سمعتك بتكلمي كريم وبتقولي ليه خلاص زهقت وأنا ناوية أبعد مستحملتش ولقيت الدنيا بتلف بيا ووقعت على السلم ودخلت في غيبوبة غيبوية لما فوقت منها أقتنعت أني فضلت فيها بأردتي فوقت لما حلمت بيكي وأنك محتاجني فوقت عشانك أنتي وبس وبعدين عرفت باللي حصل ليكي واللي عملته أمي معاكي وأنك أتظلمتي واتألمتي كتير سامحيني يابيسان أني مقدرتش أحميكي
همست بارتجاف أطلع دلوقتي 
نطق كلماته بهدوء هفضل معاكي ومش هطلع أنتي محتاجني وأنا محتاجك أنتي أتخلقتي ليا وأنا أتخلقت ليكي مقدرش أعيش من غيرك ولا أنتي تقدري تعيشي من غيري عشان مصيرنا أحنا الأتنين مربوط ببعض مش همسح للي حصل يفرق بينا هنقاوم أحنا الأتنين لحد مانعدي الازمة وترجعي بيسان حبيبتي 
رفع يديها وعقد أصابعه في أصابعها ثم قبل أناملها برقة قائلا بينا أحنا الاتنين هنعدي الأزمة وهترجعي زي الأول فاهمة يابيسان أنتي حته مني 
ارتجف جسدها وشعرت بمشاعر مختلفة تغزوها فما مرت به لم يكن بالشيء الهين فالحب ليس كل
شيء في الحياة
كانا في السيارة أمام الفيلا عندما قال لها كريم هسيبك معاها ساعة تطمني عليها هروح أخلص أجرءات السفر وأجي أخدك
نظرت له بحب وأنا هستناك 
بمجرد دخولها من باب الفيلا أدار السيارة وأنطلق بها
في الداخل تفاجأت زهرة بأن ضحى موجودة في الأسفل وتسأل عنها
نزلت السلالم بسرعة وهتفت بسعادة لرؤيتها واحشتيني يابت 
ضحى بابتسامة وأنتي كمان يازوزو هنفضل كده وافقين مش هتعزميني على حاجة يابخيلة 
بادلتها الضحك هو أنتي لحقتي حاضر هشربك ثم نادت على الخادمة لسه بردو بتحبي عصير المانجا 
رسمت ضحى شكل قلب بأصابع يديها وقالت ده عشق العشق
أحضرت الخادمة العصير أرتشفت ضحى عصيرها بتلذذ واضح ثم قالت بابتسامة فكريني لما أجي من السفر أجيلك هنا عشان أشرب عصير مانجا أصله طعمه حلو أوي
صمتت وهي تسمع أخر كلماتها فقالت أنتي مسافرة 
أرتسم العبوس على محياها وهي تقول مسافرة النهاردة مع أن من جوايا مش عايزه أسيب هنا مع أن بابا وماما سابو البيت وسافرو مصر
هما أهلك سافرو خلاص 
أيوه يازهرة لما زروني بابا قالي عندي مفاجأة حلوة أنهم لقو شقة حلوة وكمان جاله شغل في شركة كبيرة وهيسافرو علطول
بلهجة يشوبها بعض الحزن خلاص كله سافر وحتى أنتي كمان 
ضمتها ضحى وقالت بحب هتصل بيكي علطول طمنيني عليكي الاول أنتي كويسة وأيه شغل العصاپات اللي حصل معاكي أنا بقرا الحاجات دي في الروايات وأشوفها في الافلام لكن عمري ماتخيلت أن ده يحصل معاكي أحكيلي كل حاجة بالتفصيل رأت نظرات زهرة المذهولة لكنها أكلمت حديثها طبعا من بصتك دي هتقولي عرفت أزاي وأنتي مقولتيش حاجة أنا عرفت من كريم ماهو أكيد كريم هيقولي قوليلي بقا تليفونك كان مقفول ليه ده أنا أترعبت عليكي بالرغم أن كريم طمني بس قولت لزم ولابد أشوفك بنفسي هو اللي أسمه شهاب ضړب علكيم ڼار والطلقات جيت في الهوا الحمد لله أنها جيت في الهوا بصراحة الراجل ده يستاهل الشڼق
قاطعتها زهرة بضحك أفصلي شوية أيه تسجيل وأتفتح وأنا كويسة وقعدة قصادك تعالي هنا ومادام كريم حكلك على كل حاجة عايزني أتكلم ليه هو ۏجع دماغ وخلاص 
ضحكت قائلة عشان هو لو نسى حاجة أنتي تحكيها ثم نظرت في أرجاء الفيلا بتركيز قوليلي يازهرة بصراحة أيه الوضع هنا في الفيلا بعد ماعرفت
أنه هيعيش هنا معاكم وأنتي أتقبلتي الوضع أزاي
شردت زهرة وسرح تفكيرها وخيالها فيما مضى
لاحظت ضحى شرودها المبالغ فيه فحدثتها قائلة كل السرحان ده عشان جبت سيرته بس
عادت زهرة من شرودها بعد تلك الكلمات التي أطلقتها ضحى وقالت لها أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسى بالرغم كل اللي بيعمله

معايا
أردفت ضحى قائلة أركني ذكرياتك أحبسيها عشان تقدري تعيشي
أنا للأسف مش قادرة أنسى الماضي اللي حصل زمان كان صعب أي حد
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 57 صفحات