مزرعه الدموع
قريبه منه .. حانت من ريهام التفاته الى أختها .. شعرت بغصه عندما رأت الدمعه التى تلمع فى عينيها .. أرادت أن تخفف عنها فمالت عليها قائله بصوت منخفض
هو احنا ليه حظنا فقر مع الرجالة
ابتسمت ياسمين رغما عنها والتفتت تنظر الى ريهام التى أكملت قائله
معتز و مصطفى وآخرهم ابن أمه وائل .. رجاله عرر
أنا قلبي حاسس ان القاهرة دى كانت نحس و ان شاء الله بدون مقاطعة المنصورة دى هيكون وشها حلو علينا ..
ابتسمت لها ياسمين قائله
هو انتى ناوية على ايه بالظبط
يختى مش ناوية على حاجة غير الدعاء .. ايه مدعيش .. ربنا كبير وان شاء الله نطلع من البلد دى بفردتين لوز واحد ليا ووالد ليكي
لا .. وان شاء الله فردتين متقاطعيش انتى بس .. ده أنا متفائله من ساعة مطلعنا على الطريق وأنا حسه ان النحس ابتدى يتفك .. بكرة تشوفى
ابتسمت لها ياسمين وعادت لتنظر من الشباك تراقب الأشجار على الطريق
فى المزرعة كان عمر فى مكتبة يدقق فى الملفات أمامه عندما طرق أيمن الباب ودخل .. ابتسم له قائلا
بادله عمر الابتسامه قائلا
صباح الخير يا أيمن
ثم استطردت قائلا
الجماعه اتحركوا
مش عارف بصراحه بس أكيد أيوة
قال بجديه
مش تكلمهم يا ابنى عشان تعرف ركبوا ولا لسه وعشان تتابعهم وهما على الطريق دى أول مرة ييجوا هنا
طيب حاضر ..هجيب رقم ياسمين من سماح
اتصل أيمن ب سماح وطلب منها رقم ياسمين ليتابعهم على الطريق .. أخبرته أنهم ركبوا بالفعل وأعطته الرقم فدونه أيمن ثم انهى المكالمة معها واتصل ب ياسمين
هاتفها وهى تشعر بالتردد فسألتها ريهام
مين اللى بيتصل
مش عارفه رقم غريب
طيب ردى
قالت ياسمين پخوف
لأ خاېفه يكون مصطفى
صمتت قليلا ثم أكملت قائله
ممكن يحس من الصوت انى فى المواصلات ويشك اننا مش فى البيت .. بلاش أرد أحسن
طيب ممكن يكون حد من المزرعة .. افتحى ولو سمعتى صوت مصطفى اقفلى على طول
عاود الهاتف الرنين مرة أخرى .. فحثتها ريهام قائله
ردى
فتحت ياسمين الخط وانتظرت أن يتحدث المتصل .. فأتاها صوت لا تعرفه
ألو السلام عليكم
ردت بحذر
وعليكم السلام .. مين حضرتك
أنا أيمن زوج سماح .. كنت عايز أعرف انتوا فين بالظبط وأدامكوا أد ايه
طيب لحظة
واحدة لو سمحت
نظرت الى والدها وقالت له
تكلم مع والدها وعرف أن أمامهم ما يقرب من ساعة .. أنهى المكالمة وقال ل عمر
أدامهم ساعة تقريبا ويوصلوا
طيب تمام
صمت عمر قليلا ثم قال
هى مكنتش راضية تكلمك
أعتقد كانت خاېفه ترد حسيت بصوتها فى البدايه بتتكلم بحذر أوى .. شكل جوزها ده مربيلها الړعب
لأ مش قصدى .. قصدى لما قولتلها ان انت زوج سماح
قالتلى لحظة واحدة وبعدين لقيت باباها بيكلمنى
أومأ عمر برأسه ولم يعقب
طيب هقوم أشوف شغلى ..أشوفك بعدين .. أما يوصلوا هعرفك
رد عمر قائلا
تمام
خرج أيمن وترك عمر يفكر فى تصرفات تلك الفتاة الغريبة
اقتربت السيارة من المزرعة فأعطت سماح الهاتف لوالدها ليتصل ب أيمن .. وصلوا أخيرا الى المزرعة بعد عناء ثلاث ساعات على الطريق .. كانت الشمس فى كبد السماء .. استقبلهم أيمن على بوابة المزرعة ورحب بهم .. أدخلهم الى الداخل .. وقعت ياسمين فى حب المزرعة من أول وهله .. كانت بطبيعتها تحب الهدوء والخضرة والطبيعة الساحرة .. وكانت المزرعة فعلا ساحرة .. خطفت لبها من أول نظرة .. بمجرد أن عبرت البوابة شعرت بمزيج من الهدوء والسلام والطمأنينة .. تغريد العصافير على الشجر كان يبعث فى نفسها التفائل والأمل .. وجدت نفسها تبتسم وهى تتأمل الطبيعة الساحرة حولها ... كان يبدو أن مالك المزرعة ذو ذوق خاص .. لم يبخل على مزرعته بشئ .. فكانت من أجمل ما يكون ..كان أيمن يسير مع والد ياسمين فى المقدمة وياسمين وريهام خلفهما .. الټفت أيمن الى الفتاتان قائلا
عجبتكوا المزرعة
قالت ياسمين بحماسه
جدا ..شكل صاحبها مهتم بيها أوى
فعلا عمر على طول مهتم بيها
إذن فإسم صاحب المزرعة عمر .. تساءلت فى نفسها .. ترى هل هو شخص طيب ومحترم مثل أيمن .. أم أنها ستجد مشاكل فى العمل معه .. كانت ريهام تسير بجوار أختها تتأمل المزرعة بدورها عندما حانت التفاته منها لترى رجلين يتحدثان معا أمام احدى الشجيرات .. دققت النظر وفجأه فتحت فهمها دهشة عندما تعرفت على أحد هذين الرجلين .. أدخلهم أيمن الى مكتب عمر والذى كان فارغا .. ثم طلب لهم مشروب واستأذنهم فى الذهاب للبحث عن عمر
بعدما رحل أيمن .. انحنت ريهام على أذن ياسمين هامسه
ياسمين عارفه شوفت مين بره .. الراجل الجامد اللى كان عندك فى المستشفى
قالت ياسمين بإستغراب
راجل مين
ايه يا ياسمين دماغك ساحت من الشمس ولا ايه .. الراجل اللى خبطك بالعربية
ماله
لسه شايفاه واقف بره
قالت ياسمين لأختها بعدم تصديق
وده ايه اللى هيجيبه هنا يا ريهام .. شكل دماغك انتى اللى ساحت من الشمس
أصرت ريهام قائله
والله هو أنا واثقه مش هتوه عنه .. أبو برفيوم يجيب لآخر الشارع ده
ضحكت ياسمين ضحكه خافته .. والتفتت الى حقيبتها تفتحها لتخرج منها الهاتف ..سألتها ريهام
هتكلمى سماح
أيوة هطمنها اننا وصلنا
فى هذه الأثناء ذهب أيمن للبحث عن عمر فوجده قادما نحوه ..فقال أيمن
الجماعة وصلوا وفى مكتبك
طيب كويس
سارا الاثنان معا فى اتجاه المبنى الذى يحوى مكتبه ومكاتب الموظفين العاملين فى المزرعة .. خطړ ل عمر سوال .. ترى ماذا سيكون رد فعلها عندما تراه .. فهى حتى الآن لا تعلم أنه هو نفسه من صدمها بسيارته منذ فترة .. بالتأكيد ستصدم لرؤيته .. ابتسم لنفسه وهو يتوقع الصدمة التى ستشعر بها .. طرق أيمن الباب ودخل أولا ثم لحقه عمر وأغلق الباب كانت ياسمين جالسه بجوار أختها .. وعبد الحميد يجلس على أريكة أمامهما .. تقدم الرجلان تجاه عبد الحميد .. فرفعت ياسمين رأسها لټرتطم نظراتها بنظرات عمر .. خفق قلبها بشدة .. نظرت الى ريهام لتنظر لها تلك الأخيرة بنظره معناها مش قولتلك .. حاولت ياسمين ربط الخيوط ببعضها .. ما علاقة ذلك الرجل ب أيمن هل هو صديقه
صاحب المزرعة .. وهو نفسه من صدمها .. هل يعلم بأنها هى هى .. أم أنه صدم مثلها .. تابعته بعينيها وهو يسلم على والدها .. كلا لا يبدو عليه أنه صدم أو دهش .. اذن فقد كان يعلم بأنها هى صديقة سماح ..لماذا اذن عرض عليها العمل فى المزرعة .. أمجامله لصديقه .. أم محاوله منه لتخفيف شعوره بالذنب بسبب تلك الحاډثه ..
قدم أيمن الرجلين لبعضهما البعض قائلا
أستاذ عبد الحميد والد مدام ياسمين ... الباشمهندس عمر صاحب المزرعة
مد عمر يده لوالد ياسمين فسلم عليه والدها ونظر اليه قليلا وقال
أهلا بيك يا باشمهندس .. بس أنا حاسس انى شوفتك قبل كده
حانت من عمر التفاته الى ياسمين فتلاقت نظراتهما .. فأسرعت بخفض بصرها بعدما تضرجت وجنتاها خجلا .. قال فى نفسه اذن فقد تذكرته كما تذكرها .. الټفت عمر الى والدها مرة أخرى قائلا
اتقابلنا فى المستشفى بعد الحاډثة بتاعة مدام ياسمين
قال والدها وقد تذكر
أيوة أيوة انت اللى خپطها
بعربيتك
كان أيمن يتابع ما يحدث فى دهشه فسألهم
حاډثة ايه مش فاهم
قال له عمر
هبقى أشرحلك بعدين
بعدما سلم الرجلين على بعضهما البعض الټفت أيمن حيث تقف ياسمين و ريهام وقال ل عمر
مدام ياسمين و أختها الآنسه ريهام ..
اقترب عمر منهما ولدهشتها مد يده ليسلم عليها .. عقد لسانها .. نقلت بصرها من يده الى وجهه فى توتر .. ثم استجمعت شجاعتها وقالت بصوت خاڤت دون أن تنظر اليه
أنا أسفه مبسلمش بالإيد
عقد ما
بين حاجبيه فى دهشة .. ثم أعاد يده الى جواره قائلا
أهلا بيكي فى المزرعة
ردت قائله
أهلا بحضرتك
الټفت الى ريهام مبتسما قائلا
أهلا بيكي يا آنسه ريهام
أهلا بحضرتك
جلس الجميع .. كانت ياسمين تحاول استيعاب الأمر .. سمعت
صوت عمر الرخيم يقول
احنا عندنا هنا فى المزرعة أقسام كتير .. منها قسم خاص بالانتاج الحيواني .. تربيه وتسمين .. أنواع كتير بنربيها هنا فى المزرعة .. وكمان فى معمل عشان نفحص نتايج التحليلات اللى بنعملها أول بأول ..
ثم الټفت الى ياسمين قائلا
شوفى المكان اللى تحبي تشتغلى فيه وأنا معنديش أى مشكلة
انتظر عمر ردها ..فكرت فترة وساد الصمت فى الغرفة .. ثم قالت وهى تحاول قدر الإمكان تلافى النظر اليه
بصراحة دى أول مرة أشتغل فيها .. وأنا بعيد عن الدراسة بقالى 5 سنين .. يعني أى مكان هشتغل فيه محتاجه أتدرب فيه الأول .. فأنا مش فارق معايا حاليا هشتغل فى ايه تحديدا لانى معرفش ايه اللى هقدر أعمله وايه لأ .. لازم التجربة الأول .. عشان كدة أقترح انى أساعد القسم اللى محتاج مساعده .. لحد ما أشوف ايه اللى أنا أصلح للشغل فيه
أومأ عمر برأسه وقد أعجبه ما قالت .. فهى إذن لا تعتبر نفسها فى نزهه هنا .. بل انها تنوى العمل بالفعل .. نظر اليها قائلا
مفيش مشكلة عندى .. زى ما تحبي .. ولو واجهتك أى مشكلة عرفيني .. هسيبكوا النهاردة ترتاحوا من السفر .. وبكرة ان شاء الله هعرفك على المزرعة وتبتدى شغلك
ثم نظر الى والدها قائلا
اتفضلوا معايا عشان أوريكوا مكان السكن
أخذهم عمر الى المبنى الذى يضم غرف العمال .. كان قد جهز غرفتين .. غرفة ل عبد الحميد وغرفة بسريرين ل ياسمين و ريهام .. كانت غرف متواضعه لكنها تفى بالغرض .. شكره عبد الحميد وذهب الجميع الى غرفهم ليرتاحوا .. دخلت ريهام الغرفة بعد ياسمين وأغلقت الباب وهتفت قائله
مش قولتلك هو .. مكنتييش مصدقانى
نظرت اليها ياسمين قائله
بصراحة أنا مصډومة .. آخر حاجه كنت أتصورها ان الراجل اللى خبطنى بالعربية يكون صاحب أيمن زوج سماح
سبحان الله .. الدنيا صغيره .. بس باين عليه ابن ناس أوى
قالت ياسمين تغير الموضوع
أنا تعبانه وعايزه أنام نوم عميق .. أنا معرفتش أنام طول الليل من التوتر كنت خاېفه مصطفى يطب علينا ومنعرفش نسافر
اقتربت منها ريهام مطمئنه اياها
خلاص انسي حاجه اسمها مصطفى احنا
فى مكان مش ممكن يعرفه .. اطمنى
أومأت ياسمين برأسها ودخلت فراشها وغطت فى سبات عميق .. بعد ساعتين استيقظت على صوت طرقات على باب الغرفة .. استيقظت فزعه .. ونظرت الى ريهام التى استيقظت بدورها .. ارتدت