الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مرام

انت في الصفحة 36 من 142 صفحات

موقع أيام نيوز

 

كان يقطع القلب مقدرتش ارفض طلبه وانت اكتر واحد عارف اني من يوم ما وعيت على الدنيا وقلبي متعلق بيه يوم ما يطلب ايدي عايزني ارفضه يا بابا نفسي قلبي يرتاح الله يخليك بلاش تحرمني من وجود جمال في حياتي

هتف والدها بسخرية وقال

هو مش بيحبك عايزك سد خانة بديل عايزا ينصف رجولته ميحسش بالنقص انتي حرة يا فتون دي حياتك يا بنتي بس خلي بالك على قلبك الۏجع الي في البعد ارحم بكتير من انه يوجعك وانتي قريبة منه

تركها والدها وانصرف بينما جلست الاخري تنحب حظها

بالشقة المقالبة لمنزلها اعدت كريمة الغداء وهي تنتظر ابنها الذي لم يخرج من غرفته حتى الان حتى عمله لم يذهب إليه ظنت انه تأخر بالامس لذلك لم تزعجه في الصباح

صباح الخير يا امي 

قالها جمال بعدما طبع على يدها و الاخري على رأسها

ابتسمت بحنان وقالت

يسعد صباحك يا ابني

ثم اكملت حديثها وقالت كل ده نوم يا جمال احنا بقينا العصر يا ابني

ابتلع غصة في حلقه بعدما جلس على مائدة الطعام فلم يذق طعم النوم لدقيقة واحدة 

و قال بنبرة طغي عليها الحزن 

معلش يا امي كنت مرهق شوية ومحتاج ارتاح

نظر إلى الطعام الذي امامه وهو شارد ويقلب بالملعقة بالطبق الذي امامه 

وسط انظار والدته التي شعرت بحزنه وتبدل ملامحه

مالك يا جمال في حاجة تعباك يا ابني!!! 

نظر إلى والدته طويلا ثم زفر بضيق وهتف قائلا

انا فسخت خطوبتي من سمر يا ام جمال

ثم تابع حديثه وهو ينظر إلى والدته وهي تستعيد ما سمعته واكمل 

قبل ما تقولي اي حاجه مش عايز اسمع كلمة في الموضوع ده واعملي حسابك احنا النهاردة هنروح نطلب ايد فتون بنت الحاج صالح

انهي ذالك الحديث ونهض من مجلسه متجه صوب غرفته 

بينما جلست والدته بذهول لا تعرف ماذا حدث كيف ومتي

انقضي الوقت سريعا وذهب كلا من جمال والدته إلى منزل صالح من أجل الخطبة 

رحب بهم صالح على عكس ما في داخله ولكن كل ما

يريده سعادة ابنته طال الحديث بينهم وتم الاتفاق على عقد القران والزفاف في خلال عشرين يوما 

جمال بنبرة هادئه 

ها يا حاج صالح ان شاءالله اخر الشهر كتب الكتاب

 

والفرح

نظر إلى ابنته ثم عاد ينظر إلى جمال وقال

الي تشوفه يا ابني معنديش مانع 

تنهد بثقل و هتف بصوت متحشرج 

يبقي

نقراء الفاتحة

طالح برضا وطيب خاطر 

على بركة الله

بدأت الايام تمر وحال سمر كما هي جليسة غرفتها

يلازمها البكاء والارهاق تبدلت ملامحها إلى الحزن

اصبحت الحياة كائن قتل بداخلها ذاك اليأس الذي تسلل بداخلها جعلها تختنق تبحث عن راحتها التي وجدتها اخيرا في كتاب الله وبدأت خلال هذه الايام التقرب إلى الله كلما ضاقت بها اتخذت الدعاء سبيلا تناجي الله قائلة يارب دروب خضراء يسقيها ودك وخطى مسددة بعونك وحياة هانئة يملؤها رضاك يالله ردني اليك ردا جميلا

بدأ الحزن يتلاشى من حياتها علمت بأن من كان مع الله لا يضل ابتعادها عنه كان سبب حزنها

تلك الايام التي مرت كان ينتظرها بالجامعة وامام منزلها ولكن دون جدوي لم تظهر بعد كاد يجن هاتفها مغلق ولا يعلم عنها شيء حتى مرام حالها اصبح لا يقل عن حاله شئ فقد اصبحت هي الاخري تأئهة تبحث عن ضالتها بسبب عنادها هي وعمار كل منهما ينتظر الاخر ان يعتذر 

الحلقة الثالثة والعشرين

بدأت رحلة جمال في تجهيز شقته فكانت لا تحتاج

سوي الفرش فقط وحاجة العروس التي اجتهدت فتون

في اكمال جهازها على اكمل وجه ولكن ما احزنها هو حال

جمال الذي تبدل 180 درجة خلال هذه الايام اصبح

قليل الحديث نادرا ما تراه حتى عمله اهمله بشكل كبير

شعرت بالاستياء كلما ظنت انها تسرعت في موافقتها

على هذا الارتباط

في منزل مرام اعدت الافطار لشقيقتها و غادرت المنزل

متجة صوب منزل عمها علها تعرف اخبار ابنة عمها

التي لا تجيب على هاتفها ولا تعرف عنها شيء

بعد اقل من ربع ساعه وصلت امام المنزل ثم بدأت في

قرع الجرس إلى أن سمعت صوت زوجة عمها من

الداخل

انزعجت سميرة من صوت الجرس فصاحت بصوتها

ايه يالي على الباب الدنيا طارت

ثم فتحت الباب على مسرعه فتجمدت ملامحها حين

رأت مرام امامها فقالت بصوت متحشرج

انتي ايه الي جابك هنا

توترت مرام وقالت

كنت جاية اشوف سمر بقالي كام يوم مش عارفه

اوصلها وكمان موبايلها مقفول

هتفت سميرة بعدم مبالاة

اهااا اصل الموبيل وقع منها اتكسر

حمحمت مرام بتوتر وقالت

طيب ممكن اشوفها

ڠضبت سميرة وتحدثت بكذب

لا مش هينفع

اصلها مش هنا سافرت المنيا عند واحدة

صاحبتها هتقعد يومين كده ولا حاجه

مرام بتركيز شديد

يومين ازي دي عندها امتحانات بعد كام يوم في ايه يا

طنط حضرتك مخبية عني حاجة

لم تتحمل سميرة اكثر فصاحت بها قائلة

وانتي مالك اصلا متدخليش في الي ملكيش فيه

واتفضلي منغير مطرود يالا مش ناقصه هي انا دماغي

وجعانى لوحدها

كادت مرام ان تتحدث ولكن لم تعطي لها فرصة

للحديث فقد اغلقت الباب في وجهها بقوة مما اثار

ڠضب مرام وقلقها على ابنة عمها عزمت امرها على

متابعة يومها كالمعتاد تذهب إلى الجامعة اولا ثم تنتقل

إلى الشركة التي لا تنكر انها اصبحت فرد منها تعامل

مديرها غاية الاحترام ولم يعلق على فعلة عمار معه

حتى انها ارادت الاعتذار ولكنه رفضه

تابع عمار عمله واصبح محبوب لدي الجميع وبالاخص

انه ذو خلق عالية في التعامل ولا ينكر ان الحاج عبد العزيز هو من اصحاب الفضل عليه فقد كان بجوره دائمآ

انقضت الايام الباقي وجاء يوم حنة جمال وفتون الذي

شهد احتفال ضخم في المنطقة الساكن بها حيث

الذبائح التي تم توزيعها على الفقراء واهل الحي

اصبحت المنطقة مبتهجة لعرس جمال فكان الجميع

على قدم وساق و كان جمال يرحب بضيوفه وهو يرتدي جلباب جعلته اكثر وسامة

اقترب منه احد الصبيان الصغار ومال على اذنه وقال 

الست والدتك بتقولك الوقت اتاخر ولازم تروح بيت العروسة علشان الناس هناك بيسالوا عليك

تنهد بثقل وقال

روح قولها خمس دقايق وهحصلها على هناك

في منزل العروس كانت الفتيات يترقصن على احدي الاغانى الشعبية الخاصة بالاعراس

بينما كانت العروس تبحث بعيناها عن شخص واحد تنتظره على احر من الجمر لم تخفض بصرها عن الباب إلا حين وجدته يدلف من باب 

مبروك يا فتون

توترت وجنتها وردت بخجل

الله يبارك فيك

مازال على حاله لا يتحدث معاها فقط ينظر إليها ولا يعيرها ادني اهتمام اصبح يعاملها بجفاء وكلما نظرت إليه يشيح بصره عنها كأنه لا يريدها على اي شيء يعاقبها هل اخطأت حين تجنبت المشاكل هل اخطأت في تنازلها عن حقها تري اي چريمة ارتكبت في حقه من اجل هذا الجفاء 

دقت الساعة الثانية عشر منتصف

الليل ها هي تنتظره يخرج من شقته إلى عمله الليلي لن تتركه حتى يتحدث معاها فأن كان لا يريدها فسوف تنهي هذه العلاقة وتريحه سمعت صوت باب شقته يغلق معلن خروجه فأسرعت هي الاخري وفتحت باب شقتها ونادت عليه بصوتها 

عمار ممكن دقيقة

التفتت لها پغضب وقال

_انتي ايه الي خرجك برة شقتك في الوقت ده

مرام بهدوء 

_لازم نتكلم شوية

عمار بحدة

_الكلام يتأجل للصبح متخرجيش بره الشقة تاني في وقت متأخر فاهمة

مرام بحزن وألم من نبرة حديثه 

هو انت مديني فرصة اتكلم معاك ده انا بقالي 20 يوم بحاول اكلمك وانت مبتردش عليا بتعاقبني على شئ عملته بحسن نية طيب ليه كل ده

عمار بهدوء مستفز 

_علشان انتي بنفسك قولتي انك حرة في حياتك علشان شفتي حبي ليكي غباء وهمجية مستنية مني ايه مثلا اضحك انتي ببساطة خرجتيني من حياتك كأني شخص غريب

مرام وقد اوشكت على البكاء 

_مكنش قصدي كنت خاېفه عليك مش هتحمل اكون سبب مشاكل جديدة ويوم خناقة معتز انا كنت مضايقة منك

عمار 

_ادخلي دلوقتى البيت وبكرا هعدي عليكي اخدك من الشغل ونتكلم 

مرام پغضب 

_لا هنتكلم دلوقتى مفيش بكرا لازم تضع حل وتسامحني فاهم او انك

عمار بتساؤل

او ايه كملي يا مرام سكتي ليه

مرام بشئ من التردد 

او انك عايز تنهي علاقتي بيك ولو متكلمناش دلوقتي هعتبر الي بنا انتهى يا عمار 

قولتي ايه عيدي تاني علشان مسمعتش كويس

دنا منها أكثر و قال پغضب 

مش هبعد ومش هسمحلك تبعدي لان ببساطة انتي ملكي انتي جزء مني مينفعش يبعد

متحوليش تبعدي علشان مش بمزاجك 

ترك البناية بأكملها وغادر إلى عمله وهو يحاول جاهدا ان يشغل تفكيره بعيدا عنها

بينما كان حال سمر استقر قليلا نعم لا تخرج من غرفتها ولكن وجدت راحتها في هذه العزلة ربم كلامن يحتاج إلى ان يواجه نفسه واخطائه بعيدا عن دوشه بعض الناس 

في الصباح انصرفت مرام إلى عملها وبدأت تتابعه بدون رغبه كأنها مجردة من روحها كان جالسه امام الحاسوب الشخصي شاردة به إلى ان استمعت صوت ربما تعرفه جيدا

_ممكن تقومي معايا

نظرت إلى صاحب الصوت بشئ من الصدمة وهي تغلق عيناها عدت مرات معتقدة انه خيال ولكن هو بالفعل هنا

اعاد جملته ثانيا وقال

ممكن تقومي معايا

مرام وهي مازالت على حالها

_اجي معاك فين هو انت هنا بجد

وضع يده بين خصلات شعره وهو يمررها به فهي ستضيع له وقته فلم يفكر كثيرا بل دنا منها وحملها بين يديه وسط ذهولها

التام وصړختها المتتالية وهي تضربه بصدره بكلتا يديها

عمار نزلني احنا رايحين فين يا عمار انت هتعمل فيا ايه نزلني ياغبي انا بكرهك نزلني

نظر إليها بحدة وڠضب

شكلك وحشك العقاپ بتاع امبارح

هنا احمرت وجنتها پغضب مكتوم وهي تضع يدها على فمها خوفا من ان يعيد فعلته مرة أخرى

خرج بها وسط نظرات الموظفين والامن الذي كاد أن يمنعه ولكن اشار إليهم معتز بعدما خرج على صوت صرخات مرام

تقدم من السيارة و وضعها بها بجوار كرسي السائق ثم استقل الاخر بدوره

وبعد نصف ساعة تقريبا ترجل من سيارته بهدوء واتجه صوب باب السيارة وقام بفتح الباب لها وهو ينظر إليها بحدة وقال 

اتفضلي انزلي

نظرت اليه بعدما اهتمام وقالت 

مش هنزل يا عمار هي بالعافية

تنهد بثقل ومد يدها واخرجها بالقوة وهو يقول 

_لم اكلمك تسمعى الكلام فاهمة 

اردت الاعتراض ولكن لم يتيح لها الفرصة جذبها خلفه وهو يتجه صوب احد المطاعم المطلة على النيل نظرت حولها بشرود تام و داخلها الف سؤال و سؤال لا تعرف لهم اجابة 

فاقت حينما ترك يدها ولم تعد تري امامها سوي الظلام في ارجاء المكان كانت تستمع إلى بعض الاصوات الخاڤتة وهي لا تستطيع أن تري احد من شدة الظلام

وعلى حين غفلة بدأت بقعة ضوء هادئه تنير المكان إلى أن توسطت تلك البقعة فوقها للحظة شعرت بالخۏف الرهبة و لكن كيف لها تخاف و ها هو يقف على المنصة و الضوء مسلط فوقه وهو يشير إليها يطمئن قلبها انه بجوارها 

الي ان خرج صوته وقال

_انا الليلة دي حابب اعرفكم على البنت الي واقفة هناك دي هي خطيبتي وحبيبتي وبنتي و صحابتي دي الي معاها لاقيت نفسي حسيت بالامان

 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 142 صفحات