الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 20 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


واعطتها لسائق سيارة الأجرة ثم نزلت وتوجهت الى الداخل والى قسم النساء والولادة بالتحديد فسألتها موظفة الأستقبال كيف استيع ان اساعدك يا انسه 
مريم اريد اجارء فحص لأتأكد أن كنت حاملا ام لا 
الموظفة حسنا إملأي هذه الإستمارة من فضلك وانتظري هنا قليلا ريث ما يتم استدعائك لأجراء الفحص 
مريم حسنا شكرا لك 

ثم جلست وبدأت تملأ الإستمارة وبعد ان انتهت من فعل ذلك اخذت تنتظر ان يستدعيها الطبيب من اجل اجراء فحص الحمل وما هي الا عشرين دقيقة قد مضت حتى استدعتها الممرضة وقالت تفضلي ان الطبيب في انتظارك 
مسحت دمعتها التي خانتها ونزلت بعد ان تذكرت تلك الليلة الموحشة بالنسبة لها وتقدمت من مكتب الطبيبة ثم قالت مرحبا ايتها الطبيبة 
فابتسمت الطبيبة الشقراء وقالت اهلا تفضلي بالجلوس رجاء 
مريم شكرا لك 
الطبيبة لقد اخبرتني الممرضة ان فتاة عربية جميلة قد اتت لكي تجري فحصا هنا ولكنها اخطأت عندما قالت عنك جميلة فأنت فائقة الجمال يا عزيزتي 
فابتسمت مريم بلطف وقالت اشكرك هذا من كرم اخلاقك 
الطبيبة اخبريني اذا هل انتي متزوجة
في تلك اللحظة شعرت مريم بغصة مريرة في قلبها وتمنت ان تقول لا ولا ولا ولكن كيف تقولها وهي الحقيقة المرة فأومأت برأسها دليلا على نعم دون ان تتفوه بأي حرف
اخر فهمهمت الطبيبة قائلة وهل اجريتي الفحص المنزلي
مريم لا لم افعل 
وبالفعل قامت الطبيبة بوصف الدواء لها واخبرتها بأنها يجب ان تأتي إلى المستشفى مرة اخرى لأجراء الفحوصات
اللازمة للإطمئنان عليها وعلى الجنين وبعد تلك الصاعقة التي تعرضت لها خرجت من المستشفى وكأنها زومبي خالي من الروح وهي تحمل بيدها كيس بلاستيكي يحتوي على علبة فيتامينات ولم تصدق انها حامل حقا ومن من من ادهم عزام السيوفي الذي سبب لها چرح كبير في المشاعر عندما عاملها بقسۏة شديدة
كما تعامل العاھړات 
لقد أصبحت ملكه بالفعل حتى ولو حزنها على مۏت أختها مرام التي تبخرت من الدنيا كنسمة الهواء النقية ولكن بغض النظر عن هذه الحزن الا انها شعرت ببعض السعادة خلال الفترة التي قضتها برفقة عائلة السيد عمر حيث انهم خففوا من وحشتها وحزنها العميق ولكن ها هي تعود لذلك الحزن المستبد الذي اقسم بأنه لن يفارقها ما دامت حية ترزق 
فلم تحتمل كبت مشاعرها اكثر من ذلك لذا اڼفجرت باكية في الشارع امام المارة الذين اخذوا يحدقون بها وعلامات الاستفهام تعلو وجوههم فمنهم من ظنها مچنونة ومنهم من شعر بالأسى عليها وخصوصا لأنها هوت جالسة على الرصيف وهي تبكي بمرارة وقهر شديد وبقيت تبكي وتبكي وتبكي حتى جفت الأنهار في حدقتيها العسليتين فمسحت اثار الفيضان الذي سال على وجنتيها وهي تشهق ثم نهضت وحملت كيس الدواء ووضعته في حقيبتها وبعدها قررت ان تعود إلى منزل السيد عمر لترتمي بين
ومن جهة اخرى 
جاء ذلك الشاب المفعم بالحيوية الذي كان يقود سيارته السوداء المكشوفة متجاهلا برودة الجو ليسمح للهواء النظيف ان يلامس بشرته الحليبية ويتغلقل داخل خصلات شعره الاسود الناعم وهو يتراقص بأصابع يديه على مقود السيارة مستمعا لتلك الموسيقى الكلاسيكية الهادئة فوقع نظره عليها وهي تحاول ايقاف سيارة أجرة ولا يعلم لما رفرف قلبه بعد ان رآها وما هق الا ثواني حتى انحرف بسيارته عن الطريق متجها نحوها ثم توقف بالقرب منها وضغط على البوق ليفزعها صوته فأنتفظت من مكانها والتفتت الية لتجده يبتسم لها وهو يضع نظارته الشمسية الداكنة التي زادته وسامة في تلك اللحظة لا تعلم لما شعرت بالأرتياح لمجرد ان رأته يبتسم نعم هي لم تقابله سوى مرة واحدة ولكنه استطاع بخفة دمه وشهامته ان يترك لديها شعورا عذبا فابتسمت وكأنها نسيت الحزن الذي كان يأكل قلبها منذ لحظات قليلة وقالت بصوتها العذب استاذ خالد 
فأتاها صوته الحنون يسألها ازيك يا مريم
أقتربت من السيارة قليلا ثم قالت الحمد لله وحضرتك
خالد كنت كويس بس دلوقتي بقيت زي الفل طبعا بعد ما قابلتك مرة تانيه 
مريم متشكره 
خالد شكلك محتاجة توصيلة وانا معنديش حاجة دلوقتي هقدر اوصلك 
فابتسمت وقالت ميرسي بس مش عايزة اتعبك معايا 
خالد ولا تعب ولا حاجة دا اقل واجب اعمله تجاه بنت بلدي 
فاتسعت ابتسمتها ثم فتحت باب السيارة وصعدت الى جانبه دون تردد ونظرت إليه مادة يدها لتصافحه قائلة انا مبسوطة اني شفتك مره تانيه 
فصافحها بدوره وقال متشكر ودلوقتي رايحه فين
مريم راجعة البيت 
خالد اوك 
قال ذلك ثم انطلق بالسيارة مجددا وهو ما يزال مبتسما فالټفت اليها وسألها ها عجبتك العيشة في نيويورك 
فنظرت اليه ثم ابتسمت ايضا وقالت ايوا مع اني لسه معرفش كل الاماكن فيها بس جميلة 
خالد انا قولتلك هفسحك لما نوصل بس مع الاسف ماتقابلناش مرة تانية وانتي ما اتصلتيش بيا علشان موضوع الشغل فقولت جايز تكون نسيتني 
فشعرت مريم بالحرج من نفسها لذا
تردفت بتوتر انا اسفه يا استاذ خالد بس مكنتش عايزة اتعبك معايا اكتر من كدا يعني 
فابتسم خالد وقال ما تخديش كلامي بجد انا بهزر معاكي وكمان انتي عندك حق يعني ما ينفعش وحدة بنت زيك تتصل براجل غريب عنها علشان يفسحها في بلد متعرفش فيها اي حاجة 
فأحنت مريم رأسها ولم تعلق لان كلامه كان صحيحا بالنسبة لها فهي وجدت انه من غير اللائق أن تتصل به لكي يتنزه معها ويعرفها على معالم نيويورك وهو غريب عنها قابلته لمرة واحدة اثناء رحلتها الجوية اما هو فقال لكي يكسر حاجز صمتها امل فين صاحبتيك التانية اسمها الهام برضو مش كدا 
رفعت مريم رأسها مجددا وقالت ايوا اسمها الهام هي في بيت عمها دلوقتي البيت اللي حضرتك وصلتنا عليه لما جينا هنا لاول مرة 
خالد اه فاكره كويس 
مريم هو انا عطلتك عن حاجة يا استاذ خالد
فابتسم خالد وقال لأ ابدا انا في إجازة النهارده وقلت اتفسح شوية بما ان الجو حلو وبعدها قابلتك 
ميرم بسم الله ما شاء الله عربيتك تحفة اوي باين عليها غالية مش كدا 
فضحك خالد وقال مش كتير عجبتك لو عجبتك اعتبريها هدية 
فضحكت مريم على سخافة الموقف وقالت لا مكنش القصد اساسا انا معرفش اسوق وما عنديش شهادة سواقه 
خالد خسارة كانت هتبقى اجمل لو سقتيها انتي 
فشعرت مريم بالخجل لانه تغزل بها بطريقة غير مباشرة لذا أحنت رأسها مجددا ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما نظرت إلى بطنها وعادت ملامح الحزن لتخيم على وجهها البريء وسرعان ما تجمعت الدموع في حدقتيها مجددا وما لبثت حتى تمردت عليها دمعتها السجينة ونزلت رغما عنها في تلك اللحظة انتبه عليها خالد وهي تحاول مسح دموعها بينما تنظر إلى الجهة الأخرى حتى لا يراها فغابت الابتسامة عن وجهه وحل محلها ملامح القلق فسألها بينما ينظر ثانية اليها وثانية الى الطريق امامه قائلا خير يا 
فشعر خالد بالذنب لذا
قال بسرعة انا اسف مكنش قصدي افكرك 
مريم ولا يهمك 
ثم دام الصمت قليلا ولكن ليس لأمد طويل حيث اراد الشاب ان يخرجها من حزنها لذا اردف بنبرة مرحة قوليلي يا مريم هو انتي وراكي حاجة النهاردة
فنظرت اليه وهزت رأسها بالنفي قائلة لأ مفيش حاجة معينة 
فابتسم وقال كويس يبقى انا هفسحك النهاردة زي ما وعدتك لما كنا في الطيارة قولتي ايه 
فنظرت مريم اليه مطولا ولا تعلم لما أومأت له بالموافقة هل لأنها لم تريد احراجه ام لأنها كانت فعلا تحتاج لهذه الفسحة لكي تمحي قسما من احزانها وترميها خلف ظهرها فابتسمت وقالت ماشي بس عندي شرط واحد 
خالد وايه هو 
مريم
عايزاك توديني عند تمثال الحرية اصلي ھموت وشوفه من قريب 
خالد بس كدا حاضر يا ست مريم اعتبري نفسك هناك 
وبالفعل اخذها خالد الى منطقة تمثال الحرية واستمتعت بمشاهدته من بعيد كما انه اخذها الى عدة مناطق جميلة في نيويورك وانتهى بهما المطاف واقفين على رمال شاطئ المحيط الأطلنطي فاخذت نسائم الهواء الباردة تلفح وجهها وهي تحدق بالأمواج المتضاربة وتبدو انها سرحت في خيالها وسافرت بأفكارها الى مكان اخر بعيد كل البعد عن نيويورك اما خالد فكان واقفا خلفها على بعد عدة خطوات واضعا يديه في جيب بنطاله ويراقبها بأهتمام كبير حيث انه لم يشاء ان يعكر عليها خلوتها مع نفسها فتركها تفكر بصمت وكأنه غير موجود اساسا 
وسرعان ما حسمت امرها والتفتت اليه قائلة لسه عايز مدققة حسابات في شركتك يا استاذ خالد 
فابتسم خالد شبح ابتسامة وقال تقدري تبتدي شغلك من دلوقتي لو تحبي وكمان مكانك في الشركة محفوظ انتي وصاحبتك 
تنهدت مريم بعمق وقالت يبقى احنا هنبتدي شغل من بكرا وبتمنى اننا نبقى عند حسن ظنك 
تسارع في الاحداث 
بعد تلك النزهة الغير متوقعة برفقة خالد اعادها الى منزل السيد عمر فاوقف السيارة ونظر اليها قائلا هقابلك بكرا الصبح في الشركة 
فابتسمت قائلة ان شاء الله و دلوقتي عن اذنك 
قالت ذلك ثم نزلت من السيارة ووقفت تراقبه وهو يهم بالمغادرة وبعدها دخلت إلى
فناء المنزل ثم فتحت الباب فوجدت سهيلة وكنتها جين جالستين في غرفة المعيشة برفقة الهام التي كانت قلقة للغاية فقالت انا رجعت يا جماعة 
نهضت الهام بسرعة وقالت معاتبة كنتي فين يا مريم انا اتصلت عليكي اكتر من عشرين مرة بس الموبايل بتاعك كان مقفول 
فابتسمت مريم ابتسامة حزينة اثارت القلق في قلب الهام وقالت زهقت من قعدة البيت وقلت اخرج شوية علشان اتمشى 
سهيلة طيب ليه قفلتي موبايلك قلقتينا عليكي يا بنتي 
مريم انا متقفلتوش بس شحنه خلص 
فقالت جين بلكنتها المكسرة حمد لله على سلامتك يا مريم متتخيليش الهام كانت خاېفة عليكي قد ايه 
مريم مفيش داعي للخوف يا لولو انا بس كنت عايزه اخرج من البيت شوية ودلوقتي هطلع علشان استريح عن اذنكوا 
قالت ذلك ثم صعدت إلى الغرفة فلحقت بها
الهام وعندما دخلت سألتها مالك يا مريم شكلك مش مطمني ابدا ايه اللي حصل 
في تلك اللحظة لم تمنع مريم نفسها عن البكاء فبكت وهي ترمي نفسها على صديقتها التي اصابها الذعر وقالت انتي بټعيطي ليه بټعيطي يا حبيبتي
فتحت الهام فمها پصدمة واتسعت عيناها قائلة بتقولي ايه حامل ! 
أومأت مريم برأسها دليلا على نعم واردفت انا روحت المستشفى وعملت تحليل واكتشفت اني حامل بقالي اربع اسابيع 
فتنهدت الهام بقوة واخذت تربت على ظهر صديقتها بلطف قائلة خلاص يا حبيبتي متزعليش نفسك ابدا بلعكس انتي لازم تبقي مبسوطة لأنك هتبقي ام بعد 8 شهور 
فابتعدت مريم عنها قليلا وقالت ازاي هقدر اربي ابني لوحدي يا الهام انا لو خلفت الواد دا أكيد هظلمه لانه مش هيعرف ابوه ابدا 
فأمسكت الهام بيدها واجلستها على السرير ثم قالت بنبرة صوت حنونة اوعي تفكري انك تجهضي يا مريم لأنك لو عملتي كدا هتندمي
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 39 صفحات