الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 30 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


مريم حاجبيها وكتفت ذراعيها ولم تعلق بينما تدخل خالد بقوله مش ملاحظ انك زودتها شوية يعني مفيش راجل محترم بيتكلم مع ست رقيقة بالطريقة دي 
فابتسم ادهم بثقة وقال عايز تعلمني ازاي بتكلم مع مراتي يا استاذ
خالد 
خالد مش عايز اعلمك اي حاجة بس يكون في علمك ان مريم تبقى اختي الصغيرة ومش هسمح لاي حد يدوس لها على طرف 

فابتسم كمال واخذ يراقب الوضع بصمت بينما كانت الهام تراقب نظرات خالد التي تحولت من نظرات هادئة الى نظرات جادة اما ادهم فرفع يده ببطء ولوى شاربيه ونظر إليه بصمت جعل مفاصله ترتعش من تلك النظرة ولكنه تمالك نفسه ولم يظهر ارتباكه بل قال الهام احنا لازم نمشي دلوقتي اظن ان مريم كويسه ومش محتجانا حاليا 
الهام تمام 
اما مريم فقالت معليش يا لولو هتعبك معايا بس تقدري تجهزيلي شوية هدوم ليا ولادهم الصغير لما ترجعي البيت 
فامسكت الهام بيدها واردفت ولا يهمك انا هبعتلك الشنطة وهتلاقي فيها كل حاجة وانتي ابقي طمنيني عنكوا 
أومأت مريم برأسها ثم نظرت إلى خالد وقالت خالد انا عايزه اكلمك لوحدنا 
فقال اوك 
ولكن ادهم قال اتكلموا هنا 
فنظر الجميع اليه اما مريم فتنهدت واردفت عايزه اكلموا عن الشغل 
ادهم كويس تقدروا تتلكموا هنا اظن ان مفيش حد غريب 
فتدخل كمال بقوله خلاص يا ادهم سيبهم يتكلموا لوحدهم 
ولكن ادهم قال بنبرة حادة انا قولت هنا غير كدا مفيش كلام 
فتنهد خالد قائلا خلاص يا مريم بما ان حضرته مش عايزك تكلميني لوحدنا يبقى قولي اللي عندك هنا 
نظرت مريم الى ادهم بانزعاج وقالت بتحدي وانا غيرت رأي وهبقى اتصلك وقولك اللي كنت عايزه اقوله في التليفون 
ادهم بقى كدا 
في تلك اللحظة تدخلت الهام وحاولت ان تلطف الجو فضحكت بسذاجة وقالت يا خبر انتوا نسيتوا ان ادهم الصغير نايم هنا يا جماعة ولا ايه يالا بينا يا خالد قبل ما نعلق في الزحمة ساعتها مش هنقدر نروح الشغل 
قالت ذلك ثم سحبت خالد من يده وخرجا من الغرفة فقال كمال وانا كمان همشي ومتقلقش يا ادهم انا هزبط كل حاجة ومحمود هيجيبلك شنطتك علشان تبقى هنا مع حبايب القلب 
فقال ادهم بصوت يملؤه الوقار كمال امشي قبل ما تعلق بالزحمة انت كمان 
فابتسم كمال وقال تمام عن اذنكوا 
قال ذلك ثم لحق بخالد والهام اما مريم فنظرت إلى ادهم بطرف عينها ولم تقل اي شيء بل اخذت تغطي ابنها جيدا بينما قال هو هروح اشتريلك حاجة علشان تفطري 
فقالت بدون ان تنظر اليه متشكره بس مش عايزه منك حاجة 
ادهم مش بمزاجك يا مريم وهتفطري يعني هتفطري 
قال ذلك وخرج من الغرفة اما هي فقالت بصوت عال حتى يسمعها هنشوف 
ثم ابتسمت تلقائيا وتنفست بعمق وكأنها كانت تستمتع بتحكم ادهم بها فقالت مخاطبة ابنها النائم شفت يا حبيبي بباك عامل سي السيد عليا ومش عايزني اقرب من اي راجل دا حتى مكنش عايزني اكلم خالك خالد لوحدنا !
وسرعان ما تغيرت ملامح وجهها وقالت بس يا ترى دي غيرة بجد ولا هو عايز يمتلكني زي ماكون حاجة من ممتلكاته فعلا وعايز يعدمني شخصيتي بسبب الجوازه دي 
تسارع في الاحداث 
مرت ثلاث ايام وخرج ادهم الصغير من المستشفى برفقة امه وابوه الذي لم يتركهما ولو للحظة واحدة فتوجهوا نحو ردهة المستشفى وكان ادهم يحمل ابنه بيد واحده وكان الطفل مستمتع كثيرا لان والده بدى له قويا كما لو انه احد الابطال الخارقين وخصوصا لانه كان يحمله هو والحقائب معا بينما كانت مريم تسير خلفه وقلبها يخفق بشدة خوفا من الاتي 
وعندما خرجوا من المستشفى قالت تمام
لحد كدا انا وادهم هنركب في تكسي ونرجع البيت وانت تقدر ترجع الفندق علشان تستريح 
فقال ادهم انا هقعد معاكوا 
فصړخت
مريم بدون وعي ايه تقعد معانا فين !
رفع ادهم حاجبه وقال في الشقة طبعا ولا انتي كنتي فاكرة اني هسيبك تقعدي انتي وابني في شقة الراجل اللي اسمه خالد نجم لوحدكوا لا يا ماما دا انتي هتبقي تحلمي لو افتكرتي كدا 
مريم وانت عرفت منين ان الشقة اللي قاعدين فيها تبقى لخالد 
ابتسم ادهم باستهزاء واردف عيب دا انا ادهم عزام السيوفي ومفيش حاجة تخفى عليا يعني مفيش تقعدي لوحدك في شقة الراجل دا 
فقالت مريم بس احنا مش لوحدنا والهام عايشه معانا في الشقة وبعدين احنا لسه ماتجوزناش يعني ازاي هتقعد مع اتنين ستات في شقة وحده بالساهل كدا ! 
ادهم متقلقيش انا حسبت حساب الموضوع دا 
فقطبت مريم حاجبيها
وسألته بقلق قصدك ايه
رد عليها يعني احنا هنروح السفارة المصرية دلوقتي وهنتجوز رسمي وبعدها هتبقى قعدتي معاكي في مكان واحد شرعية اما بالنسبة لألهام فانا سمعت ان بيت عمها عايشين هنا علشان كدا طلبت منها انها تبقى عندهم لغاية ما الاسبوع يخلص ونرجع مصر يعني مفيش اي مشكلة الا لو غيرتي رأيك ومش عايزه
تتجوزيني فانا مش هجبرك بس هاخد ابني وارجع مصر واسيبك تعيشي هنا براحتك خالص 
مريم الكلام دا على چثتي انتوا مش هتروحوا على اي مكان من غيري 
فنظر
ادهم اليها وقال ببروده الممېت يبقى قرري بسرعة لان الجو حر اوي النهاردة ومينفعش نفضل واقفين في الشارع كدا والا الشمس هتحرقنا 
قال ذلك واخذ يداعب ابنه وهو يبتسم بينما كان الطفل سعيدا للغاية اما هي فكادت ان تفقد وعيها بسبب بروده الذي كاد ان يشلها فتنهدت وقالت طيب خلاص احنا هنروح السفارة علشان نتجوز 
فابتسم ادهم بخبث وقال انا كنت متأكد انك هتقبلي علشان كدا جهزت كل حاجة والشهود كمان جاهزين وعماله يستنوا في السفارة 
فنظرت اليه وقالت بقى كدا انت كنت مخطط لكل حاجة وانا اخر من يعلم !
مريم طيب مين الشهود 
ادهم كمال ومحمود 
مريم مش على اساس انهم رجعوا مصر ! 
ادهم هما هيرجعوا
النهاردة بعد ما يشهدوا على الجواز 
فتنهدت مريم ثم اخذت ابنها من بين يديه وقالت طيب ايه رأيك اننا مانستعجلش كدا يعني خلينيا نستنى لما ننزل مصر وبعدها نكتب الكتاب 
ادهم لأ احنا هنتجوز النهاردة وبكدا مش هيبقى عندك اي عذر لما اقعد معاكي في الشقة لغاية ما الاسبوع يخلص 
قال ذلك ثم اوقف سيارة أجرة اما هي فقالت في نفسها وبعدين مع الورطة دي هو مستعجل على ايه 
فنظر اليها وسألها مش هتركبي 
فقالت بصراحة انا السفارة حيث كان كمال ومحمود ينتظرون بالفعل فنزل ادهم من سيارة الاجرة اولا ثم فتح الباب لتنزل مريم وابنها ايضا فنزلا وتوجها الى الداخل بينما قام محمود باخذ الحقائب من السيارة اما كمال فقال كل حاجة جاهزه يا ادهم 
ادهم كويس 
قال ذلك ثم نظر إلى مريم التي كانت تحمل ابنها وسألها جاهزه 
أومأت له برأسها وسألته بس هنخلي ادهم الصغير فين ! 
مريم ماشي 
ثم دخلوا جميعا الى القنصلية المصرية حيث سيتم الزواج وقبل ان يبدأوا امسكت مريم بذراع ادهم وقالت استنى 
فنظر اليها وسأل في ايه تاني 
فسحبته بعيدا وقالت بهمس هو احنا مش هنحتاج وثيقة الطلاق ولا ايه يعني لو كنا عايزين نتجوز مرة تانية فاكيد هما هيحتاجوا وثيقة تثبت اننا مطلقين واحنا اساسا مسجلناش جوازنا في المحكمة بس كتبنا الكتاب عند المأذون وبعدها انت رميت عليا يمين الطلاق من غير وثيقة 
فاثار ذلك الموضع فضول ادهم فقال استني خلينا نسأل 
وبالفعل قام بالسؤال عن امر وثيقة الطلاق وهل يصح زواجهما بدونها فابتسم الموظف الذي سأله وقال في الحالة دي انتوا مش مطلقين اساسا 
فنظر كل من ادهم ومريم الى بعضهما لمدة خمس ثواني وبعدها قال ادهم بفضول ازاي مش مطلقين انا رميت عليها اليمين قبل اربع سنين وخمس شهور يعني طلقتها 
فابتسم الموظف وقال انتوا اطلقتوا شرعا وانما قانونا لأ يعني لازم توثقوا الزواج في وزارة الداخلية الاول وبعدها تتطلقوا في المحكمة وهي تديكوا وثيقة الطلاق وبما انكوا اتجوزتوا عند مأذون وطلقتها قبل ما توثقوا الزواج في وزارة الداخلية فانتوا مش محتاجين وثيقة طلاق ابدا يعني مفيش مشكلة وهتقدروا تتجوزوا مرة تانية بشكل قانوني طبعا لو العروسة موافقة 
فالټفت ادهم الى مريم وقال
طبعا موافقة مش كدا
فقالت بتلعثم ا ايوا 
الموظف يبقى على بركة الله 
فابتسم
ادهم بأشراقة لان الأمور سارت على نحو جيد وخصوصا لان موضوع وثيقة الطلاق لم يشكل عائقا امام زواجه من حبيبة قلبه وام ابنه مريم فتم الزواج بشكل قانوني وعلى اكمل وجه بتوفير الامكانيات اللازمة لإتمام الزواج بالقنصلية وبعد ان تزوج ادهم مجددا من المرأة التي يعشقها حد الجنون والتي تكون
ام طفله شعر وكأنه امتلك العالم بأسره من شدة الفرحة والسعادة بينما كانت هي على عكسه 
نعم كانت سعيدة للغاية في داخلها لانها عادت له مجددا ولكنها كانت خائڤة من فكرة الزواج بهذا الرجل الذي تعتبره غامضا جدا وخصوصا بعد كل ما حدث بينهما في ما مضى كما ان فكرة غبية قد راودتها وجعلتها تخاف من الدخول الى عالمه الخاص بصفتها زوجته حيث انه يعتبر شخصية مهمة للغاية في موطنهم وانها هي الفتاة البسيطة قد اصبحت زوجته الشرعية واكثر ما اخافها هو ادراكها بأنه اصبح حلالها ويحق له ان يملي عليها كل ما يرغب وانه اصبح المسؤول الأول عنها وعن ابنها ولا يجب ان تفعل شيئا دون الرجوع إليه اولا 
فكانت تسير بجانبه وهي تحمل ابنها بينما كانت مخطۏفة اللون بسبب الافكار السلبية التي تسللت إلى رأسها واخذت تعث السم في عقلها وتبث الړعب في قلبها خصوصا عندما تذكرت الليلة المرعبة التي قضتها معه في السابق فانتبه عليها عندما خرجا من السفارة لذا طرقع لها باصابعه مما جعلها تستيقظ من شرودها ونظرت اليه دون أن تقل اي شيء اما هو فحمل ابنه بالنيابة عنها لكي يجعلها تستريح وقال انتي رحتي فين شكلك تعبانه مش كدا 
فنظرت مريم الى الساعة في يدها وكانت قد تجاوزت الرابعة عصرا فقالت خلينا نرجع البيت 
ثم اخذت ابنها النائم من والده مجددا وتوجهت نحو السيارة التي استأجرها كمال لهم قبل ان يتوجه إلى المطار برفقة محمود من اجل العودة إلى مصر فصعدت في المقعد الخلفي دون ان تنبس ببنت شفة اما هو فأبتسم وقال ومالو نرجع البيت 
قال ذلك ثم صعد امام المقود وقبل ان يشغل محرك السيارة عدل المرآة فنظر إلى مريم التي كانت جالسة خلفه 
فتنهدت ثم فتحت صندوق السيارة واخذت الحقائب وقالت دون ان تنظر اليه الشقة في الدور الخامس 
قالت ذلك ثم سارت امامه فلحق بها وعندما وصلا إلى الطابق الخامس ابتسم ادهم بسخرية وقال الظاهر ان اخوكي المحترم غني حبيتين ولا انا غلطان البناية دي بتاعته مش كدا 
فنظرت اليه وهي تفتح باب الشقة وقالت اطمن مش اغنى منك 
هز
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 39 صفحات