روايه بقلم نونا المصري
ذهبت الى الغرفة والبسته ملابس النوم النظيفة ثم وضعته في السرير فقال انا عايز بابا ينام جنبي يا ماما
فتنهدت مريم وقالت نام يا حبيبي بابا عنده شغل دلوقتي ومش هينفع ينام جنبك
في تلك اللحظة سمعت صوت ادهم يقول الشغل يقدر يستنى لان ابني اهم من كل حاجة
فالتفتت اليه ورأته يتقدم نحو السرير بخطوت رزينة بينما ابتسم الصغير وهتف بمرح وسرعان ما جلس ادهم بجانبه على السرير من الجهة الأخرى وامام
أومأ الطفل برأسه وامسك يد ابيه قائلا عايز حدوتة سوبر مان يا بابا
في تلك اللحظة صدرت ضحكة صغيرة عن مريم التي تخيلت منظر ادهم عزام السيوفي وهو يقرأ قصص الاطفال فنظر هو اليها وعرف انها ضحكت عليه ولكنه لم يبالي بل نظر إلى ابنه وابتسم قائلا لا ياحبيبي انا عايز اقرالك حدوتة الجميلة والۏحش لاني معرفش الحدوته التانية
تسارع في الاحداث
انطوى الليل بعتمة ظلامه منسدلا خلف أستار الكون الفسيح ودبت الأرض ضياء حين أرسلت الشمس شعاعها الذهبي بعد أن غاصت في أغوار المحيط معلنة عن صباح يوم جديد فتسللت خيوطها الذهبية من نافذة غرفتة مريم وانعكست على وجهها واعطته لونا ذهبيا زادها جمالا شعرت بدفء لطيف يغزو بشرتها الصافية وجعلها تفحت عيونها ببطء ولكن سرعان ما اغمضتهما ورفعت يدها لتحجب ذلك الوهج الذهبي عن عيناها ثم التفتت الى جانبها ووجدت ابنها مايزال نائما بجانبها وهو كالحمل الوديع ابتسمت باشراقة وقبلت وجنته بكل حنان ولكن سرعان ما ادركت انها في غرفتها فهبت جالسة على السرير وقالت انا جيت هنا ازاي
قالت ذلك وسمحت ليدها اليمنى ان تتسلل الى شعره الاسود ونزلت بها الى حاجبيه فابتسمت عندما عقدهما تعبيرا عن انزعاجه من يدها التي عكرت صفو نومه فسحبتها بسرعة وهبت واقفة ثم استدارت وحاولت الابتعاد عنه وهي تتسلل على رؤوس اصابع قدميها حتى لا يستيقظ ولكنها تجمدت في مكانها عندما سمعت صوت رجولي
مش همنعك
شاي بسبب ذلك الصوت الرجولي الذي اخترق مسامعها وتسللت كلماته لتصيب قلبها الذي كان ينبض بسرعة كما لو كان طبل واحدهم يقرعه بقوة فقالت بصوت يكاد يختفي وبدون ان تتحرك شبرا واحدا ص صباح النور
فاتسعت ابتسامة ادهم وسمح ليده التي كانت تمسك بذراعها ان تصعد إلى كتفها فادارها ليصبح وجهها مقابلا لوجهه ولكنها احنت رأسها ولم تنظر إليه فلم يشاء ان يخجلها اكثر لذا ابتعد خطوتين للوراء وقال اكيد اتفجأتي لاني نمت هنا مش كدا يعني احنا قررنا اني هنام جنب ادهم بس شفتك نايمة على الكنبة فقلت مينفعش اسيبك تنامي هنا وانا انام على السرير علشان كدا شلتك وسبتك تنامي جنب ابننا
فابتسم بخبث وقال ماتخفيش مكنتيش تقيله بصراحه استغربت اوي لما شلتك لاني كنت فاكر ان وزنك اتقل من كدا
فاشاحت بنظرها عنه بتصرفاته التي لم
وبعد مدة زمنية محددة
انتهت من الاستحمام
حد يطمن عليا
ادهم طيب مادام انتي كويس يبقى اطلعي علشان انا
كمان عايز اعمل
فعقد ادهم حاجبيه وقال من خلف الباب بس ايه
فاغمضت مريم عيناها بشده وقالت بأندفاع انا نسيت هدومي
فتنهد ادهم وقال طيب تحبي اجيبلك الهدوم
فصړخت به من خلف الباب لاء اوعى تعمل كدا
ادهم امال عايزه تفضلي جوا يعني
فابتلعت مريم ريقها وقالت بتلعثم انا انا
فتنهد ادهم قائلا خلاص انا هروح اقف في البلكونة لغاية ما تطلعي
قال ذلك ثم توجه نحو الشرفة بالفعل اما هي فلم تخرج فورا بل انتظرت قليلا حتى سمعت خطواته تبتعد ومن ثم فتحت باب الحمام قليلا فلم تجده فتنهدت وخرجت بسرعة متوجها إلى غرفتها وعندما دخلت اغلقت الباب خلفها وتنفست الصعداء قائله الله ېخرب بيتك يا مريم في حد عاقل يخش يستحمى من غير ما ياخد هدومه معاه لأ والألعن انك مش لوحدك في البيت !
قالت ذلك ثم فتحت خزانتها واخرجت ملابسها اما ادهم فكان واقفا في الشرفة واضعا يديه في جيوب بنطاله وارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة عندما تذكر ذلك الموقف المحرج بالنسبة لكليهما فقال مچنونة قلقانه على ايه يعني ما انا شفت كل حاجة قبل كدا
صرح بذلك بينه وبين نفسه وبعدها عاد إلى الداخل فتوجه نحو حقيبته التي كانت في غرفة المعيشة ومن ثم فتحها واخرج منها منشفة وبعض الملابس و الشامبو الخاص به ثم توجه نحو الحمام اما هي فانتهت من تسريح شعرها ونظرت الى ابنها النائم فتوجهت نحوه قبلت جبينه وذهبت الى المطبخ لتعد الفطور
اما في مكان اخر من نيويورك
فكان خالد يعد الفطور من اجل عمته سحر كالعادة فنزلت هي وتوجهت نحو المطبخ ثم ابتسمت قائلة صباح الخير يا حبيبي
فالټفت خالد اليها وابتسم بدفء قائلا صباح الفل ثواني والفطار هيجهز
جلست سحر وقالت اخبار مريم وابنها ايه انا سمعت ان الواد
اټعور
فتغيرت ملامح وجه خالد وقال وهو يتابع تحضير الفطور مريم اتجوزت امبارح
في تلك اللحظة دهشت سحر للغاية وسألت بتعجب اتجوزت اتجوزت مين وازاي !
الټفت خالد اليها واجاب رجعت لجوزها قصدي الراجل اللي خلفت منه ابنها
سحر هو هنا طب يطلع مين دا
ابتسم بسخرية واردف لو قلتلك مش هتصدقي
سحر قلقتني يا خالد مين الراجل دا
خالد ادهم عزام السيوفي
اتسعت عينا سحر وسألته بدهشة قصدك امبراطور التجارة الإلكترونية !
فتنهد خالد قائلا ايوا هو
سحر معقول ادهم عزام السيوفي يبقى جوز مريم اللي منعرفش عنه حاجة !
جلس خالد وقال ايوا هو وباين عليه راجل خطېر اوي ومش سهل ابدا
سحر والله دي مفاجأة كبيرة يعني هي كانت متجوزه مليونير مشهور جدا في مصر وثروته متتقدرش ابدا بس سابت كل حاجة وجت تعيش هنا !
خالد اهو دا اللي حصل بقى
فنظرت سحر بشك اليه وسألته لسه بتحبها يا خالد
اجابها بصدق الموضوع دا اتقفل من زمان اوي يا عمتي يعني انا بقيت اعتبرها اختي الصغيرة وبس وكمان انا بحب وحده تانية
فابتسمت سحر وقالت الهام مش كدا
ارتبك خالد وسألها وانتي عرفتي ازاي انها هي
امسكت سحر بيده وقالت عيب يلاه انا سوسو اللي تعرفك اكتر ما انت تعرف نفسك
فابتسم خالد وقال ايوا انا بحبها هي بصراحة انا بحبها من زمان يعني بعد ما قررت اني ابقى اخ مريم حسيت ان الهام هي البنت المناسبة ليا واللي حببني فيها اكتر تضحيتها يعني هي سابت اهلها وكل حاجة علشان مريم ودي تعتبر صاحبه مخلصة وانا بحب الناس المخلصين
سحر طيب ومستني ايه ليه ما تتقدم لها
فتنهد خالد وقال بصراحة مش عارف يعني انا حاسس انها كمان بتحبني بس خاېف يبقى احساسي غلط وكمان مش عايز افرض نفسي عليها لانها بتعتبرني زي اخوها
سحر لا يا حبيبي انا متأكدة انها بتحبك انا شفت دا في عينيها
خالد قصدك ايه
سحر انا ست كمان واقدر افرق بين نظرة الحب عند الستتات من النظرة العادية والهام بتبصلك بنظرة حب يابني ومش من دلوقتي وانما من زمان اوي
شرد خالد بتفكيره واخذ يتذكر المواقف التي جمعته مع الهام خلال السنوات التي عرفها بها وكيف كانت تنزعج كلما رأته يقترب من فتاة اخرى في الشركة وكيف كانت تقلق عليه عندما يمرض
و تشعر بالخجل كلما اثنى على جمالها او عندما كانت تصطدم به عن غير قصد فابتسم وقال عندك حق يا سوسو انا دلوقتي اكتشفت انها بتحبني كمان
فابتسمت سحر وقالت يبقى اسمع كلامي يا خلوده وروح اتقدم لها قبل ما اهلها يجوزوها لواحد تاني
خالد خلاص انا هعمل
كدا في اقرب فرصة
تسارع في الاحداث
مر نصف النهار وكانت مريم برفقة ابنها في الشقة بينما عادت الهام ايضا لتطمئن عليهما اما ادهم فخرج منذ الصباح ولم يعد بعد ذلك مما جعل زوجته تتساءل عن سبب تأخره بالعودة فكانت جالسة هي وصديقتها في الشرفة بينما كان الصغير يحظى بقيلوله صغيرة في الغرفة وقالت الهام قوليلي بقى يا ميمي ايه اللي حصل
فنظرت مريم اليها
وقالت وهيحصل ايه يعني محصلش حاجة
الهام انتي فاهمة قصدي كويس يبقى متعمليش نفسك عبيطه
فتنهدت مريم وقالت اطمني ملمسنيش اساسا هو نام على الكنبة وانا وابني في الاوضه
رفعت الهام حاجبها وقالت بدهشة معقول ادهم عزام السيوفي ينام على الكنبة !
مريم وفيها ايه يعني مهو انسان زينا زيه ومش هينقص حته لو نام على الكنبة وبعدين متفكريش في حاجات مش هتحصل ابدا لان الراجل دا اتجوزني علشان ابنه وبس
الهام بس انتي بتحبيه يا مريم
فقالت مريم بنبرة حزينة بحبه اه بس مقدرش اسامحه على اللي عمله فيا هو جرحني اوي يا الهام
الهام متزعليش مني يا مريم بس الحق عليكي انتي يعني لو كنتي قولتي للراجل انك عايزه الفلوس علشان اختك الله يرحمها تعمل العملية جايز محصلش كل دا وكان من الممكن ان نظرته ليكي تبقى مختلفه بس انتي اللي اخترتي مصيرك بنفسك
فنزلت دمعة مريم وقالت انا عارفه اني غلطت لما رخصت نفسي قدامه بس والله العظيم انا كنت عايزه اقوله قبل ما بس هو ضړبني ألم ومسمعش انا كنت عايزه اقول ايه
قالت ذلك وتذكرت كيف صفعها ادهم في قبل سنوات عندما تزوجته اول مرة اي عندما كانوا في الفيلا الخاصة به وقتها كانت تريد ان تخبره انها تريد النقود لأجل انقاذ اختها ولكنه صفعها في غرفة النوم قبل ان تتمكن من اكمال جملتها وذلك ما جرحها كثيرا
انتشلتها الهام من افكارها حين قالت بس دلوقتي الوضع اتغير يا مريم يعني انتي تقدري تقوليله انك عملتي كل حاجة علشان اختك مش علشان الفلوس وانا متأكدة انو هيصدقك لانك رجعتي الفلوس قبل ما نسافر
هزت مريم رأسها نفيا ومسحت دموعها ثم قالت لأ خلاص مابقتش فارقة معايا لو كان فاكر اني بعت نفسي علشان الفلوس او علشان حاجة تانية اساسا هو مش بيحبني وانما كان عايز يمتلكني وبس
الهام ايه اللي بتقوليه دا !
مريم متستغربيش لان هو اللي قال الكلام دا
فتنهدت الهام وقالت انتي غلطانه يا مريم يعني لو تفكري شوية تعرفي ان ادهم