الفصل الأول من حلم
تكرهه اكثر من المۏت
ولو يوم إللي حسدوني يعيشوا مكاني
لو ثانية
ولو شافوا إللي أنا شوفته هيتمنوا حياة تانية
ولو أحكي عن إللي أنا فيه هتفرق أيه أيه الفايدة!
جلست أرضا تبكى بدون صوت رغم رغبتها القوية فى الصړاخ بصوت عالى أبى قتل أمى و قتل أحلامى شوه روحى و
مزق قلبى وضعنى فى حفرة كبيرة من الألم و أغلقها على دون رحمه
أنا حامل يا يوسف حامل أنت مصدق
جلس أمامها و مد يده يضعها فوق يديها الموضوعة فوق معدتها و قال
رفعت عيونها إليه و قالت بإبتسامة واسعة
عايز ولد و لا بنت
نظر إليها بحب كبير و عشق يزداد و قال
كل إللى ربنا يجيبه خير و يا سلام لو بنت حلوة كده زى أمها يبقى ربنا بيحبنى أوى
وضعت يدها الأخرى فوق يديه و بداخل عيونها حب كبير رغم ذلك الخۏف الساكن بهم و رغم تلك السعادة التى يعيشا فيها إلا أنه دائمايقلق من ذلك الخۏف و يحاول يطمئنه لكنه يشعر من داخله أن هذا الخۏف كقنبلة موقوتة يمكن أن ټنفجر فى أى وقت
ظل صامت يتابع إنحدار تلك الدمعات الذى يعلم جيدا ماذا سيحدث بعد عدة ثواني سوف ترفع يديها تمسحها بقوة و كأنها لم تغادر عينيها تنظر إليه و تبتسم بقوة رغم أنه يعلم جيدا أن قلبها يتألم بصمت و لذلك ېموت خوفا عليها
ظل واقف فى مكانه لعدة دقائق دقائق كثيرة لم يحسبها و لم يشعر بها و كل ذلك بسبب تلك الڼار التى أشعلتها حلم بكلماتها ڼار لاتنطفئ أو تهدء و قوية فى الذهاب إلى عمه و هزه بقوة و الصړاخ فى وجهه بأعلى صوت لماذا تفعل كل هذا لماذا قټلت بناتك وحطمت قلوبهن و أحلامهن لم يعد يحتمل و غضبه يتصاعد
تحرك سريعا متوجها إلى غرفة جده عليه أن يتحدث معه عله يجد لديه إجابة تريح قلبه و روحه المعذبة و تساعد أيضا روحها التى تتألم رغم أنه يحمله بعض من الذنب و لا يبرئ زمته أبدا من كل ما حدث
وقف أمام باب غرفة جده ينظر إليه و هو ينهى صلاته و لكنه شعر بالصدمة حين سمع جده يدعوا الله قائلا
أقترب راغب و جلس أمامه ينظر إليه ليخفض بركات عينيه أرضا خاصة مع ذلك السؤال الواضح داخل عيون حفيده
ظل الصمت ثالثهما لعدة دقائق حتى قال راغب
هو أنت ليه مش بتتصرف ليه مش بتلاقى حل لكل إللى أحنا فيه ده أنت الكبير و بايدك تحل كل حاجة
لم يجبه بركات بشئ و ظل كما هو ينظر أرضا ليكمل راغب من جديد و الڠضب يتملك منه و جعل صوته يرتع قليلا
لأمتى هتفضل البنات تدفع تمن إللى عمى أحمد بيعملوا لأمتى هتفضل حلم تتعذب و أنا بټعذب و كلنا بندفع الثمن
رفع بركات عينيه ينظر إلى حفيده ذلك الشاب الذى يفتخر به الجميع و يتمنى الجميع أن يكون لهم ولد مثله لكنه أيضا عاطفى أكثر مناللازم الجميع يعلم بحبه لحلم و الجميع أيضا يعلمون جيدا ما يقوم به بالخفاء من أجلها و الوحيدة التى لا تعلم هى حلم نفسها وهو راضي بكل هذا يكفى أن يراها بخير و فقط أخذ بركات نفس عميق و قال بهدوء رغم ما يعتليه من إحساس بالذنب
رغم الۏجع إللى الكل حاسس بيه لكن يا أبنى أسم العيله أهم أسم العيله هو إللى خلى أخوك يوسف أشهر دكتور قلب فى البلد ومراته أشهر دكتورة نسا و كل الناس بتثق فيها و بتجيلها من كل مكان هو إللى خلى المزرعة بتاعتنا من أكبر المزارع إللى الناس عايزةتتعامل معاها و الكل بيحلف بأنتاجها و إدارتك ليها أسم العيله هو إللى فاتح شركة الأستيراد و التصدير و هو إللى مخلى للفواكه والخضار بتاعتنا أسم و مركز كبير فى السوق و أبوك قادر يصدرها لكل الدنيا و غسان أخوك كل الدنيا بتيجى لحد عنده علشان تاخد منها لخبرة و بتجرى وراه علشان تحجز المحصول
كان يستمع لكلمات جده و بداخله إحساس غريب يتفهم منطق جده و يستطيع أستيعابه لكنه يرفضه و بشده كيف من أجل المالي تقبل خسارة حلم حرك رأسه يمينا و يسارا و قال برفض
أنت غلطان يا جدى أنت بتفكر فى أسم العيله و عمى أحمد مش بيفكر غير فى نفسه و إللى بيدفع التمن حلم و مش حلم لوحدها لوحضرتك شايف أن عائشة و نوار سعدا و كويسين تبقى غلطان شوف كل واحده فيهم لما بتيجى سيرة عمى أيه إللى بيحصلهم و الڼار إللىتحرق قلوبهم و تبقى باينه للأعمى فى عنيهم
ثم وقف على قدميه و أشار لجده و أكمل
ذنب مۏت طنط دلال و ذنب كسرة البنات و ذنب حلم و ذنبي فى رقبتك يا جدى
وغادر الغرفة سريعا تتابعه عيون جده التى أمتلئت بالدموع فكلمات راغب أصابت الجزء المټألم و الذى لا يتوقف أبدا عن لومه و عتابه فتحت ذلك الباب الذى كان دائما يغلقه بقوة حتى يظل متمسك بما أخذه من قرار و أن يظل أسم عائلة بركات دون شائبه متغافلا عن كلما يسوء الأسم بسبب تصرفات أحمد التى يعلمها الجميع و البعيد قبل القريب
عاد يوسف و عائشة إلى البيت يمسك بيدها و هى تحاوط معدتها بيديها شعرت رقيه بالأندهاش خاصة أنه لم يمر وقت طويل على مكالمة يوسف الذى أخبرها فيها أنهم لن يعودا باكرا وقفت و أقتربت منهم و هى تقول ببعض القلق
أنتوا كويسين يا ولاد
لينتبه الجميع إلى سؤالها بين أندهاش و عدم فهم ليبتسم يوسف و هو يقول بفخر ذكوري
عائش حامل ولى العهد و الحفيد الأول لعيلة بركات فى الطريق
أبتسمت نوار بسعادة كبيرة رغم تلك الدموع التى تجمعت فى عيونها إلا أنها أقتربت من أختها تضمها بقوة و حب و حنان و هى تقول بصدق
اللهم بارك اللهم بارك مبارك يا عائشة مبارك يا حبيبتى ربنا يكمل حملك على خير هتبقى أحلى ماما فى الدنيا
أقتربت أيضا حلم بسعادة كبيرة و هى تقول بمرح
و أخيرا هبقى خالتو مبروك يا عائشة ألف
مبروك يا قلبى
ثم نظرت إلى يوسف و قالت
مبروك يا
دكتور
الله يبارك فيكى يا حلم عقبال ما نفرح بيكى
قال كلماته الأخيرة و هو ينظر إلى راغب الذى كانت عينيه ثابته على حلم رغم حديثه مع عائشة بسعادة خاصة و هو يقول بمرح
و أخيرا هبقى عمو و أصيع أنا و أبن أخويا الصياعه إللى مصعتهاش طول حياتى
لتضحك عائشة بصوت عالى و قالت بمرح
لو هيصيع معاك أنت يا راغب أنا كده مطمنه عليه جدا
ليضحك الجميع و أكمل الجميع مباركات لها و ليوسف إلا غسان الذى ظل صامت عيونه ثابته على نوار التى تحاول إخفاء دموعها بابتسامة سعادة كبيرة وقلبه يؤلمه من أجلها و ضميره يعذبه مما فعل ولا يجد حل الأن ليصلح ما أفسده و لا يوجد فرصة أمامه أنهالأن خاسر بكل ما للكلمه من معنى
أجتمعوا جميعا على طاولة الطعام و السعادة تملئ وجه مصطفى الذى قال بسعادة طفل صغير
و أخيرا هبقى بابا جدو
ثم نظر إلى والده و أكمل قائلا بنفس السعادة
بعد إذنك يا حج أنا هدبح عجل لله
أومئ بركات بنعم و قال بأبتسامة وقوره
أكيد طبعا يا أبنى ده أول حفيد للعيلة
كانت نوار صامته تماما تتلاعب بطعامها لا يشعر بها أحد غير ذلك المذنب فى حقها نظر إلى الأمام و هو يتذكر ذلك اليوم بعد ذهابهمإ لى الطبيب و قيامهم بجميع التحاليل أدعى أنه لديه عمل كثير و لن يستطيعوا الذهاب إلى الطبيب و لكنه عاد متأخرا و بين يديه التحاليل و بابتسامة واسعة وقف أمامها و قال
متقلقيش يا ستى أحنا الأتنين سلام و زى الفل و تأخير الخلفه ده مسألة وقت مش أكثر
أقتربت منه تمسك يديه بتوسل و عيونها تبتسم بسعادة و قالت بعدم تصديق
بجد يا غسان بجد
اه يا قلب غسان بجد
أجابها كاذبا و قد سار فى طريق لا رجوع فيه أوله و أوسطه و آخره خسارة
عاد من أفكاره على صوت ضحكات عائلته ليعود بنظره لها و من جديد صامته عيونها حزينة رغم تلك الإبتسامة التى ترتسم على ثغرها دونأن تصل إلى عينيها
و حين رفعت عيونها إليه أخفض هو عينيه يكفى ضميره يعذبه فهو لا يستطيع النظر إلى عينيها يكفى عڈابه لنفسه و كل يوم الخۏف داخلقلبه يزداد
بعد الغداء توجهت حلم إلى الحديقة الخلفية و توجه راغب إلى غرفته ومباشرة إلى النافذة ليجدها تجلس هناك على الأريكة الخشبية الكبيرةممدده القدمين و بين يديها ذلك الكتاب التى لا تمل و لا تتوقف عن قرائته
أبتسم إبتسامة مشاغبة اليوم ليظهر بعض من مشاعره علها تفهم و تشعر به علها تجد فيه ما تبحث عنه عل قلبها يميل
توجه إلى مشغل الموسيقى و أوصله بالسماعات لتصدح تلك الكلمات الرقيقة و هو يقف أمام النافذة فى مرمى بصرها مباشرة ينظر إليها بتحدى و ثقه و حب و يردد الكلمات بصوت عالى رغم إرتفاع صوت الأغنية الأصلية إلا أن صوته يصل إلى أذنها و يالا العجب
حلوة وبتحلي أى مكان وتنوره
والله ما تلاقوا زيها لفوا الدنيا ودوروا
غمز لها بمشاغبة و يديه تصف كلمات الأغنية بحب و صدق كانت تنظر إليه بأندهاش و عدم تصديق ثم تلتفت حولها لترى أن كان هناكأحد يشاهد ما يقوم به ذلك المچنون
دى جمالها معدى وإللى يشوفه بيقدره
والله ما تلاقوا زيها
زيها مين بتهزروا
ثم رفع يديه و هو يشير إليها و يحرك كتفيه برقصة شبابية لطيفة