عشق القلوب بقلم سهام صادق
وهي تراها تضعه علي جسدها أمام مرآتهم الصغيره
وضعت سالي بيديها علي يد أمجد بحنان وهي تكمل حديثها وكان اليوم هو عيد زواجهم حتي تمايلت علي أحد أذنيه لتحادثه بهمس ووضعت بقطعه اللحم المشويه في شوكتها وعادت تكمل أطعامه ولكن كل ما كان يشغل تفكيرها هل كل هذا سيجعله يشعر بأن الخاسر هو وليست هي
فرفعت بوجهها قليلا كي تتأمل معالم وجهه لتجده غارق مع أبنها ياسين في اللعب ونظراته لا تحي بأي شئ يجعلها تشعر بأن فكرة أصطحابه معهم في ذلك العشاء قد زرع الغيره في قلبه
أمجد سالي روحتي فين ويلامس يديها بكفه وهو يتأمل طفلهم علي فكره يوسف عرض عليا أنه ياخد ياسين النهارده معاه القصر
فتنظر اليه سالي طويلا وتلتف بأعينها تبحث عنه لتجده مندمج بحديثه مع المتصل الذي يبدو من ملامحه بأنه يحادث أنثي تبثه كلاما مثيرا يجعله يبتسم لها بخفه فيلتف يوسف بوجهه في تلك اللحظه نحوهم فيجد نظرات سالي عليه
ليتفرس أمجد وجهه زوجته قائلا بس ديه مش اول مره ياسالي ياسين يبات مع يوسف أنتي عارفه قد ايه ياسين بيحبه ومتعلق بيه وكمان يوسف بيراعي ياسين أكتر مني ومنك ومش معقول تفكيرك وصل أنه هيخلي ابني يشوف نزواته
ليقترب يوسف منهم ويتأمل ضحكات الصغير قائلا ايه رأيك يا ياسو نروح أنا وانت ونسيب بابا وماما
فيضحك يوسف علي حب ذلك الصغير له
بهذا الحد حتي ينحني كي يحمله لتتحدث سالي بجمود بس ياريت أبني ما يشوفش أي منظر مش مناسب لطفل في سنه
ليخرصها امجد بصوته قائلا سالي
حتي يلتف يوسف اليهم بعدما حمل الصغير متقلقيش ياسالي مش معقول قذرتي هتوصل للطفل الصغير انا النهارده مع ياسين وبس
فنظر أمجد لسالي بعتاب قائلا علي فكره أنا كنت هرفض بالذوق !!
لتلمع عين سالي بالغيره فينهض أمجد قائلا مش كفايه كده
جلست مريم فوق فراش صديقتها وهي تتأمل كل ركن في غرفتهم البسيطه متذكره كل شئ قد مر بينهم من لحظات قد جعلتها تنسي غربتها حتي لو قليلا
ونهضت من علي الفراش بعدما أطلقت لحذائها ذو الكعب العالي العنان ووقفت أمام مرأتها كي تزيل حجابها بهدوء حتي سقطت دمعة من عينيها لتشاهد نفسها في المرآه ولاول مره تشفق علي نفسها مما يحدث لها لتقول بحب وهي تتذكر ريما ربنا يسعدك ياريما وظلت تردد تلك الكلمة علي لسانها
حتي سمعت قطرات المطر القويه تتساقط علي زجاج شرفتها فأقتربت من شرفتها بأمل وهي تري هطول المطر فأبتسمت قائله بحنين وحشتني اووي يابابا ثم تذكرت والدتها واخواتها الأثنين من زوج أمها حتي أبتسمت وهي تتذكر كيف كانت تستطيع أن تفرقهما عن بعضهما رغم تشابهما القوي فسقطت دموعها وهي تتأمل حالها الوحيد في ذلك العالم وأبتسمت وهي تزيل دموعها عندما جاءت بذهنها قول الله تعالي
ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
أنهي يوسف شراب مشروبه المثلج ونظر الي ياسين النائم الذي يتسطح علي فراشه ويبتسم وكأن في أحلامه ما يدغدغه ويلاعبه فأقترب منه ليلامس أنامله الصغيره قائلا بصوت
حنون عارف يا ياسين أنا بحبك أووي ونفسي يبقي عندي طفل شبهك كل الناس فاكراني وحش وقذر اووي أنا عارف أني كده بس اللي يعيش هنا في القصر ده لازم يبقي كده فتمايل الطفل قليلا في حركته حتي قال يوسف ضاحكا أنا بتكلم معاك ازاي كده اصلا
فسمع أهتزاز هاتفه المفاجئ ونظر الي رقم المتصل حتي وجه حديثه اليه قائلا ده امجد اللي بيتصل شكله خاېف عليك
وبصوت ضاحك كان يمزاحه
يوسف أيه يا أمجد انت هتخاف علي أبنك مني زي مراتك ولا ايه متقلقش
معنديش حد في البيت غير الأستاذ ياسين ونام كمان
ويلجم حديثه عند سمع صوتها وهي تتحدث أنا سالي مش أمجد يايوسف
فيظل الصمت بينهم حتي يقول بجمود ياسين نايم وبكره الصبح أكيد هيبقي عندكم ياسالي طمني أمجد وتصبحي علي خير
وأغلق الهاتف دون أن ينتظر ردها حتي ألقط سالي بالهاتف جانبا وهي تظفر پغضب من تصرفاته الجامده التي أصبح يعاملها بها منذ علمه بمشاعرها أتجاهه فأقترب منها أمجد بعدما أنهي حمامه الهادئ قائلا بحب وهو يلامس وجهها بأنامله وحشتيني اوووي ياحببتي
جلس أحمد بشرود يشعل سېجارة تلو الأخري وهو يفكر في حياته القادمه فنظر الي كوب قهوته التي قد بردت حتي جاء طارق عندما لمح وجوده علي طربيزتهم المفضله في ذلك الكافي وأقترب منه قائلا ايه يا بني كمية السجاير ديه
فنظر اليه أحمد قليلا قبل أن يطفئ لهيب سيجارته في تلك المطفأه المخصصه أنت أتأخرت عليا ليه ياطارق
فأبتسم طارق بسعاده كنت بحضر أوراق كتب الكتاب يااا أنا مش مصدق يا أحمد أخيرا نهال هتبقي مراتي
فنظر اليه أحمد بسعاده وهو يري مدي عشقه لأخته ربنا يسعدكم ياصاحبي
طارق بس أنت طلعت ندل يا أبني أنت مافيش أي مساعده منك حتي أبقي افتكر كل ده ماشي عشان يوم أجراءات كتب كتابك أنت وأروي لو طلبت مني مساعده او من مراتي ولا هنعرفك
فنظر اليه احمد بشرود وهو يتذكر أسم أروي حتي تنهد أعذرني ياطارق وكمان مراتك اللي بتتكلم عنها ديه تبقي اختي يا أستاذ
فتنهد طارق بحب ياا أمتي بكره يجي عشان اقولها كل اللي نفسي فيه ده اختك ديه طلعت عيني بس علي قلبي زي العسل
فتأمل أحمد السعاده التي تطل من عين صديقه فتذكر أخر لقاء كان بينه وبين أروي عندما دعوه الي الغداء ولم يجد أحد من أهلها سوي هي وخادمتها حتي أتت صورتها وهي بين أحضانه ليشاهدوا بعض الصور الخاصه بغرف النوم وحديثهم عما سيحدث بينهم في تلك الليله واستجابتها لحديثه فقد تمني فتلك اللحظه أن يجدها تصرخ به وتضربه علي وقاحته ولكن كل ما وجده أمامه أمرأة تعلم بكل شئ يخص الزوج وليس فتاة بكر
ليلوح طارق أمام عينيه بأصابعه قائلا ها يابني روحت فين فيبتسم أحمد بأبتسامة شاحبه لصديقه وهو شارد بذهنه في صورة خطيبته الحمقاء التي تلبي كل رغباته دون تمنع
تقدمت مريم نحو