بين الحقيقه والسراب
والناهي بتلك المجموعه ولن تتراجع عن ذلك وستستخدم جميع اسلحتها في الدفاع عن ما تظنه ملكها
مش انا اللي تسيب حاجه هي عايزاها وهرجعك تعشق خيال هنا اللي كنت بتحس بيه قبلها وهخليك زي الخاتم في صباعي زي زمان
كانت تحادث نفسها بانتشاء وهي تروي في خيالها آلاف الأفكار التي نظمتها مع حالها قبل ان تاتي الى تلك المجموعه
اما في سياره مالك كان متكئا على كرسيها الخلفي وعقله يدور في سنوات مضت ويتذكر كيف كانت تلك الهنا احب النساء الى قلبه فقد كانت حبه الأول وأول من دق لها القلب ولكن الزمن فرقهم كما كان يظن وعاد برشده وتذكر الصدفه التي عرفته حقيقتها ولولا تلك الصدفه لكان باقيا على حماقته في تذكره انها
احيانا يكون العقل والقلب متشبس باشخاص كانوا له بمثابه الحياه
كانوا له بمثابه الونس والروح التي لا تفترق عن الروح ولكن ذلك في ظاهر الامر وحينما نتعمق في العلاقات نكتشف مدى حماقتنا بتعلقنا بوهم مع تلك الاشخاص الهشه
انقضى اسبوع كاملا على وفاه باهر والكل مجتمعين في شقته والدته التي لم تترك منزله بسبب اعيائها الشديد وعدم قدرته على النطق السليم فما زالت في صډمتها على فقيدها الغالي لم تبرا منها وغشاوه الدموع لم تفارق عينيها
وفي نفس المكان كانت تجلس صهرتها هند بلا مبالاة لما حدث هي تمتلك جمود في المشاعر يجعلها لا تلقي بالا لحزن غيرها
فتحدثت
هند حديثها المسمۏم لريم قائله
يا عيني عليكي يا ريم حياتك انقلبت 180 درجه في لمح البصر وجوزك راح الله يكون في عونك يا حبيبتي ويصبرك على السواد اللي انت هتعيشيه بعد مۏته
الله يرحمه كان راجل بالف راجل عمره راح بدري بدري كان مهنيكي ومخليكي ست الستات
لم يعجب كلامها فريده والدة ريم ووجهت انظارها اليها قائله بدفاع عن ابنتها امام سليطه اللسان تلك
امر
الله يا حبيبتي ونفد وما نقدرش نعترض على حكمه ولا على اقداره البني ادم مننا في لحظه ممكن يفارق وما حدش عرف عمره
وبعيد سواد ايه اللي بنتي هتعيش فيه ربنا يخلي ولادها الاتنين ويخلي ابوها واخوها مش هيخلوها تحتاج حاجه ابدا ولا هيسمحوا لحد يبهدلها او يمس طرفها دي ريم اغلى الغاليين يا ام البنات
اغتاظت هند من حديث تلك القويه ونعتها لها بأم البنات ظنا منها بأنها تعايرها بذلك وكادت ان تنطق الا ان زوجها باهر اشار اليها بعينيه ان تسكت مرددا بحزم
رايح المطعم شويه
وما ان استمعت والدته لمغادرته نظرت اليه قائله وهي تشير له بالجلوس مره اخرى
انا عايزاك يا باهر في موضوع مهم استنى
خدني معاك نزلني شقتي هنتكلم فيها تحت
استمعت فريده الى حديثها ثم قامت من مكانها وكذلك والد ريم واخيها مرددين وهم ينتوا المغادره ناظرين الى ابنتهم قائلين لها
انا
همشي يا حبيبتي مع باباكي وهاجي لك الصبح ان شاء الله مش محتاجه حاجه اجيبها لك معايا وانا جايه
رفعت ريم انظرها الى والدتها مردده
باستبيان
ما تتعبيش نفسك يا ماما وتيجي انت واخده اجازه من الشغل بقى لك اسبوع انا بقيت كويسه الحمد لله هقدر اشوف اموري بنفسي ما تقلقيش علي
ثم اكملت وغشاوه
الدموع تراود مقلتيها
انا خلاص لازم اعتمد على نفسي في كل امور حياتي اللي انا فيه مش حاجه مؤقته وهتنتهي ده امر واقع مضطره اني اتعايش معاه
ولو احتاجت حاجه يا حبيبتي اطلبها منك كفايه عليكي الاسبوع ده انت اتبهدلتي معايا جامد وما تقلقيش عليا
ربنا المعين وباذن الله هيهونها على قلبي وعلى اولادي
استمع والدها الى حديثها بقلب منفطر وردد بحب وهو يقبل راس غاليته
معلش يا حبيبتي ربنا له حكمه في كده ربنا يصبرك ويعينك على الحمل اللي إنتي شايلاه
وما تقلقيش طول ما انا جنبك عمري ما اتخلى عنك ولا هسيبك ولو حصل اي حاجه في لمح البصر هتلاقيني قدامك برنة تليفون منك بس
ربنا يعوضك ويجبر قلبك خير في ولادك يا حبيبتي
خلاص يا بابا بعد باهر الدنيا كلها ما بقتش تسوى حاجه بالنسبه لي وكل حاجه حلوه راحت بمۏته واحساسي بالحياه بقى معډوم
انا خلاص باهر فارقني وسابني جسد بلا روح أخد الفرحه وساب القهر لقلبي
أخذ الضحكة والإبتسامة الصافية وساب الحزن لعمري
أنا في دوامة يابابا ومش عارفه أفوق منها ولا أعيش
ساعات بيتهيأ لي إنه يطلع كابوس وهفوق منه وأصحي من تخيلاتي وتهيآتي علي حقيقه بشعة
وساعات بقول يارتني كنت مكانه وإن أنا إللي مت وهو إللي فضل عايش علشان الۏجع والمرار اللي عايشاه
وكادت أن تكمل نحيبها إلا أن والديها رددوا في صوت واحد بړعب
بعد الشړ عنك ياحبيبتي
وأكملت
لا يانور عيني ألف بعد الشړ عنك ربنا مايضرناش فيكي أبدا وتعيشي وتشوفي
ولادك أحسن الناس في حياتك ياحبيبتي
اوعي أسمعك بتقولي كده تاني أبدا ربنا مايورنيش فيكم حاجه وحشه أبدا ياحبيبتي
وظلوا يهدهدوها بكلامهم ويغدقوها من حنانهم ثم استأذنوا للمغادرة
أما زاهر فنظر إلي ريم مرددا باحترام
أنا هاخد ماما وننزل ياأم عمر بعد إذنك مش محتاجة حاجه إنتي والأولاد أجيبها لك
تنهدت بقلب موجوع وأجابته بهدوء معتادة عليه
تسلم يازاهر بابا وماما مش مخليني محتاجه حاجة خالص ولا أنا ولا الأولاد وأكيد لو حسيت نفسي عايزة حاجة هطلب منك
أحس بالضيق من حديثها
وردد بامتناع
معلش يا ريم متخليش والدتك تجيب حاجه تاني وتتعب نفسها إنتي وولاد أخويا من ساعه ۏفاته مسؤلين مني وده مش تفضل ولا كرم مني لأ ده من خيره الله يرحمه ومن حقه
استمعت والدته إلي حديثه وأجهشت في البكاء وهي تردد پبكاء
آه ياحبيبي ياللي بقيت ماضي نترحم عليه
رحت وسبت امك لوحدها يا باهر وقلبي انكوى واتحسر بفراقك ربنا يرزقك الجنه ونعيمها يا حبيبي وينور لك قپرك
تألم زاهر كثيرا من دموعهم فهو لم ولن ينسى اخيه الذي انكوي قلبه ايضا بفراقه واخذ بيد والدته واستاذن من ريم النزول
وهبطا الى شقتها لكي يرى الموضوع الذي تريده منه
كانت هند تدور في شقتها كالثور الهائج وهي ټضرب بقبضتي يديها على بعضهما وتردد مع حالها بغل
بقي انا الوليه الحيزبونه دي تكسفني قدامهم وتقول لي يا ام البنات
وكانت بتتكي عليها قوي اصلا هي قصدها علشان تحرجني والله ما هعديها لها
وهمرر عيشه بنتها في البيت ده
اللي الكل دلوقتي محاوطها وكأن ما فيش الا غيرها انا اصلا مش عارفه ايه اللي مقعدها هنا لحد دلوقتي ما ياخدوها معاهم اللي كانت قاعده علشان خاطره ماټ
واثناء دورانها حول حالها استمعت الى خطوات الى الاسفل فطلت من النافذه وجدت زوجها ووالدته نازلين الى الأسفل فتذكرت انها كانت تريده في امر هام
انتظرت حتى اكملوا هبوطهم ثم خرجت من شقتها دون ان يشعر بها احد ثم انسحبت على خطوات السلم بهدوء حتى وصلت الى باب شقة حماتها ووضعت اذنيها لكي
تسمع ما الذي يحاكي بينهم بفضول معتاده هي عليها
اما بالداخل أمسكت
اعتماد والده باهر المنشفه الورقيه وجففت دموعها ونظرت الى ابنها وتحدثت بجديه
شوف يا زاهر اخوك الله يرحمه ماټ وساب مراته صغيره وفي عز شبابها ومعاها ولدين وعندها خير من ورا اخوك الله يرحمه انا مش عايزاها يا ابني تاخد العيال وتمشي من البيت
علشان ولاد باهر لو بعدوا عني انا هيجرى لي حاجه كفايه
ابوهم الله يرحمه ماټ وسابني
وما ان قالت كلماتها الاخيره حتى انذرفت الدموع من عينيها كالشلالات على فقيدها الغالي
احتضنها ابنها وربت على ظهرها بحنان
وردد قائلا بحزن على حالتهم
كفايه بقى يا امي دموع وعياط لو كانت الدموع بترجع اللي افتقدناهم واللي المۏت اخذهم كنا بكينا بدل الدموع ډم ليل ونهار بس ده امر الله ولازم نصبر ونحتسبه عند ربنا سبحانه وتعالى
وربنا يبارك في ولاده ما تقلقيش مش هتمشي ولا هتفكر تبعد ولادها عنك يا حبيبتي
ريم بنت اصول ومتربيه
وما تقلقيش مش هتسيبك ريحي بالك وكفايه دموع علشان خاطر صحتك يا حبيبتي
اما عن الواقفه في الخارج وضعت يدها على صدرها من من اثر الصدمه لما استمعت اليه
وجحظت عينيها وانطلقت نظرات الغل والشړ من بينهم وتوعدت بداخلها مردده مع حالها بوعيد الشړ
بترسمي على ايه يا وليه يا شايبه إنتي كمان ما ابقاش انا
هند اما خليتها تمشي من البيت النهارده قبل بكره ده انتم ناويين تقلبوها ڼار وحريقة وانا مش هعديها والله هيقف قدامي هدوسه ومش هيهمني انا عارفه اصلا دماغك بتفكر لفين ومش هوصلك للي انت عايزاه يا شايبه انت اذا كنت إنتي ولا السهتانه اللي فوق
في الملجا عصرا
تقف شريفه مديره الملجا وامامها جميع الفتيات تقفن منتظمات في صفوف امامها وهي تلقي عليهم ارشادات الحفل الذي يقام في الدار وسيحضره الوزير وبعض من قامات الدوله مردده بحزم
دلوقتي يا بنات الحفله اللي بتعملها الدار كل سنتين ميعادها قرب طبعا كل واحده فيكم عارفه دورها من النشاطات هتعمل ايه انا مش عايزه غلطه لان اللي حاضر الحفله زي كل مره قامات من الدوله عايزاهم يخرجوا ويقولوا اداره الملجا عظمه مش عايزه غلطه من الاخر
انا جايبه لكم مدربات لكل نشاط هتقوموا بيه في الحفله كل مدربه متخصصه في كل نشاط هتاخد المجموعه اللي تبعها عايزاكم تفتحوا دماغكم معاها وترفعوا راسي
علشان لو رفعتم راسي هكافئكم مكافاه ما كنتوش تحلموا بيها
استمعن الفتيات اللي حديثها المعتاد قبل اي حفله
تعد لها الدار ورددن
بكل قبول اعتادوا عليه
علم وينفذ يا ابله شريفه ما تقلقيش هنشرفك وهنرفع راسك زي كل مره واحسن كمان
ابتسمت لهن ابتسامتها البارده المعتاده ورددت وهي تصفق على يديها
برافو حلوين كده احبكم اتفضلوا يلا تروحوا على اماكنكم وان شاء الله المدربات جايه من بكره عايزاكم تكونوا مستعدين على قدم وساق
ثم نظرت الى مريم وهي تشاور لها قائله لها بأمر
تعالي لي يا مريم على المكتب علشان انا عايزاكي
ثم اولتهم ظهرها وغادرت الى المكتب ومريم تتبعها وجلس سويا على الاريكه الموجوده في المكتب ونظرت المديره الى مريم قائله لها بنظرات ثاقبة
شوفي يا مريم انتي اكتر واحده لازم تاخدي بالك من النشاط اللي إنتي هتأديه لأن فقره المغنى بتاعتك هي اهم فقره لازم تتقدم بكل حرفيه
الاغنيه اللي هتقول لك عليها المدربه تتقنيها كويس جدا وتسمعي كلامها في كل حاجه لان اللي هيحضر الحفله زي ما قلت ناس كبيره
انا عايزاكي تغني بقلبك وبروحك وبكل كيانك علشان خاطر الدار تاخد شهاده الجوده
فاهماني يا مريم ولا ايه
استمعت مريم الى حديثها بكل اذان صاغية واجابت بطاعه عمياء معتاده عليها
ما تقلقيش يا ابله شريفه انتي عارفه اني بغني من قلبي اصلا وإن دي هوايتي المفضله فما تشغليش بالك خالص كل حاجه هتبقى تمام باذن الله والدار هتاخد الجوده زي ما انتي عايزه
قامت المديره وذهبت الى مكتبها وتحدثت الى مريم قائله وهي تشير ناحيه الباب بيدها
تمام يا مريم انا واثقه انك هتعملي شغل حلو زي كل مره واحسن كمان ويمكن ربنا يسهل لك وحد يكتشفك من الموجودين وابقى عملت فيكي خير تدعي لي عليه العمر كله
اتفضلي يلا شوفي هتعملي ايه وعايزاكي تبقي جاهزه بكره
بكل حماس
اطاعتها مريم وخرجت من المكتب وذهبت
الى غرفتها جمعت كتبها ونزلت الى حديقه الدار لكي تذاكر دروسها فلديها مادتين وتنتهي من اختبار نصف العام الدراسي
وما ان وصلت حتى امسكت هاتفها وتفحصت موقع الفيسبوك ودخلت على جروب الجامعه وظلت تقرا المنشورات الموجوده فيه
حتى رات امامها منشور لصاحب القلب الرحيم الذي اولاها بعطفه وادخلها الامتحان رغم تاخيرها ورددت وهي تنظر الى صورته الشخصية
بتمعن
فعلا اسم على مسمى رحيم وانت رحيم
ثم اخذتها يديها الى ان تفتح صفحته الشخصيه وترى ما بها من باب الفضول
واذا بها استمرت في التقليب وقراءه منشوراته التي تمتاز بخفه الډم احيانا
فجاء
امامها منشور في صوره مضحكه للغايه وجدت نفسها تضع تفاعل ضحكه عليه
ثم خرجت من صفحته ووضعت هاتفها بجانبها وامسكت كتابها لكي تذاكر دروسها فهي لن تتنازل عن ان تصبح معيده في الجامعه وتقديراتها طوال السنين الماضيه الاولى على دفعتها
وستجاهد حالها على ان تنهي سنتها الأخيره بنفس التقدير مهما حاوطتها الظروف المحيطة بها
اما عن رحيم فكان ممسكا بهاتفه واذا باشعار جاء على منشور له فنظر الى صاحبه التفاعل
وجدها وعرفها جيدا فهي واضعه صوره صفحتها بصورتها الشخصيه فوجد نفسه يفتح صفحتها واول ما رات عينيه هي سيرتها الذاتيه والتي كانت
عباره عن
مش هسمح يتمكن مني يخوف مش هستسلم للظروف وهكافح وهوصل رغم الأنوف
قرا سيرتها وتمعن فيها وحدث حاله بحيره
يا ترى ايه اللي وراكي وايه الظروف اللي مخلياكي دايما حزينه والدموع ما بتفارقش وشك
ايه المخاۏف اللي مهدده براءتك مش مخلياكي تعيشي ايامك وسنينك زي اللي في سنك
حاسس ان وراكي سر كبير مخليكي مليانه حزن
واللي شاغل بالي اكتر
ان انا ليه بفكر فيكي وبتيجي على بالي كتير
يمكن علشان صعبانة عليا مثلا
ثم وجد نفسه مرسلا اليها طلب صداقه دون ان يفكر
وأكمل حديثه وهو سارح في ملكوت تلك المريم مرددا بانتشاء
من انتي تلك الحسناء التي تراود خيالي كل وقت وحين
كالفراشه العابره حين يمر طيفك في بالي
وأحس بالحنين
ولمحه الحزن في عينيكي تشغل عقلي وحينها
أشعر بالجنون
وعندما أعود إلى
رشدي أعاتبه لما تسأل عن المكنون
فيجبب قلبي أن طيفك يستحق الانشغال ويتوه عقلي في غياهب الظنون
وأعود أفكر في المكنون بكل إحساسي وتشتاق
الجفون
اما بداخل شقة اعتماد حديثها الى ولدها مردده بإبانه
انا ما انكرش انها محترمه وبنت ناس زي ما انت ما بتقول بس برده هي لسه صغيره وفي عز شبابها وحلوه وفيها الطمع وانا يا ابني ما اقدرش اسيب ولاد اخوك يخرجوا من البيت ويتربوا بعيد عني ويا عالم امهم هتتجوز ولا لا ساعتها المۏت ارحم لي من اني اشوفها مع راجل تاني بعد اخوك الله يرحمه
واسترسلت حديثها وهي تضع كل الامور امام ڼصب عينيه حتى