الأربعاء 18 ديسمبر 2024

قلوب حائره

انت في الصفحة 258 من 307 صفحات

موقع أيام نيوز


وحالتك يا مليكة
بعد مرور حوالي ساعة
كان يقف ممسكا بكفهاحيث كانت تتمدد علي التخت الخاص بغرفتها التي خصصت لها لتقبع بداخلها طيلة الأيام التي ستبقي بها داخل المشفي حسب قرار الأطباء ونظرا لحالتها الصحيةتحدث إليها عز الذي دخل للتو بعدما ترك المجال للأطباء والممرضات ليتابعوا عملهم 
حمدالله على السلامة يا بنتي

بعيناي تظهر كم التعب الساكن جسدها أجابته بنبرة خاڤتة تأثرا بحالتها 
الله يسلمك يا عمو
نظر لها والدها ثم تحرك إليها ووقف بجانب سهير التي تجلس فوق المقعد المجاور لصغيرتهامال علي وجنتها وقام بوضع قبلة حنون فوقها وتحدث وهو ينظر بعيناها 
حمدالله علي سلامتك يا نور عين أبوك
إبتسامة حنون إعتلت ثغرها وتحدثت بخفوت 
الله يسلمك يا بابا
نظر عز علي تلك الراقية الواقفة بالغرفة تتطلع علي ملكية ويجاورها مروان مساندا إياهاتحدث إليها بنبرة خرجت حنون رغما عنه 
مالك يا ثرياإنت تعبانة
أجابته بنبرة خاڤتة أظهرت كم التعب الذي سكنها
أنا بخير يا سيادة اللواءما تقلقش
أسرعتا يسرا ونرمين إلي والدتهما بعدما نظرتا عليها ووجدتا لون وجهها مائل للون الأصفر مما يشير إلي إنخاض معدل السكر بجسدهاهتفت يسرا مستفسرة بنبرة مړتعبة 
ماما إنت ما أخدتيش حقنة السكر ولا أكلتي لحد الوقت
هتف عز سريعا پذعر وهو يقترب عليها 
إقعدي يا ثريا وأنا هخلي دكتورة مني تجيب لك جرعة أنسولين حالا وهخلي طارق يجيب لك حاجة تاكليها بسرعة من الكافيتريا
تحرك الجميع إليها كي يطمأنوا علي تلك الخلوقة وبعد مدة إستقرت حالتها وأصطحبها طارق هي ومروان وعاد بهما إلي المنزل كي تأخذ قسطا من الراحة
بعد قليل هاتف رئيس جهاز المخابرات اللواء عز المغربي ليشتكي له ياسين بشكل ودي ويرجع ذلك لصداقة الرئيس بعز ولولا ذلك لأحاله للتحقيق الفوري علي كسره وتعديه الأوامروذلك بعدما علم من خلال مصادره أنه كان متواجدا بدولة ألمانياحيث أنه كشف بعدما

طلب طائرة خاصة من الجهاز لتقله علي وجه السرعة ليصل إلي مصرأبلغه الرئيس عن بعض الهواجس التي هاجمت تفكيره وخشيته من أن يكون السبب وراء ذهاب ياسين إلي ألمانيا هو أنه يبحث عن قاټل زوجته بعيدا عن التنسيق مع الجهازوأخبره أيضا أنه يخشي خسارة الجهاز لشخص مثل ياسين إذا تم تصفيته من عناصر تابعة لتلك المنظمة الإرهابية إذا ما علموا بتواجده هناك
بزيف أخبره عز أن نجله ذهب لتحويل أوراق صغيرته من جامعتها إلي القاهرةفطلب منه الرئيس بأن يجلب له ياسين ويأتيا معا لزيارته ليتناقشا بالأمر فيما بينهما وبشكل ودي
بدولة ألمانيا 
وبالتحديد داخل حديقة سليم قاسم الدمنهوري وقبل غروب شمس اليوموسط أجواء رائعة تتسم بالبهجة والسرورتجلس فريدة وتجاورها أسما صديقتها واطفالهم يلتفون جميعهم حول الطاولة المستطيلة المتواجد عليها أصنافا عدة من المقبلات والخبر
أما سليم وصديقه المقرب علي غلاب فكان يقفان أمام مشواة اللحم الموضوع فوقها اللحم المتبل بأنواعه ويتابعا تسويته علي الفحم لتقديمه إلي أسرتيهما الصغيرتان
هتفت أسما بنبرة عالية لتحثهم علي الإسراع 
هو إحنا مش هناكل النهاردة ولا إيه يا أساتذة
واستطردت بدعابة 
الولاد أكلوا الطحينة والعيش حاف من جوعهم
عقب زوجها علي حديثها لائما بعذوبة 
هو انت دايما كدة مستعجلة علي كل حاجةإصبري يا مدام علشان تاخدي حاجة نضيفة
أردفت فريدة بطرفة
يارب بس بعد كل الصبر ده ما تحرقوش اللحمة زي المرة اللي فاتت وترسي في الآخر علي تونة معلبة
تصدقوا بالله إنتوا ما بيطمر فيكم حاجةصدق اللي قال عليكم عاملين زي القطط بتاكلوا وتنكروا...نطقها سليم لائما بها فريدة التي أطلقت ضحكاتها هي وأسما
نظر علي إلي نجله سليم الذي بلغ الحادية عشر من عمره واصبح فتي واردف قائلا بتكليف 
سوليهات الأطباق إنت وعلوة وتعالوا خدوا اللحمة
وضعت تلك الصغيرة كفها فوق فاهها وهي تكظم ضحكاتها علي ذاك الذي كان يوبخها منذ القليل علي مناداته بذاك الإسم وطلب منها پتعنيف بألا تنطق بذاك الاسم أمامه من جديد
رمقها بحدة وباعتراض حاد هتف بنبرة غاضبة وهو يجذب ذاك الصحن المستطيل من فوق المنضدة بحدة ويتحرك في طريقه إلي والده 
أنا قلت لحضرتك قبل كدة إني ما بحبش حد ينده لي بإسم سولي ده
واستطرد برجولة مبكرة
أنا راجل يا باباومافيش راجل بيتقال له يا سولي
بتفاخر وانسجام هتف سليم قائلا
عاش يا سليمراجل بجد
إنتعش داخله من مدح ذاك الذي دائما يعتبره غريمه ومزاحما له في حب تلك الصغيرة التي عشقها بمفهومه الضيق للعشقمنذ أن رأها تنطق بحروف إسمه بعامها الثاني
بعد قليل كان الجميع يتناول الطعام بشهية عالية ويرجع ذلك للأجواء الجميلةتحدثت فريدة إلي كلا المتجاوران بالجلوس
تسلم اديكوا يا هندسةاللحمة حلوة أوي والسوي بتاعها مظبوط جدا المرة دي
أجابها وهو يقتطع بالشوكة والسکينة من شريحة اللحم المتواجدة بداخل صحنه
بألف هنا يا حبيبي 
إبتسمت له وشكرته بعيناها ثم إقتطمت قطعة من اللحم وتحدثت إلي أسما
لينا فترة ما أتجمعناش علي الأكل
________________________________________
في البيت بسبب الشغل ودراسة الولاد وتمريناتهم
واستطردت بحنين 
حقيقي كانت وحشاني اللمة واشتقت لها جدا
تحدثت أسما مؤكدة علي حديثها 
فعلا يا فيريلمتنا وحشتني قوي
تحدث علي غلاب إليها بفكاهة 
هانت خلاص يا باشمهندسةالأجازة الصيفية قربت وهننزل نقضي أجازتنا في مصروخدي عندك شهر ونص بحالهم تجمعات وخروجات لحد ما هتزهقي
بنبرة حماسية عقبت أسما علي حديث زوجها 
أنا عن نفسي مستنية الاجازة تيجي علي ڼارنفسي أتكلم مصري مع ناس غيرنا بقي
هتفت الصغيرة قائلة ببرائة 
إحنا إتكلمنا مصري مع الضيف اللي إتعشي معانا إمبارح بالليل
بغيرة شاعلة رمقها الفتي بنظرة حادة متوعدا إياها علي جلوسها والحديث مع أحدهم حتي من قبل أن يستمع لتفاصيل الحكايةمما جعلها ترتعب وتعض أصابعها ندما علي ما تفوهت به أمام ذاك الغيور
إرتبكت فريدة بعدما رأت علامات الضيق إرتسمت فوق ملامح سليم التي تحولت إلي حادة بعد تساؤل علي المستفسر 
ضيف مصري
شعرت بالخجل من حالها فكان يجب عليها أن تؤكد علي طفلاها بألا يتحدثوا أمام أحدا عن زيارة ذاك الغريب لهمهتف علي مؤكدا علي حديث شقيقته
آه عمو المصريجه واتعشي معانا كمان
ده مين ده يا سليم...سؤال فضولي وجهه علي لصديقه الذي رد باقتضاب
ده عميل شغال هنا في شركة بتاعة واحد صاحبهوكان جاي يستفسر عن نظام كاميرات المراقبة عندنا في الشركة وعن الأسعار
واسترسل سريعا لينهي الحديث بذاك الموضوع الأمني البحتمختصا بحديثه أسما
جبت لك البسبوسة من المحل اللي بتحبيها منه يا أسما 
ميرسي يا سليممتشكرة قوي...نطقتها بحفاؤة واستكمل الجميع تناولهم للطعام مع تبادلهم لبعض الأحاديث الشيقة
ليلا داخل المشفي 
كان يجاور زوجته الجميلة بجانب والدتها بعد أن ذهب الجميع واتجه كل الى وجهتهأصر ياسين علي المبيت بصحبتها ليؤازرها ويخفف عنها وطأة حزنها الذي أصابها جراء ما حدث لطفلتها الوليدة
أما ياسين فقد ذهب عصرا إلي منزله كي يطمأن علي أولاده وثريا التي أصابها الإرهاقوأيضا أخذ حماما دافئا أزال به إرهاقه وعاد من جديد إلي المشفي ليطمأن علي حبيبته وصغيرته

التي من المفترض أنها أنارت بوجودها عتمة ليله لكنه لم يشعر بذاك لشدة خوفه من فقدانها وحينها ستحزن حبيبتهوأيضا لأسبابه الكثيرة المحزنة من حوله
كان يجلس بالمقعد المجاور لهاممسكا بكف يدها ليمدها بالقوة من خلال ضمتهدخلت الطبيبة وتحدثت وهي تتجه إلي المحلول المعلق وتستعد لأن تضع داخله أحد الأدوية المسكنة عن طريق الحقن 
عاملة إيه يا مليكة
أجابتها بخفوت
الحمد لله يا دكتورحاسة نفسي أحسن
سألتها الطبيبة من جديد
طب أخبار المغص والصداع إيه
عقبت بهدوء 
المغص راح الحمد لله والصداع خف كتير عن الأول
أمسكت يدها ووضعت به جهاز مقياس الضغط ثم تحدثت بنبره تفاؤلية وهي تنظر علي الرقم
الضغط نزل كثير الحمد لله
واسترسلت شارحة بحماس
لو فضلنا على كده يومين بالكتير وهتروحي البيت إن شاء الله
سألها ياسين باستفسار
أفهم من كدة إن حالتها إستقرت يا دكتور
بهدوء ردت 
الحمدلله يا سيادة العميدضغط الحمل ما يقلقشبينزل بمجرد الأم ما بتولد
سألتها تلك الحزينة بقلب مترقب 
وبنتي يا منى
نظرت لها منى وابتسامه بشوش إرتسمت فوق ملامحها وتحدثت بنبرة يملؤها التفاؤل
أنا مش عاوزاك تقلقي ولا تخافي بخصوص البنت يا مليكةإحنا ياما ولدنا حالات أصعب من حالة بنتكوبعد ما بيقعدوا في الحضانه كام يوم بفضل ربنا بيخرجوا وبيبقوا زي الفلخليكي في نفسك وفي حالك علشان اللبن لا قدر الله ما ينقطعش من الزعل
واسترسلت لتحميسها
ولا عاوزة بنتك تخرج من الحضانة ما تلاقيش لبن علشان تشربه
ربنا يطمن قلبك يا دكتورة...جملة نطقتها سهير ثم تحدثت إلي إبنتها 
إرمي حمولك علي الله يا بنتي وإن شاء الله مش هيخزلك
نطقت بيقين 
ونعم بالله يا ماما
خرجت الطبيبةوضع ياسين كف يده فوق وجنتها وتحدث بحنان 
حاولي تنامي شوية يا حبيبي علشان جسمك يرتاح
بردوا مش هتروح تنام في البيت...جملة حنون نطقتها بعيناي متوسلة عقب عليها بصرامة 
ريحي نفسكقلت لك مش هسيبك لا انت ولا مسك
خرجت منها إبتسامة خفيفة وتحدثت
ربنا يخليك ليا يا ياسينوتفضل دايما سندي وأماني
ويخليكي ليا يا قلب ياسين...نطقها وملس علي خدها بحنان فابتسمت له وأغمضت عيناها في محاولة منها للنوم 
ليلا
داخل حجرة المكتب الخاصة بمنزل سليم قاسم الدمنهوري المغلقة عليه جيدا
كان يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم الذي دق له وسأله عن ما إذا كان لديه علم بچريمة مقټل زوجة رجل المخابرات المصري فتحدث سليم بلغة ذاك المتصل 
نعم سيدي لقد علمت بأمر تلك الچريمة الشنعاء واطلعت علي تفاصيلها عبر الأخبار التي تناقلتها الصحف الألمانية
عقب الرجل علي حديثه باستحسان 
حسنا سيد سليمهذا جيد وسيوفر علينا جهد التبيين والوقت الضائع به
واستطرد متسائلا بترصد 
هل لجأ إليك أحدهم فيما يخص تلك التسجيلات المحذوفة
أجابه سليم بثبات يحسب له 
نعم سيد ألبرتلقد تواصلت معي الشرطة الألمانية وطلبت مني المساعدة فيما يخص القضيةلكني أنكرت وادعيت عدم إستطاعتي للوصول إلي الأجزاء المحذوفة من التسجيل
واستطرد بإيضاح 
ويرجع هذا السبب لإتفاقنا المسبق.
هتف باستجواد مادحا تصرفه 
تصرف سديد سيد سليمولكن أخبرني
واستطرد متسائلا 
ألم يتواصل معك أحدا من رجال جهاز المخابرات المصرية بشأن القضية
بنبرة زائفة لكنها واثقة أجابه 
لا سيديلم يتواصل أحدا معي سوي رجال الشرطة الألمانية كما أخبرتك
تحدث الرجل بهدوء 
حسنا
واسترسل أمرا بنبرة جادة 
سأنتظر حضورك غدا بمكتبي ومعك نسخة من ذاك التسجيل لتسلمني إياه
بأمرك سيديسأصل في الموعد المحدد ومعي طلبك...هكذا نطق سليم ثم قام بغلق الهاتف بعدما أنهي حديثه مع ذاك الشخصتنهد ونظر أمامه بملامح وجه مبهمة ثم أغمض عيناه بإرهاق وألقي برأسه إلي الخلف مسندا إياها بخلفية المقعد الخاص بمكتبه الخشبي
باغته دخول تلك التي إقتحمت عليه الحجرة وقطعت شروده حيث دلفت إليه دون إستئذان مما جعله ينتفض بشدة بجلسته بفضل دخولها المفاجئنهرها متحدثا بحدة
إنت إتجننتي يا فريدةإيه الډخلة اللي تقطع الخلف دي
أطلقت ضحكة عالية وتحدثت وهي تتوجه إلي حيث جلوسه 
فيه إيه يا سليممالك إتخضيت كدة ليه زي ما تكون عامل عملة وخاېف تنكشف
ثم استرسلت بدعابة وهي تربع ساعديها أمام صدرها وتنظر إليه بترقب مفتعل 
إوعي تكون بتلعب بديلك من ورايا يا سولي
رفع أحد حاجبيه إستنكارا لحديثها ثم باغتها بجذب جسدها لتقع فوق ساقيه تحت ضحكاتها الإستحسانية من فعلتهعدل
 

257  258  259 

انت في الصفحة 258 من 307 صفحات