شط بحر الهوي بقلم سوما العربي
ينظر على هيئتها الانيقه البسيطه بأعجاب ثم قالرايحه شغلك
هزت رأسها بهدوء تردد ايوه عنئذنك
غادرت سريعا ترغب بالهرب من امامه هو وتأثيره الغير عادى عليها
لم يستغرب كثيرا هى كل يوم تغادر بنفس الطريقة بعدما يعطيها فطورها اليومى المفضل
ذهبت سريعا تسابق قدميها لديها أكثر من مشوار يجب ان ينجز اليوم
مقابلة عملها الجديد اعدت لها من أيام جيدا
استقلت سياره اجرى سريعا وذهبت حيث عملها القديم او الذى أصبح الآن السابق
دلفت فى مكتب بالوان بيضاء مريحه متناسقة مع اللون السماوى ويوجد باقات ورد بلاستيكية من مختلف الاشكال تزين المكان أشكال مختلفة مبتكره وعصريه لبطاقات دعوات حفلات زفاف
هل أخبرت أحد يوما ما انها تبغض راتبها وتبغض يوم الحصول عليه أيضا
كانت تقبض على المظروف تعصتره وتنظر له كأنه بداخله افاعى قارصه
تتذكر مرض والدها اللعېن كم تمنت ذلك اليوم الذي ستتخرج فيه وترحمه من شغله كعامل نظافه براتبه الضغيف والذى لم يكن يدخر جهدا كى يعطيها كل ما تحلم به قدر استطاعته
التى تمنت لو حظت بهالقد لعب كل الأدوار ببراعة لكنه لم يستطع الصمود
هزمه المړض والفقر كان مريض بالكلى يذهب للغسيل مرتين أسبوعيا بالمشفى العام
تعب فى المړض وتعب بطابور الانتظار الا يكفى تعب الغسيل!
كانت كظله بل كجلبابه على جسده تسأل هل كانت تذهب معه تسانده ام أنها ولآخر لحظات حياته وحتى فى أكثر أوقاته ضعفا كان هو مازال قادر على امدادها بالدعم والقوهيكفيها نفسه الذى تسمعه وه يستنشقه لتدرك إن الدنيا بخير والعالم يدور
وهو بقوه وڠضب يرفض يوصيها إلا تفعل إن كانت تريد راحته يجب الا تضيع تعبه وحلمه فى ان تحصل على شهاده عليا وتعمل بمكان يليق بها أن يرى ابنته بين علية القوم لها مقعد وسطهم والا فهى لن تكن بذلك قد ساعدته وإنما قضت عليه وعلى تعبه وأحلامه
الآن هى بيدها مبلغ رائع من المال لكنه ليس معها كى تأخذه كما كانت تحلم أنها ستفعل حين تحصل على اول راتب لهاتقم بعزيمته على لحم الضأن الذى يعشقه ومن بعدها تجلب له حلوى البسبوسه فهو يذوب معها ذوب ثم تجلب له جلباب من الصوف السودانى المعتبر الذى اخبرها يوما أنه رأى صديق له يرتديه وقد أعجبهوتجلب أيضا دواء مستورد بدلا من ذلك المحلى ضعيف المفعول ثم تذهب
خرجت من مشاعرها تلك على صوت صديقتها التي تنظر لها مستغربهانتى يابت مش بكلمك
رفرفت بأهدبها تحاول منع دموع عيناها وقالت بصوت جاهدت على أن يخرج طبيعىهااا بتقولى حاجه يا هنا
زمت هنا شفتيها بغيظ تردد بقول أنك اكيد واحده يا متخلفه يا معتوهه لما تسيبى مكان ألف حد يتمنى ييجى فيه عشان تروحى مكان تانى بمرتب اقل وعدد ساعات اكتر
رمشت غنوة بعيناها ثم قالت مغيره دفة الحديثهو إحنا مش قبضنا والشغل خلص بينا نعمل شوبنج
كانت تعلم نقطة ضعف صديقتها تتحول تلقائيا عند ذكر سيرة التسوق فقط
بحماس مچنون ودون أي حديث سحبت يد غنوه وسارت متجهه للخارج
سوما العربي
فى مطار القاهرة الدولي على متن الرحله القادمة من برلين
كانت الميضفه تساعد تلك التى على مايبدو تسافر لأول مرة خارج حدود موطنها الأصلي بربط حزام الامان
تبدو فى العشرين ممكن او واحد وعشرينعلى الارجح إثنان وعشرون عاما
كأنها هاربه مثلا او فعلت ذلك دون علم مسبق من والديها
تتحدث العربيه لكن بصعوبه شديده وكلما حاولت المضيفه الاستسهال والتحدث معها بالالمانيه لغة موطنها كانت تحتد مصره أنها لديها عرق مصرى وأنها تتحدث المصريه جيدا جيدا جدااا
وأخيرا هبطت الطائرة لتخرج منها سريعا تسبق الريح الى باب الطائرة حيث هواء مصر وجوها الذي تخيلته كثيرا
يبدوا أنها ستستمتع هنا كثيرا حيث مصر الفرعونيه بحضارتها واصالتها وأهلها الطيبين وووووو
ووماذا!! أنها تسير بذلك الحى الشعبى الذى وصلته بعد عناء وكادت ان تبكى وهى بالطريق تصف للسائق بلغتها الغير سليمه إطلاقها مقصدها
إلى أن ألقاها من سيارته حرفيا بأول الشارع يرددمنك لله ضيعتى عليا اليوم مش عارفه تتكلمى وكمان بتقاوحى
لم تفهم الكثير من حديثه هل يسبهل تضايقمما! أمره غريب
همست لنفسها تأخذ نفس عميق أنه غير مهم غير مهم
تناست ما حدث وما يقال واخذت تنظر حولها حيث حى الغوريه القديم الشوارع حقا مبهرهمرصوفه بالحجر المصقولو بها جدران مزخرفه وبوابات خشبيه ضخمهبالاضافه الى سوق كبير به اشياء عجيبه
اتسعت عيناها بانبهار وهى ترى جلباب بلدى باللون الذهبى ذات شق هائل على جانبه ومعه عصى مطعمى باللولى وقفت أمامها مبهوره تريد شراؤها
وما هذا انه وشاح يحتوى على حلقات ذهبيه كثيره تصدر صوت مزهل
ضمت كفيها معا تهز رأسها بحماس أنها سفرة الاحلام الى مصر كما أرادت
تعرف أنها قد جازفت حين فعلت دون علم والديها لكنها كانت تعلم أن لأمها مخططات أخرى مرتبطه بمواقيت معينه تتعلق بشقيتها الكبرى وهى حقا لا تتحمل الإنتظار
منذ ان عرفت بأن لها شقيقه صدمت لكنها سعيده جدا حيال ذلك فكم حلمت
أن يكن لها شقيقه تشاركها كل شيءتستعير ثيابهاټتشاجران معها وتعودان للتصالحا سريعا
اشياء كثيره ومجنونه فكرت بها منذ ان عرفت لذلك تهورت وسافرت الى مصر لم تطيق الانتظار
تقدمت تتخطى السوق وتدلف للحى نفسه من الداخل حيث بيوت قاطنيه الاساسيين
حاره تؤدى الى حاره وزقاق يخلفه زقاق لتكن الصدمه أول ما نطقت لغتها المصرية الرهيبه
زفوها زفه من عشرين طفل او أكثر من اطفال الحى
يسيروه خلفها مهللين مصفقين خلفيتها عن الاطفال انهم احباب الله
لكن لما احد احباب الله يناديها بمزه
وثانى يحاول وضع يده على وركها المكشوف
وآخر مد يده يقرص جانبها الأيسر مردداارركب الهوا
وركبته بالفعل فقد قفزت صاړخه أثر فعلته الشنيعه تلك
كانت قد اقتربت من البكاء لأول مرة بحياتها توضع بموقف غريب مريب كهذا
هم خلفها مجموعه كبيره ولا تستطيع فعل شيء حتى نساء الحى ممن يجلسن لبيع المنتجات او من يسرن فى الشارع يشاهدن باستمتاع كأنه عرض مسرحي ممتع
صدح صوت كقذيقه نوويه اخرس صوت الأطفال واوقف تصفيقهم الحار بس ياض أنت وهو عيب كده
بمفعول السحر توقف الاطفال وردد أحدهم بعدما نظر رفقاءه أرضا حاضر ياعم حسن إحنا اسفين
ردد حسن بخشونه طب يالا كل واحد على مدرسته يالا مش عايز حد هنا
استدار عنهم ينظر لتلك الفتاه والتى ترتدى فستان من جلد الفهد يهفهف على قدميها من فوق ركبيتها ومعه حذاء جلدى ذو رقبه طويله تصل إلى ربع قدمها
ليكن كل جسدها مغطى معادا ساقها وجزء من فوق الركبه ليردد حسن يعنى مقفله