ظلمها عشقا
يعيش داخل صومعة اختلقها له عقله حتى يعيد عليه فيها كل ما مر به يذكره بأوجاعه كطرف سکين حاد ينغزه بقسۏة كلما وجد فى قلبه لين او شوق لتنفيذ رغبة والديه منه بأن يترك لنفسه الفرصة مرة اخرى للسعادة والتجربة لعله خير له هذه المرة لكن يقف عقله له بالمرصاد فى كل لحظة ضعف منه
مثلما يفعل به الان وهو جالس فوق مقعده فى محل عمله غافلا عن كل المحيط به وبيده سېجارة تنساها بين انامله وهو يعانى مرة اخرى داخل ذكرى من عدة ذكريات لايام قاسېة عاناها مع زوجته اخذت تهاجمه الان دون هوادة رغم محاولاته نفضها بعيد لكن اخذت تهاجمه بشراسة حتى استلم لها اخيرا
تانى يا امانى اخرته ايه بس اللى بتعمليه فيا وفيكى ده يا بنت الناس
رفعت عينيها المتورمة تسمح انفها الاحمر بمنديلها قائلة بحدة وقسۏة لا تتناسب مع مظهرها ولا بدموعها المنهمرة تلك
انا اللى پموتك بالبطيىء ليه خير اومال لو انا اللى فيه عيب ومش انت كنت هتعمل
صړخ بها يوقفها عن باقى حديثها المهين له قائلا پغضب وقسۏة
تجعدت ملامح وجهها حزنا وهى تنكمش على نفسها خوفا هامسة پانكسار اجادت صنعه تلعب به على وتر شعوره بالذنب ككل مرة
بقى كده يا صالح بتزعلقى مش متحمل منى كلمتين افضفض بيهم عن نفسى
لكنه هذه المرة قد فاض به الكيل ولم يعد يحتمل المزيد منها يتحشرج صوته وتتوحش نظرات عينيه يضغط فوق اسنانه پغضب هامسا
شحب وجهها تتوسع عينيها خشية وقد علمت بما هو اتى من حديثه لذا اسرعت تحتضنه بقوة صاړخة برجاء حتى توقف كلماته تلك
لاا يا صالح علشان خاطرى انا اسفة مش هتكلم تانى كده بس بلاش تقولها وحياة اغلى حاجة عندك
زفر بقوة يغمض عينيه محاولا تهدئة غضبه ونفوره منها والذى اصبح يزداد يوما عن يوما بتصرفاتها وكلماتها الچارحة التى كانت تطفىء بها كل يوم شيئ من صبره عليها واحتماله وهى ټقتل به احساسه كرجل دون كلل منها او تردد يمنع نفسه عن تلك الخطوة المصيرية معها ظنا منه بأنها ستراعى بعد ذلك فى تعاملها معه لكن هيهات ظنه هذا وهو يراها تعود لممارسة هوايتها المفضلة وخلق جو من الدراما المأسوية بينهم يوما بعد اخر اصابه بالبرود والنفور من التواجد معها فى مكان واحد يغيب فى عمله قدرا الامكان هربا منها ومن حياتهم معا
نهض بحزم يجمع اشيائه من فوق المكتب سريعا يغادر وعلى وجهه الاصرار والتصميم فقد حسم امره وحان الوقت لانقاذ نفسه من السقوط فى تلك الدوامة وانهاء اوجاعه وانين قلبه والى الابد ولا سبيل لهذا سوى القيام بامر واحد لامفر منه
جلست
حول المائدة تتلاعب بطعامها بشرود ووجه شاحب وعيون مسهدة لتربت زوجة خالها بحنو فوق كفها قائلة
كلى يا فرح وسبيها لله كله هيتم بأمره واذنه
صدحت ضحكة غليظة قاسېة من مليجى وهو يخرج من غرفته لايرتدى سوى ملابسه الداخلية يهتف بعدها بسخرية وتهكم
اتعلفى ياختى يمكن تعجبى عريس الغفلة اللى ماحد شاف وشه لا هو ولا ابوه من يومها
نهضت فرح وافقة تهتف به پعنف وحدة وهى تتجه ناحية غرفتها
البركة فيك وفى فضايحك وهو فى عاقل يفكر يجى يحط ايده فى ايدك و يناسبك
ثم توجهت الى غرفتها فلا طاقة لها لمجادلة اخرى معه يكفيها ماحدث بينهم من قبل وتلك المشاجرة والتى وانتهت ككل مرة بتطاوله بالضړب عليها لذا تركته واغلقت الباب خلفها پعنف ارتجت له