الخميس 19 ديسمبر 2024

بين الحقيقه والسراب

انت في الصفحة 13 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

مالك ما بقاش يبص بسطحية على الأمور زي زمان لا ده بيتعمق قوي فيها
عارفه لو رجعتي لي من غير ما يكون عندك ادنى معرفك بأني خلاص على وشك اني ىخف وأبقى طبيعي 
ورجعتي لي منك لنفسك وإنتي فعلا ندمانة وعايزه نرجع نعيش مع بعض
تاني من غير ما يكون ليكي علاقة بهيام اختي وانها بتوصل لك اخباري على طول كنت فكرت وكنا رجعنا لبعض
كادت ان تتحدث وتقاطعه الا أنه أشار اليها بكف يديه ان تصمت واكمل حديثه بتصميم 
شوفي بقى مهما تحاولي معايا من محاولات كده إنتي بتتعبي نفسك على الفاضي وبتضيعي وقت لأن اللي انا برميه ورا ضهري وخاصه لما يكون اللي رميته
غدر بيا وما استحملنيش وقت شدتي يبقى ما يلزمنيش وقت زهوتي
ثم انتصب واقفا عندما راى
صديقتها اتت اليها مرددا باعتذار 
معلش مضطر امشي علشان عندي مواعيد شغل تانيه فرصة سعيدة 
ويا ريت تفكري في كل
الكلام اللي قلته لك كويس وما تضيعيش وقت في الفاضي
ألقى اليها كلماته وترك المكان بأكمله عائدا
الى منزله بجراح انفتحت من جديد ومواجع انقلبت داخل عقله وسببت له بۏجع لن ينتهي على مر الزمان
في كلية التجارة جامعة عين شمس
احست بخيال من الأمل طاف
أمامها وجعل قلبها يهدا من روعه قليلا ولكن ما تذكرته في الحال قضى على الأمل الذي بداخلها وشرعت في بكاء مرير 
شعر بان دموعها تقطع داخله ولا يعرف ما السبب
ونظر اليها متسائلا بضيق من تلك الدموع 
ممكن اعرف ليه بټعيطي دلوقتي
انا عايزك تهدي علشان خاطر نفكر هنعمل ايه في المشكلة دي وتطلعى منها بأقل الخساير 
ودلوقتي ممكن اعرف سبب الدموع ايه 
هدأت من حالها وأجابته بتيهة 
عمرها مابعتتلي رسايل ټهديد وعمري ما فكرت اني اسجل لها وهي بتكلمني في التليفون ما جاش في بالي اني اعمل كده 
كل تهديداتها لي اكترها بتجي لي الملجأ تفضى سمها في وداني وتنغص علي عيشتي وتمشي 
واكملت حديثها وهي تجفف دموعها بيديها مرددة باستفسار 
مش عارفه ليه انا الوحيدة اللي مركزه معايا في البنات الموجودين مع انها تقريبا عملت نفس الحوار ده مع كذا بنت وهكرت موبايلها
نظر اليه بعيون تملؤها الشجن على ما تعيش من بلاء ومرار لا يليق بتلك البراءة وردد بكلمات تطمئنها
دلوقتي يا انسه مريم مش عايز دموع ولا عايز ضعف ولا عايزك كمان تبيني لها انك خاېفه منها او ضعيفة
في واحد مهندس الكترونيات شغال مع بابا في البنك هتكلم مع بابا في الموضوع ده ونحاول نلاقي حل بس لحد ما ده يحصل عايزك لو كلمتك في التليفون او جات لك تحاولي تسجلي لها وتماطلى معاها في الكلام وتستفزيها علشان نقدر نوقعها بسهولة
واسترسل حديثه باستجواد
مش عايزك تبيني لها انك خاېفه ودايما بص لها بعيون قوية وهي اكيد هتفضل مستخدمه سلاح الټهديد ده ومش هتنفذ اي حاجه لأنها محتاجاكي فانتي اهدي وركزي في مذاكرتك علشان خلاص امتحانات الترم الاول قربت تخلص وما تتشتتيش
اطمئن قلبها من حديثه وتمنت من داخل قلبها ان يكون لها اخ يساندها ويؤازرها في محنتها تلك ويقف بجانبها من غدر الزمان وتحدثت اليه بشكر وامتنان 
مش عارفه اشكرك ازاي يا دكتور انك ضيعت وقتك وسمعتني بجد انا ممتنه ليك جدا ولذوقك ولوقفتك جنبي وعمري ما هنسى سندك ليا 
واسترسلت حديثها پخوف متسائلة بتردد 
بس ازاي حضرتك بتقول إنها هتستنى كتير انا دلوقتي فاضل لي اربع شهور واتخرج خالص من الجامعة وهي هتنفذ ټهديدها ده لو انا ما وافقتش قبل ما اتخرج علشان خاطر تضمن اني ما لقيش مكان يحتويني غير الدار وتدمرلي مستقبلي خالص
استوعب حديثها وأردف بنبرة جادة
ان شاء الله هنحاول نحل المشكله دي في اضيق وقت ممكن 
انا هديكي رقمي دلوقتي وانت تبعتي لي رقمك وفي اي وقت تيجي لك او يحصل حاجة جديدة تعرفيني أول بأول وما تقلقيش اللي بينا ده عمره ما يخرج لأي حد انت زي اخواتي بالظبط اللي ما
رضهوش عليهم مارضهوش عليكي 
واستطرد حديثه بتوضيح وعيون تطمأنها
اهم حاجه تخلي عندك ثقة في ربنا ان هو مش هيسيبك ابدا وان كل ابتلاء بيبقى وراه فرج واني دايما ربنا بيخلق بعد الليل نهار علشان ينور قلوبنا وينور دنيتنا وان دايما الخير يكمن في الشړ اهم حاجه ما تستسلميش لمداخل الشيطانة دي وربنا المعين
انتصبت واقفه بعدما تبادلا الأرقام وحملت حقيبتها وتحدثت اليه بعيون شاكره لذاك الخلوق 
بجد انا ربنا بيحبني انه وقعك في طريقي علشان تسندني وتقف جنبي بعد ربنا سبحانه وتعالى بشكرك من كل قلبي يا دكتور وبجد ربنا يكتب لك الخير دايما علشان اللي بيعمل خير اكيد هيلاقيه وعطفك عليا ووقوفك جنبي عمري ما
هنساه طول حياتي
شعر رحيم من حديثها بالشجن ولا يعرف ما السبب فى ذلك لأنه يحس إحساسا اخر غير العطف تماما كما قالت فبحضرتها تزداد دقات قلبه ولا يحبذ ان ينتهي الحديث بينهما فهو يشعر براحه
تجتاح كيانه كلما يمر طيفها بباله ولم يفسر معنى ذلك الشعور الى الان وردد باستنكار لحديثها
شوفي مش عايزك تفتكري اني وقوفي جنبك ده عطف انا كده هزعل جدا لو قلتي الكلمة دي تاني انا بجد يا آنسة مريم بعتبرك حد مني و
يخصني ما تتصوريش انا حزين من مشكلتك دي قد ايه وقلبي قايد ڼار من ساعه ما سمعت الكلام ده منك بس ما تقلقيش انا جنبك ومش هسيبك لحد ما تمري مشكلتك بأمان بس اي وقت تحسي
بالخطړ قريب منك فورا تكلميني وهتلاقيني على طول قدامك ما تقلقيش
يا الله كم جميل شعور الانسان الفاقد للاحتواء بالاحتواء 
يا الله كم جميل لطفك وكرمك حين تبعث للروح من يهدهدها ويروي ظمأها 
يا الله كم جميل ان تبعث لنا من وسط العتمه نورا
ولو كان طفيفا يطمئن قلوبنا وينر دروبنا 
كانت تلك الكلمات ترددها مريم مع حالها بعدما انتهت من الحديث مع ذاك الخلوق
كم احست بارتياح شديد عندما خرجت ما يؤرق حياتها من الم واحست بطيف امل بعدما كانت وحيدة وشعور الخۏف يدمر قلبها وكيانها ټدميرا 
ولكن هل سيستطيع ذاك الطيف انتزاعها من الحفرة قبل ان تقبع بها أم للقدر رأي آخر 
كانت تردد مريم في شرودها تلك التساؤلات التي اهلكت روحها ولكن قررت ان تصمت
لكي تستريح ثم تعود الى معركة حياتها لكي تحارب بكل قواها وتدعو الله ان تنتصر
شعرت الأخرى پغضب عارم من حديث تلك الريم واستشاطت ڠضبا 
ولوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة وهي ټضرب علي فخذيها بغل 
طب ولما الست هانم بتحس وعارفه الشرع وعارفه ربنا ليه عملتي اللي عملتيه واتسببتي
في مۏته وعايشه دور الكئيبة الحزينة بتمثليه علينا والكل عمال يطبطب على الكونتيسة ريم وهم ما يعرفوش ان إنتي السبب في مۏته 
وخاتمه الكل على قفاه وسابكة الدور على الاخر بس مش علي هند ياعنيا
نزلت تلك الكلمات على قلب ريم كالنيران التي شبت بين ضلوعها ورددت لتلك الشمطاء بتساؤل مريب 
كلام ايه اللي إنتي بتقوليه ده يا هند وعايزه توصلي بيه يعني لإن انا السبب في مۏته
قصدك ايه انا اللي قټلته مثلا
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن مفتعل ممزوج بمكر وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة 
انا كنت تحتيكوا يا حبيبتي في اليوم اللي انتم كنتم بتتخانقوا فيه مع بعض وصوتكم كان عالي وصوته هو بالذات لما كان بيقول لك يانا يا شغلك بره يا ريم تختاري ما بينا وإنتي بجبروتك قلتي له هختار شغلي وكسرتي قلبه ما مهمكيش الحب اللي كان بيحبه لك ده كله 
واسترسلت حديثها بعيون تنطق مكرا وشړا 
الراجل يا عين امه ما استحملش قسوتك في الكلام ولا استحمل شدتك معاه واڼصدم من ردك عليه وانك بعتيه بالسهولة دي علشان خاطر الشغل والكلام الفاضي اللي انت بتعمليه ده ونام النومه ما قامش منها ليه الجبروت ده كله 
ثم لوت فمها وتابعت حديثها بنبرة
ساخطة
ده انت اللي يشوفك يقول عليكي اطيب منك ما فيش وإنتي حية وحرباية بتتلون ب 100 لون وانا الوحيدة اللي هنا في البيت فاهماكي مش ريم الرقيقة الجميلة اللي الكل واخد الفكرة دي عنها
كانت الأخرى في عالم اخر تستمع الى حديث تلك المسمۏمة الممزوج بالسخرية والټهديد واحست انها غير قادرة على النطق ولكن ليس خوفا من تلك الماكرة الشريرة ولكن تذكرت الموقف والحديث الاخير بينها وبين عزيز عيناها وروحها باتت تؤلمها من حديث تلك الهند التي غرزته پسكين داخل قلبها المسكين 
وتابعت الأخرى وهي ترفع حاجبها بمكر عندما استشفت معالم وجهها المړتعبة وظنت أنها وصلت لمبتغاها 
كلامي صدمك طبعا واعرفك اني مش قاعده هنا زي الاطرش في الزفه فا بالذوق كده هتاخدي بعضك وتاخدي ولادك وتورينا عرض كتافك ولا نقعد هنا انا وإنتي ونقابل بعض في الملعب واللي معاه الملك هو اللي يكسب
افاقت ريم من تيهتها وقطبت جبينها باستغراب وتحدثت باستفسار 
انت ليه بتكرهيني قوي كده انا
عملت لك ايه خلاكي تبقي مش طايقه وجودي وحتى بعد جوزي ما ماټ الله يرحمه لسه زي ما انتي
حالي ما صعبش عليكي يا شيخه علشان تتعظى وتنعدلي وتنظبطي وتنضفي قلبك ده من جوه 
واسترسلت حديثها بدموع هابطة
كالشلالات على وجهها وكأنها حاضرة
واعتادت النزول
انتي ايه شړ بيتحرك على الأرض يا شيخه ده انا جوزي لسه مېت بقى له اسبوعين ارحميني وابعدي عني بأذاكي وبقلبك اللي مليان شړ ده وسيبيني في حالي وانا اصلا ما ليش علاقه بيكي ولا هاجي ناحيتك ويا نحله لا تقرصيني ولا عايزه عسل منك
ضحكت الأخرى بصوت عالي ثم ضړبت على فخذيها بغل ورددت بعيون جاحدة
اقول لك انا السبب ايه يا حلوه
انا وإنتي ما ينفعش نجتمع مع بعض في مكان واحد من الأخر يا انت تطيريني يا
انا طيرك وبصراحه كده الأحق منا اللي هي تطير وتفارق هو انتي
انا هنا عايشه وسط جوزي وبناتي اما انتي ما بقاش ليكي حد اللي كنت عايشه في ضله وفي حماه الله يرحمه اتكل على الله 
واسترسلت بټهديد واضح 
هاي هتمشي وتورينا جمال خطوتك علشان نعيش في هدوء وسلام كلنا ولا كل واحد يقول اللي عنده وشوفي بقى حماتك وابنها الكبير وامك وابوكي لما يعرفوا ان بنتهم
المصونة الرقيقه عملت كده في جوزها وسممت بدنه قبل ما ېموت رغم انه قاعد يتحايل عليها ويترجاها وهي قلبها قوي وقسيت عليه لحد ما جابت له سكته قلبية وماټ
الى هنا لم تستطيع ريم الصمود امام الاتهام البشع من تلك الخبيثه التي تجلس امامها وتتحدث بعيون مكشوفه ورددت بصرامه 
شوفي بقى يا اللي اسمك هند انا لحد دلوقتي سايباكي تبخي السم اللي عندك كله وبرميه وبعديه وبكبر لكن هتقلي في الكلام معايا وتعتبريني ان انا بقى واحده جوزها مېت وما لهاش
سند ولا ضهر وټهدديني ان السبب في مۏت جوزي الله يرحمه يبقى فلتت منك على الاخر 
واسترسلت بعيون قويه امام تلك الهند 
مش معنى ان انا طيبه وهاديه اني اسمح لأي حد في الدنيا يدوس على طرفي لا فوقي لنفسك على الاخر انا ريم المالكي اللي طول عمرها ما حدش يقدر
يدوس لها علي طرف مش تيجي واحده جاهله زيك كل حياتها تافهه هتدمر لي حياتي وحياه ولادي ولعلمك انا قاعده هنا على قلبك ومش هسيب بيت جوزي ولا هتحرك منه واللي عندك اعمليه انا ما بخافش غير من اللي خلقني
انتصبت تلك الهند واقفه ورددت بهدوء ما قبل العاصفة قائلة 
تمام يا سلفتي انا عليا حذرتك ونبهتك انك تمشي بهدوء وإنتي متبتة وماسكة فيها بايديكي وسنانك بس ما ترجعيش ټعيطي لما اقلع لك سنانك دي خالص واكسر لك ايدك اللي مخلياكي متبته وما بقاش هند اما قلبت الدنيا عليكي وخليتك ما تسويش في البيت ده بتلاتة تعريفه
قالت تلك الكلمات واعطت لها ظهرها فردت على حديثها ريم بسرعه قبل ان تغادر 
ما اتولدش ولا لسه نزل الدنيا ولا شافها اللي تقدر او يقدر يكسر ريم المالكي يا ام البنات فوقي لنفسك وركزي في حياتك وفي حالك وسيبك من حالي اللي انتي حاشرة نفسك فيه بالڠصب ومن زمان قوي ولما تشوفي حلمة ودنك تبقي تشوفيني مکسورة ومذلولة لأمثالك
كانت الأخرى تمشي على عجالة ولكن تستمع الى كل حرف نطقت به ريم وتتواعد بداخلها ان توقد الڼار وتجعلها تلتهب وستدافع عن بيتها وزوجها امام تلك الريم كما ظنت في عقلها وتوهمت أن ريم بالتاكيد سترضخ للزواج من زوجها وإن حدث ذلك فالمۏت أهون لها 
ورددت بتوعد وهي تخرج من الباب قبل أن تغلقه 
هتشوفي الجاهلة هتعمل فيكي إيه علشان هددتي أمانها والعبرة بالخواتيم ياحب
كانت تلك الكلمات الشيطانية التي أخرجتها كالسم من جوفها 
وجلست ريم تناجي ربها وتحادث نفسها قائلة 
يا الهي ان كنت اخطات وأذنبت فاستر عبدتك الضعيفه من غدر الزمان 
يا الهي ابعد عني وعن قلبي وعن اولادي شړ شياطين الانس واغفر لي ذلتي فانت الأعلم اني لم اكن اقصد فلتات اللسان
العون منك يا رب ضد من يعترض اماني وسلامي ويسر لي طريقي من شړ الجبان
8
بعد مرور اسبوعان على تلك الأحداث في منزل راندا المالكي عصرا حيث تجلس هي وابناؤها يتحدثون في أمور سفرهم الى أبيهم وتجلس أوسطهم
مهاب على يمينها وسما على يسارها تتحدث اليهم بتوضيح
شوفوا ياحلوين انا خلاص قررت ان احنا نسافر لباباكم اونكل باهر الله يرحمه مېت بقى له شهر خلاص مش بإيدينا
حاجه نقدمها لخالتو ريم ربنا يديها الصبر يارب 
واستطردت بنبرة حماسية لأخذها قرار السفر إلي زوجها وحبيب روحها
عايزين نسافر لباباكم من غير ما نقول له نعملها له مفاجأة وهو مش هيصدق نفسه فاكرين من كذا سنه لما عملنا له المفاجأة دي وما كانش مصدق نفسه ان احنا جينا 
ها إيه رأيكم هتبقوا معايا ولا هتبوظها لي 
صفقت سما بيديها كعلامة على
فرحتها السفر الى والدها ثم احتضنت والدتها مردده بحماس مماثل 
واو فكرة جميلة يا مامي إنتي عارفة انا بعشق جو المفاجآت ده واكيد بابي هيطير
من الفرحه لما يشوفنا ووعد مني هعمل وضع السايلنت ومش هتكلم نهائي الدور والباقي على الأستاذ مهاب اللي ممكن يبوظ لك الخطه
قالت سما تلك الكلمات وهي تخرج لعابها لأخيها كعلامه على استفزازها له على سبيل المداعبة 
اما مهاب قام بإلقاء الوسادة في وجهها مرددا بنبرة اعتراضية 
شوفي بقى يا ماما البنت دي حطاني في
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 51 صفحات