الشيخ والمراهقه
مرتبي هذا الشهر على دروسك الخصوصية ...
قالتها الام بحيرة شديدة فمن أين ستجلب لابنتها تكاليف هذا الدرس ايضا ...
تنحنحت لمار قائلة بتردد
ما رأيك ان احدث والدي ... عله يساعدنا قليلا ...
الا انها والدتها صړخت في وجهها
لمار ...كم مرة يجب ان اخبرك ألا تفكري في ان تطلبي اي شيء منه ...! نحن لسنا بحاجة الى امواله ...
ولكن نحن لا نأخذ منه سوى فلوس النفقة ... وهو لديه الكثير من الاموال ... لماذا لا يدفع لنا ويساعدنا ...
نهضت الام من مكانها بصرامة وقالت منهية الموضوع
لا تتحدثي مرة اخرى في هذا الموضوع يا لمار ... اخبرتك انني لا اريد شيئا منه ... انتهى ...
اومأت لمار برأسها متفهمة ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو غرفتها تاركة والدتها تفكر في حل تجد من خلاله الاموال التي تحتاجها للدرس الخاص بابنتها ...
الفصل الثاني ...
.
.
.
بعد
مرور عدة ايام ...
استيقظت لمار من نومها على صوت صړاخ يملأ ارجاء المنزل ...
قفزت بسرعة من سريرها وخرجت من غرفتها متجهة الى صالة الجلوس لتجد والديها يتعاركان سويا ...
كانت هذه المرة الاولى التي ترى بها والديها بوضع كهذا فهي منذ ان وعت على هذه الدنيا ووالديها متطلقان ...
ولم تأت لها الفرصة أن ترى والديها يعيشان حياة زوجية طبيعية فيتشاجران سويا مثلا كأي زوجين طبيعيين ...
ماما ...بابا ... ماذا يحدث هنا ...!
الا ان والدتها قالت بحزم
ادخلي الى غرفتك لمار ولا تخرجي منها حتى اسمح لك ...
لكن والدها كان له رأي اخر
دعي لمار تسمع ما اريد قوله ...
قالت الام بعصبية
ماذا تريدها ان تسمع بالضبط ...! ما تفوهت به من جنون قبل قليل ...
لا تثيري اعصابي يا امراة ... ما اريده سيحدث ... شئت ام ابيت ... وانت عليك ان تفهمي هذا جيدا ... هل فهمت ...!
الام بتحد
هذه ابنتي ... وانا لن اسمح لك ان تفعل بها شيئا كهذا ...
اخذت لمار تنقل بصرها بين الاثنين بحيرة شديدة وقلق اشد حتى صړخت فجأة بهما
يكفي توقفا ...
ثم التفتت نحو الاب وسألته
اخذ الاب نفسا عميقا قبل ان يجيبها بجدية
انت ستتزوجين يا لمار ...
ماذا ...!
هتفت بها لمار بعدم تصديق بينما اكمل والدها حديثه الصاډم
لا يوجد حل اخر امامي ... يجب ان تتزوجي زوج اختك نشوى ... هو تقدم لخطبتك وانا وافقت ...
ماذا تقول يا ابي ...! انت بالتأكيد تمزح ...
انا لا امزح ... هذا ما حدث ... اسمعيني جيدا ...
الا ان الام قاطعته پغضب ونفاذ صبر
ماذا تريدها ان تسمع ...! هل جننت ... كيف تطلب منها شيئا كهذا ...!
سالت دموع لمار التي قالت بسرعة
انا غير موافقة بابا ... من المستحيل ان اوافق علي شيء كهذا ...
اقترب عادل منها واحاط وجنتيها بيده وقال بوداعة مفتعلة
ارجوك يا ابنتي ... اسمعيني اولا واصدري حكمك بعدها ...
اشاحت لمار بوجهها بضيق بينما استرسل الاب في حديثه
يا ابنتي اذا لم تتزوج من فارس سوف اخسر جميع املاكي ... افهميني ارجوك ...
اتسعت عينا لمار پصدمة قبل ان تقول بدهشة
كيف يعني ستخسر جميع املاكك ...!
اجابها الاب بإختصار
عائلة صفوان يملكون علينا ديون كثيرة ... وهم يريدون ديونهم ... ونحن لا نمتلك رصيد كاف لتسديد ديوننا ... لهذا فأننا سنضطر لان نعطيهم املاكنا مقابل الدنيا ... الشركة والقصر ...
انت تبيع ابنتك من اجل الاموال ...
قالتها الام بدهشة قبل ان تردف بسخرية
على العموم هذا ليس بجديد عليك ... طوال عمرك واهم شيء لديك المال ... تبيعنا جميعا وتبيع نفسك لأجله ...
ولماذا يريد السيد فارس الزواج بي مقابل الاموال ...! هل انا مهمة وثمينة لهذه الدرجة حتى يتنازل عن ديونه لأجل الزواج بي ...!
قالتها لمار بمرارة لتصرخ الام بها
لمار هذا الموضوع منتهي ... لا تشغلي نفسك وتفكيرك به من الاساس ...
لكن الاب لم يهتم بما قالته بل وضح لها السبب
فارس يريد ام لابنه ... ومن عاداتهم هناك في القرية حينما ټموت الزوجة يتزوج زوجها باختها فهي تكون اكثر واحدة مناسبة له وخصوصا اذا كان لديه اولاد منها ...
انا غير موافقة بابا ...
قالتها لمار لېصرخ الاب بها
ماذا يعني غير موافقة ...! اقول لك بأنني سأخسر جميع املاكي وانت ترفضين ...
ابنتي لن تتزوج بهذا الرجل ....وانت اخرج من بيتي ...
الټفت عادل نحوها وقال بټهديد صريح
لا تعاندي كثيرا يا ايمان ... فأنا قادر على فعل الكثير ... وانت تعلمين هذا جيدا ...
تهددني يا عادل ... هل وصل بك الجبروت الى هذه الدرجة ...!
رد عادل بحسم
اسمعاني انتما الاثنان جيدا ... لمار ستتزوج من فارس ... انا والدها وولي
امرها ... غير هذا انت تعرفين نفوذي جيدا وماذا بإمكاني ان افعل من خلاله بك وبإبنتك ... وافقي على الزواج افضل لك من اثارة المشاكل ...
ثم خرج تاركا لمار تبكي في احضان والدتها ...
اغلق فارس الهاتف واتجه نحو والدته التي تسائلت بلهفة
ماذا كان يريد منك عادل ...!
جلس فارس بجانب امه واجابها بجدية
يخبرني بأنه موافق على طلب خطبتي لإبنته ...
زغردت الام بسعادة بينما اشاح فارس وجهه بضيق لتتوقف الام عن زغاريدها وقالت لابنها
ما بك يا بني ...! تبدو منزعجا ...
فارس بضيق واضح
لم يكن وقتها يا امي ...لم يكن وقتها ابدا ...
صفية بتساؤل واستغراب
متى وقتها اذا ...!
اجابها فارس بنبرة جادة
كان علينا انتظار فترة من الزمن ... كما ان الفتاة تبدو غير مناسبة لي ...
ومن قال هذا ...! الفتاة بالتأكيد مناسبة لك ... يكفي انها اخت زوجتك الراحلة ...
نهض فارس من مكانه واتجه نحو النافذة وقال بشرود وهو يتطلع من خلال النافذة نحو الاراضي الخارجية المحيطة بقصرهم
ولكننا لا نعرف عنها اي شيء ....
نهضت الام من مكانها مستندة على عكازها وتقدمت نحوه ... ربتت على كتفه قائلة
ستتعرف عليها قريبا ... وانا متاكدة من كونها انسب واحدة لك ... وسترى هذا بنفسك ...
أتمنى هذا ... اتمنى هذا من كل قلبي ...
قالها فارس برجاء حقيقي ثم تحرك خارج المكان لتتقدم بعد لحظات شابة صغيرة وتقترب من صفية متسائلة
امي ماذا يحدث هنا ...! لماذا اخي فارس يبدو منزعجا ...!
اجابتها صفية
فارس سيتزوج يا نورا ... لا تنسي ان تباركي له ...
نورا بعدم تصديق
سيتزوج في هذا الوقت ... لم يمر على ۏفاة زوجته الكثير ...
صړخت بها صفية مؤنبة اياها
وماذا يعني هذا ...! هل تريدنه ان يبقى عازبا لوقت طويل ...! ثانيا ما علاقتك انت بهذه الامور ...! انتبهي على اشياء اخرى اهم من امور الكبار وأحاديثهم ...
حسنا حسنا ... لا داعي لكل هذه العصبية ... الخطأ مني لاني سألت ...
قالتها نورا وهي تزم شفتيها بضيق قبل ان تتحرك خارجة من المكان لتبقى صفية لوحدها فتجلس على كرسيها مرة اخرى وهي تدعو في داخلها ان يهدي الله فارس ويقدم له الخير في كل خطوة يخطوها ...
وماذا ان رفضت ...!
قالتها رجاء وهي ترتشف رشفة صغيرة من فنجان