الجمعة 27 ديسمبر 2024

مستشفى السعاده

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

من باب التعاطف.. لكن الغريبة إن الوضع دلوقتي مختلف.. هي عايزة توصله علشانه مش علشان متعاطفة معاه.
بعد تردد فكرت تمشي ورا إحساسها.. لأن حتى من منظور العقل.. مش هتخسر حاجة لو خدته في طريقها.
بس صوت قوي جواها قالها طيب ومن منظور الدين والصح والغلط الرضع اية.. نيتك مش نفس النية اللي كنتي جاية بيها.. وربنا بيحاسب عن النوايا.. ما ينفعش توصليه.
وقررت بعد كل التردد .. تمشي ورا الصوت الأخير.. بس على الأقل هتنستنى تشكره وتطمن إن حد هيساعده إنه يرجع.
قربت منه بعد ما كل اللي موجودين مشيوا.. واللي كان أخرهم بهاء.. بعد ما سأله هتروح ازاي وعرض يعمل إذن من المستشفى ويجي معاه يوصله ويرجع.. طمنه إنه هيروح في تاكسي زي ما جه.. فكر إن حتى لو هي
مشيت فهو هيعتمد على نفسه ويروح لوحده زي ما كان مرتب من الأول.
بعد فشل بهاء إنه يقنعه يوصله قاله
خلاص يا سيدي هخرج معاك أوقفلك تاكسي على الأقل 
شكرا يا بهاء.. ما تقلقش مش اول مرة اجي واروح لوحدي... عملتها مرتين قبل كدة.. عايز أتعود أعتمد على نفسي أكتر 
الټفت بهاء لمحها.. ابتسم ابتسامة فيها مكر وقال
انت متأكد انك هتمشي لوحدك
ايوة يا عم متأكد
طيب يا استاذ.. ابقي طمني لما توصل.. هسيبك دلوقتي علشان عندي شغل
كان خلاص فقد الأمل أنها تكون مستنياه.. ويادوب هيقوم من مكانه.. سمع صوتها اللي حفظه
أنا عايزة اشكرك بجد على انك عرفتني على الجروب.
ابتسم وقال
افتكرتك مشيتي
مستنية اشكرك
أي خدمة.. بس لازم مقابل للخدمة دي
اتفضل طبعا
خديني في طريقك.. وأوعدك.. مش هقول اي حاجة طول الطريق.
ليه بتقول كدة
علشان متأكد إنك بتفكري تمشي
عرفت منين
إحساسي بيقول كدة
وبعد ما كانت مقرره تسيبه.. رجعت في كلامها مع أول كلمة ليه
لا احساسك غلط.. خدني انت في طريقك.. بس
بشرط واحد
شرط اية
أنا اللي هدفع فلوس التاكسي
هو انتي اسمك اية
مريم
مستعد اسيبك تدفعي فلوس التاكسي.. بس بشرط واحد يا مريم 
اية هو 
هقولك اول ما نوصل 
اتفقنا
خرجوا من المستشفى ووقفوا تاكسي.. تعمد إنه يركب جنب السواق.. كان متأكد إنها خاېفة بعد حكايات الجروب انه يفهمها غلط.. وكان شايف كمان إنه أڨور في طريقته معاها من البداية.. في النهاية هو اجنبي عنها.. وما ينفعش ابدا يتباسط في الكلام معاها بالشكل ده .. بس يمكن الراحة اللي حس بيها ناحيتها.. خلته حس إنه يعرفها من زمان.. وطبيعته المرحة غلبت عليه .. بس برضوا مش لازم لما نضعف نكمل للنهاية.. تدارك الخطأ من البداية بيعنا إننا ما نتماداش فيه .. كل كلمة بيقولها لأي بنت في الجروب بيكون مقصدها دعم.. وأي دعابة بيكون وراها حكمة.. لكن معاها كان الوضع مختلف.. ازاي مش عارف.. وليه مش عارف.. والمفروض يعمل اية برضوا مش عارف.. الحاجة الوحيدة اللي كان عارفها.. إنه لازم يقفل على نفسه باب الفتن.. وصوتها للأسف كان بالنسباله فتنة.
هي كمان كانت أفكارها كلها عن ازاي شايفها دلوقتي.. وهل كونها وافقت توصله هيفهمها غلط.. وليه وافقت توصله أصلا بعد ما اخدت قرار انها مش هتعمل كدة.. وايةسبب الراحة الغريبة اللي حساها تجاهه.. وازاي اتكلمت معاه كدة من غير ما تكون تعرفه.. وازاي كل كلمة قالها اتحفرت جواها كدة.
اما هو فبعد كل الأفكار اللي جت في دماغه.. سيطرت عليه فكرة واحدة أنه عايزها تكون مش أجنبية عنه.. أكيد مش بيحبها بس حاسس براحة ما حسش بيها من ساعة ما ساب خطيبته.. صوت جواه سأله معقول بتفكر ترتبط.. رد عليه صوت أعلى لأ استحالة أكيد مش هتفكر ترتبط.. رد عليه الصوت التاني لا ينفع ترتبط.. بس هي ترضى.. بس الصوت الأعلى سأل أسئلة منطقية .. هو انت تعرفها أو تعرف عنها حاجة طيب مش يمكن أصلا مرتبطة أو متجوزة.. بس السؤال اللي فضل يزن في عقله.. حتى لو مش مرتبطة.. هتوافق ترتبط.. بواحد أعمى
صوتها خده من أفكاره وهي بتقول للسواق  
على جنب لو سمحت.
دفع الفلوس للسواق ونزل وسألها بعد خناقة تانية على ازاي هو يدفع الفلوس
احنا كدة فين
في نفس المكان اللي أخدناه منه التاكسي واحنا رايحيين 
هتساعديني أعدي الشارع
أكيد هساعدك.. ولحسن حظنا الشارع ما فيهوش اي عربيات.. يلا عدي
عدوا الشارع وبمجرد ما عدوا شاورلها على العمارة اللي في وشهم وقال
أنا ساكن هنا
حمد الله على السلامة.. هقف لحد ما تدخل المدخل.
الله يسلمك.. هسألك سؤال أخير يا مريم
حست بتوتر كبير وقالت
اية هو السؤال
انتي مرتبطة
أحمر وشها وما كنتش عارفة أية طريقة الإجابة ولا اية سبب السؤال وقبل ما ترد.. ظهر صوت والدته
حمد الله على سلامتك يا مروان يا حبيبي.. ينفع اللي عملته ده
الله على الوقت المناسب اللي اختارتيه يا ماما
قالها لنفسه وهو في شدة غيظه.. بس بأدب متعود عليه رد 
الله يسلمك يا ماما.. ما انا رجعت اهو الحمد لله وزي الفل.. اعرفك باستاذة مريم
كانت شيفاها بس ما توقعتش انها تكون واقفة معاه.. كانت فكراها واقفة مستنية حد .. بس بعد كلمته التفتتلها ومدت ايديها سلمت عليها 
اهلا وسهلا أستاذة مريم.. أنا والدة مروان
ردت مريم بارتباك
اهلا وسهلا بحضرتك 
انتي زميلة مروان
ما عرفتش ترد بأية فرد مروان بسرعة علشان يعفيها من الحرج 
ايوة يا ماما.. زميلة في الجروب
اهلا وسهلا يا حبيبتي.. انتي جاية مع مروان من المستشفي
رد مروان برضوا قبلها 
ايوة يا ماما.. كتر خيرها.. جابتني في طريقها
كانت حاسة انها عايزة تجري من قدامهم من كتر الكسوف.. ابتسمت وقالت
فرصة سعيدة يا طنط.. استأذنكم
لا تستأذنينا أية.. انتي لازم تطلعي تشربي حاجة.
لا معلش يا طنط مش هقدر.. أنا اتأخرت وبابا وماما هيقلقوا عليا
لا اطلعي خمس دقايق بس.. مش هنأخرك.. ما ينفعش تبقى تحت البيت وما تطلعيش
بصت لمروان وكملت 
ما تقولها حاجة يا مروان
رد بهدوء 
سبيها على راحتها يا ماما
وجه كلامه على طول لمريم من غير ما يدي لمامته فرصة تعرض عليها تاني 
متشكر أوي يا مريم.. وما تنسيش ميعاد الجروب الجاي.. هتيجي صح 
مش عارفة لسة
حاولي على أد ما تقدري
إن شاء الله هحاول
بصت لمامته بابتسامه خفيفة وقالت 
فرصة سعيدة فعلا اني اتعرفت على حضرتك.. استأذن 
انا الأسعد يا حبيبتي.. قوليلي بس.. انتي ساكنة قريب من هنا
ايوة.. أنا ساكنة في العمارة اللي في أخر الشارع دي
شاورت على العمارة بتلقائية.. فردت مامت مروان عليها 
خلاص نيجي نوصلك
لا شكرا يا طنط.. البيت يا دوب خطوتين
لا يا حبيبتي نوصلك.. كفاية انك تعبتي نفسك ووصلتي مروان
رد مروان عنها تاني 
سبيها يا ماما على راحتها
شكرا يا طنط تسلمي.. السلام عليكم
وعليكم السلام يا حبيبتي.
سابتهم وراها وعقلها فضل معاهم.. فكرت يا ترى هتشوفه تاني.. وليه أصلا شاغلها السؤال ده.
أما هو فمسك ايد مامته وقبل ما يخطوا خطوة.. سألته بفرحة 
هي دي اللي ما عرفتش تلغي الجروب علشانها
اية يا ماما اللي بتقوليه ده
يا سلام.. هتخبي على ماما
ضحك وقالها
يلا نطلع يا ماما وبلاش المسلسلات التركي اللي بتتفرجي عليها تأثر عليكي
مسلسلات تركي .. يلا يا سي مروان.. التركي كله شكله هيبقى عندك.. نطلع ومش هسيبك غير لما تحكيلي كل حاجة
فرحتها كانت ناتجة عن أمنية بتدعيها كل يوم.. إن ربنا يرزقه بالزوجة الصالحة.. كانت مړعوپة تسيبه لوحده

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات