مستشفى السعاده
كبنت فاهمة إنك ما كنتيش بتمثلي وأنك كنتي مقتنعة تماما إن علاقة الست بالراجل مش مقبولة غير في إطار الضرورة وإن استثناؤه من القاعدة كان ناتج عن إن مشاعرك اتحركت ناحيته.. لكن هو كراجل.. مش هيفهم كدة.. كل اللي هيوصله التناقض بين الفعل والكلام.
غير اعترافك الصريح ليه بحبك .. من غير ما تزعلي ده كان غباء منك.. الراجل بطبعه يحب يتعب علشان يوصل.. وكل ما كان التصريح بمشاعرك عزيز.. كل ما هيبذل هو مجهود علشان يسمعها منك صريحة.. انتي طمنتيه من قبل ما مشاعره تتحرك ناحيتك إنك بقيتي مضمونة.. والراجل لما بيحس انك بقيتي مضمونة بيستريح وواحدة واحدة بيزهدك.
قصتك قصة ملايين البنات.. علشان البنت لما بتحب بتحب بجد.. وبتعمل اي حاجة علشان تحافظ على اللي بتحبه.. لأنها بتكون مش فاهمة إن علشان راجل يحبك.. ما تعمليش اللي يريحه.. غير لما يثبتلك إنه يستحق .. لو عايزه راجل يحبك.. ما تخليهوش يضمنك.
عندك حق.. أنا اللي رخصت نفسي
ظهر صوت مروان وقال
أكتر كلمة يا ربا لفتت نظري في كلامك هو وصفك لنفسك بالرخيصة.. انتي مش رخيصة.. انتي بشړ.. بشړ عنده جوانب قوة وجوانب ضعف.. جايز ارتباطك بالطريقة دي ما كنش هو أحسن حاجة.. خصوصا إنه كان من ورا أهلك.. وخصوصا إنك فعلا اتصرفتي عكس قناعاتك.. لكن زي ما قولت كتير احنا بنتعلم من التجارب اللي بنمر بيها.. مش معنى إننا غلطنا إننا وحشين.. احنا بنغلط علشان إحنا بني آدمين.. أول خطوة علشان تنسي الشخص ده.. هو انك تسامحي نفسك وتعترفي ببشريتك وتصدقي إنك مش رخيصة.. انتي بس كان عندك احتياجات وهو عرف يشتغل على احتياجاتك دي.. هو لمس الجوع اللي جواكي للكلمة الحلوة والاهتمام فاستغل ده.. وانتي علشان بريئة ما عرفتيش تفرقي بين اللي بيجرب واللي بيحب بجد.. اللي بيحب بجد ياربا بيبقى عايز علاقته باللي بيحبه تكون في النور.. بيحترم أفكاره ومبادئه ويتقبلها مش بيسعى إنه يخليه يغيرها.. ما بيقبلش إن اللي بيحبه يجي على نفسه علشان بس يرضيه.. ما بيسعاش يخليه نسخة تانية غير اللي حبها.
انتي مش رخيصة.. وهو على فكرة عارف إنك مش رخيصة.. ولازم تصدقي ده.
وبعد ما تصدقي.. لازم تتقبلي اللي حصل وتقرري إنك هتنسيه.. تجربة اتعلمتي منها ازاي بعد كدة تحافظي على قلبك وما تسمحيش لحد إنه يلعب بيكي.
بيتهيألك.. الحياة ما بتقفش على حد.. وزي ما فيها الۏحش فيها الحلو.. تعالي نحط خطة علشان ننسى وبلاش نفكر في اللي جاي.. اللي جاي بأيد ربنا.
تفتكر هنسى
أكيد هتنسي.. أي حاجة في الدنيا بتبدأ كبيرة وبتصغر.. حتى الألم.. كويس انك معترفة بمشاعرك ومش بتنكريها.. بس اعتقد إن آن الأوان إنك تتخطي مشاعر الحزن دي لأنها كدة طولت.. فكري كدة مع نفسك هل اللي سابك ده يستحق إنك تفكري فيه.. وعلى رأي تامر حسني من حبنا حبناه وصار متاعنا متاعه ومن فارقنا فارقناه يحرم علينا اجتماعه.. كل ما تفتكريه افتكري اللي عمله فيكي.. مش عايزك تكريه بس عايزك تفهمي إنه ما يستاهلكيش.. وياريت تحاولي تبعدي عن أي حاجة بتفكرك بيه.. لو جايبلك هدايا اتبرعي بيها.. ولو رقمه عندك أو هو عندك على أي تواصل امسحيه.. كل ما تحسي برغبة إنك عايزة تتكلمي عنه اعملي اي حاجة تشغلك وما تتكلميش عنه.. كوني صداقات جديدة واشتركي في أعمال تطوعية.. أملي وقتك.. ما تخليش عندك وقت فراغ تفكري فيه .. وفكري نفسك دايما إنك كنتي
أخد نفس وكمل
وبالله عليكي يا شيخة.. بلاش تسمعي محمد محي وهو بيقول سابني وراح يا هوى
ضحكت ضحكة خفيفة وقالت
ده مش محمد محي.. ده تامر عاشور
ما تفتيش يا ربا.. ده وليد سعد
ضحك مروان وسأله
مين وليد سعد ده يا بهاء
بتاع سابني وراح يا دكتور
ما تقول كدة يا راجل
ظهرت تاني علامات الجد على وشه وكمل
بتكلم جد.. ممنوع الأغاني يا ربا.. احنا مش ناقصين شحتفة.. ولو لازم أوي أغاني.. خليكي في كوكو واوا.. أهي زي الفل وربت أجيال عظيمة.
ضحكت ربا وقالتله
ربنا يريح قلبك يا دكتور ويجعل تطيبك لخاطرنا في ميزان حسناتك.
ابتسم وقال
اللهم آمين.. اعتقد خلاص وقت الجروب قرب ينتهى وما فيش وقت نسمع حكاية جديدة أو فضفضة.. بس هنلحق نمتن.
وهنا ظهر الصوت اللي كان نفسه يسمعه بيحكي وسأل
يعني اية نمتن
لف بجسمه كله ناحية الصوت وابتسم ابتسامة كلها بهجة
كل نهاية جروب لازم كل واحد فينا بيقول حاجة هو ممتن ليها في الجروب أو ليها علاقة بالجروب .. الامتنان عموما باختصار هو شكر لنعمة معينة واستشعارها.. وده من الحاجات اللي بتحافظ على المشاعر عالية وبتزود الطاقة الإيجابية.. ومن الحاجات اللطيفة اللي ممكن الإنسان يعملها كل يوم الصبح إنه يفتكر نعم ربنا عليه ويمتن للنعم دي.. لأن ده فيه تذكير
للنفس بفضل ربنا علينا.. مفهوم كدة
ردت باختصار
مفهوم
وجه كلامه لكل الموجودين.
هنبدأ من اليمين
كل الموجودين تقريبا قالوا إنهم بيمتنوا لدكتور مروان ولنصايحه ولدعمه
أما هي فقالت
أنا ممتنة لخروجة صحابي اللي اتكنسلت و بسببها حضرت الجروب .
وزي كل مرة ختم هو فقرة الامتنان بس المرادي قال
أنا ممتن النهاردة لربنا إنه ما خلنيش أعرف أعدي الطريق لوحدي وانا جاي الجروب.
أحمر وشها بعد كلمته
سكت لوهلة وكمل
وممتن جدا لوجودكم في حياتي
خلص الجروب .. كل اللي عنده سؤال جانبي سأله لمروان .. كان بيجاوب بسرعة وبدون تركيز.. خاېف تمشي من غير ما ياخد انطباعها.. ومش عارف حتى ينده عليها.. أصله لحد اللحظة دي ما يعرفش اسمها.
من قواعد الجروب إن كل واحد يعرف نفسه في البداية.. بس لانه بدأ متأخر ما كانش فيه وقت يعرفوا نفسهم.. ومن قواعد الجروب إن اللي يتكلم يبدأ بالتعريف بنفسه.. بس لما يحكي مش لما يمتن.. وهي ما حكيتش.
وقفت على جنب.. مترددة تعمل اية.. الصح انها تمشي ولا الصح انها ترجع معاه زي ما جت معاه.. طريقها وطريقه واحد.. بس مش دايما اللي طريقهم واحد لازم يمشوه مع بعض.. فكرت تمشي.. بس إحساسها قالها ما تمشيش وتسبيه.. يمكن لو كان إحساسها ما قلهاش.. كانت الأمور هتبقى أسهل.. وما كنتش هتسيبه.. لأن وقتها كان الموضوع كله هيكون من باب المساعدة لإنسان محتاج مساعدة.. بعيد عن أي مشاعر.. غير مشاعر الرحمة.. لكن واضح إن معاه المشاعر متداخله.. الاحساس اللي مسيطر عليها انها ما ينفعش تمشي.. احساس سببه شخص مش سببه موقف.. لما وصلته وهما جايين كان